أفق نيوز
الخبر بلا حدود

أمركة مكة!

401

مصباح الهمداني

سيسجد اليمنيون يومًا؛ شكرًا لله، وهم يرون أيديهم هي الأقوى، وكلمتهم هي العليا، ومنطقهُم هو الأصوَبْ، وسلاحهُم هو الأفتَكْ، وقائدهم هو الأعلى؛ كما يسجد المجاهدون بعد كل عملية واقتحام.
 
لقد شاهدتُ مملكة بني سعود، وهي ترص بقايا الصواريخ اليمنية الفتاكة، وأجنحة الطائرات المسيَّرة، على أرضية مطار الملك عبد العزيز بجدة، وما إن يصل أحد الضيوف؛ حتى يأخذونه في جولةٍ مكوكية بُكائية؛ لرؤية الصور والمُجسمات، وعين الشَّارح بالدموع مغرورقة، وعين الضيف بالعَجَبِ ممتلئة، يتحدَّثُ المُضيف للضيف وهو يشير إلى بقايا صاروخ منتفخ:
 
-انظر إلى هذا.. إنه قاهر، ويشير إلى ركنٍ آخر ويردد:
 
-وذلك بركان، والذي بجانبه زلزال.. يُقلب الضَّيف شفته السفلى متعجبًا.. ويكمل المضيف حديثه:
 
-وهذا الزلزال يوجد منه عدة صواريخ.. زلزال1 و2 و3 و.. يقاطعه الضَّيف وهو يشير إلى صاروخٍ برأسٍ محترق:
 
-وما ذلك الصاروخ؟
 
يرد المضيف وقد بدأت عينيه باللمعان ككرتين زجاجيتين:
 
-إنه توشكا-قاهر.. ويمسحُ وجهه بكفيه ويحرج صوته حزينا متحشرجًا:
 
-إنه الصاروخ الذي ضربه الحوثيون على تجمع قواتنا المشتركة في صافر بمارب، وسقط حوالي ألف ومئتان ما بين قتيل وجريح.
 
رفعَ الضيف حاجبيه مستغربًا، وجمع كفيه حول خديه وهو يردد:
 
-هذا غير معقول.. وأكيد أن الصاروخ إيراني! يجيبه المُضيف:
 
-لا.. لا ..هذا الصاروخ أصله روسي لكن الحوثيين طوروه بشكل كبير.. وقاطعه الضيف:
 
-أكيد بمساعدة إيران. ويردد المُضيف:
 
-أكيد..أكيد!
 
يأخذ المضيف نفسًا عميقًا، وهو يمسك بيد الضيف، ويجره إلى زاوية أخرى في المطار ويشير إلى مجسماتٍ لطائرات مسيرة، ويقول:
 
-هذا آخر سلاح، وأخطر سلاح بيد الحوثيين.. إنها طائرات غريبة وعجيبة، ولا تكشفها الرادارات ولا تسقطها الباتريوهات، ولا نعرفها إلا وقد سقطت على الهدف.
 
يمسكُ الضيفُ بكلتا يديه على رأسه، ويهزه، ويقول:
 
-كفاية..كفاية..لقد أوجعتَ قلبي. يمسكُ المضيف بكتف الضيف، وهو يقول:
 
-أريدك أن ترى صاروخ زلزل بي1 الباليستي.. هو هناك. وأشار بسبابته إلى دكة مرتفعة على يسار السجادة الحمراء المفروشة.
 
وأكمل حديثه:
 
-هذا الصاروخ أوسخ الصواريخ، فإنه يعمل بالوقود الصلب، ودقة الإصابة 3 أمتار.
 
-وذلك الذي خلفه يسمونه بدر1 وهو يخرج من نصات تحت الأرض.
 
-وأما ذلك المجنح فاسمه بركان تو إتش؛ وهو الصاروخ الذي ضرب به الحوثيون مطار الملك خالد بالرياض.
 
-وذلك المفصول رأسه يسمونه قاهر إم تو، وقد قصفوا به عدة أهداف منها قاعدة الملك خالد الجوية بعسير، وأحرق القاعدة بشكل كبير.
 
يجيبه الضَّيف:
 
-لم أكن أتوقع أن الحوثيين بهذه القوة.. إنني أشعر بالصداع.
 
يأخذه المضيف من يده ويقوده إلى غرفة من ثلاثة جدران، ترقد بداخلها شظايا كثيرة مختلفة الأحجام، ويشير إلى الشظايا ويقول:
 
-هذا من أقبح الصواريخ الحوثية يسمونه بدر إف الباليستي، تنتشر شظاياه بقطر350متر، وعدد شظاياه 14000 شظية، وينفجر على بعد 20 متر من الأرض، ودقة الإصابة 3 متر.
 
يجيبه الضيف وقد وضع يديه على قلبه:
 
-أتقول أربعة عشر ألف شظية!
 
-نعم..نعم..وقد نسف معسكرات بكاملها، لكنَّا لا نُعلن عن ذلك.
 
يضعُ الضيفُ يديه على عينيه، ويقول:
 
-لا أريد أن أرى أكثر من هذا أرجوك..لقد بدأ الرُّعب والخوف يسيطر على قلبي وعقلي ، وبدأت قدماي ترجف..خذوني إلى جدة.
 
ويأتِ الضيف الثاني والثالث والرابع وهكذا…
 
وهكذا يتوافدون إلى مكة، وقد فرشَ خطباء السلاطين الفتاوى الملزمة لزوار بيت الله الحرام، كالسديس الذي طالب زوار بيت الله؛ بإنجاح القمة، وبالتعاون مع ولاة أمره، والتخفيف من الزحام.
 
ثلاث قمم؛ خليجية وعربية وإسلامية، بحضور 57 رئيس دولة، و59 قناة…
 
كل هذا ليقولوا للحاضرين؛ بأن الحوثي بعد خمس سنواتٍ من الحرب، وبعد أن جيشوا عليه أكثر من عشرين دولة، وعشرات الآلاف من المرتزقة؛ أصبح يقصفهم بسلاحٍ غير معروف، من صواريخٍ عابرة للحدود، وطائراتٍ مسيرة، لا تراها الرادارات، وبسالة لا تعرف التراجع، وإقدام لا يعرف التهاون، وصبر لا يكسره الحصار، وإرادة لا يفتها الإعلام…
 
سيبكي بني سعود كثيرًا في هذه القمة، لعلهم يجمعون قمائم آخرين لحربهم القذرة ضد أطفال اليمن ونسائه، ضد البشر والحجر.
 
لعلهم يضيفون دولاً جديدة لتشارك في حصار وتجويع اليمنيين.
 
إنها القمة التي يباركها الصهاينة، وترسم أجندتها أمريكا، للنيل من اليمن، والغدر بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية، وإتمام صفقة القرن؛
 
وهي القمة الأخيرة، والبصمة الحقيرة؛ لأمركة مكة وإلحاقها بنجاسات جدة والرياض!
 
أما أحرار اليمن من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب؛ فعليهم أن يسجدوا لله شكرا، على منه وكرمه، وتثبيته وتأييده، وهم يشاهدون بني سعود يستقبلون ضيوفهم من سلم الطائرة؛ بالبكاء والعويل، والشكوى من اليمن الأصيل.
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com