أفق نيوز
الخبر بلا حدود

تقرير خطير/ مقلب نفايات صنعاء.. الأكثر ارتفاعا في الشرق الأوسط والأكثر خطورة

365

افق نيوز – المسيرة نت – محمد الحسني
بسبب استهداف العدوان.. أطنان من المخلفات تنذر بكارثة في مقلب نفايات صنعاء الأكبر في الشرق الأوسط

نحو 1200 طن من المخلفات بمختلف أنواعها تفرزها العاصمة صنعاء يوميا بسكانها اللذين يتجاوزون السبعة ملايين نسمة، ونحو 30 ألف منشأة تتنوع بين المطاعم والمستشفيات والأسواق والمصانع والمعامل والمحال الاستهلاكية الأخرى.

أرقام تثقل كاهل السلطة في أمانة العاصمة ممثلة بصندوق النظافة والتحسين، الجهة المعنية بتقديم النظافة ونقل وتصريف المخلفات للمدينة، التي تضاعف عدد سكانها بسبب استمرار العدوان والحصار وتدفق النازحين من مختلف المحافظات باعتبارها المدينة الأكثر أمنا واستقراراً.

استخدام العدوان لحرب الأوبئة لم يعد أمراً مستبعداً خصوصاً مع استمرار استهدافه لمرافق قطاع النظافة في صنعاء وغيرها من المدن فضلا عن كون الحصار الذي يفرضه منذ خمسة أعوام تسبب إعاقة إصلاح الكثير من ممتلكات هذا القطاع الحيوي المهم.

خروج نصف معدات النظافة هو أكبر تحدي يواجه الصندوق يقول مديره التنفيذي محمد شرف الدين، في لقاءه ضمن برنامج من الواقع بثته قناة المسيرة مساء الأربعاء، حيث يؤكد أن طاقم العمل بموظفيه ومدراءه ومشرفيه في سباق مع الزمن وصراع مع ضعف الإمكانات لضمان سير عمليات النظافة في كافة أحياء العاصمة المترامية الأطراف.

يعترف شرف الدين بقصور في الخدمة لدى الأحياء الطرفية والمناطق المشتركة مع صنعاء المحافظة يعزوها إلى عدم مقدرة الصندوق على تغطيتها بسبب نقص في الكادر البشري وكذلك خروج الكثير من المعدات عن الخدمة.

يقول شرف الدين” نواجه صعوبة في تغطية المديريات الطرفية كمديرية بني الحارث والمديريات الأخرى بسبب نقص عدد عمال النظافة والمعدات، حيث لا تدخل شاحنات النظافة إلا كل يومين، وقد تزيد عن ذلك في بعض الأحياء، ولكننا نحاول تعويض الضعف في تقديم الخدمة عن طريق حملات نظافة نقوم بها كل شهرين أو ثلاثة بالشراكة مع المجتمع “.

ويضيف” مجرد خروج معدتين أو ثلاث عن الخدمة ودخولها الصيانة خلال يوم واحد يعني العجز عن رفع من 200 إلى 300 طن من المخلفات ما يضطرنا إلى الضغط على معدات مناطق أخرى لتغطية هذا العجز مع أنها في الأصل تعمل على فترتين نهارية ومسائية”.

يؤكد شرف الدين أن خدمة النظافة في أمانة العاصمة شملها الكثير من التطوير في الآليات لضمان استمراريها وتحسينها وهذا تم رغم استهداف العدوان السعودي الأمريكي المتواصل بغاراته الجوية لمقوماتها ومرافقها، حيث تم إدخال خدمة المسح الآلي لشاحنات وفرامات المخلفات ونظام مراقبة للتأكد من حمولة كل شاحنة وتفريغها في المقلب وضبط استلام كميات الديزل وأنظمة رقابية أخرى للحد من التلاعب.

تترك جهود صندوق النظافة أثرا ملموساً في شوارع وأحياء العاصمة وبمجرد تعطل معدة أو تأخر العمال في بدء عملية النظافة سرعان ما تتكدس المخلفات حتى أصبح المواطن يرى الفرق في تراكم المخلفات أو تطاير الأكياس البلاستيكية يومي الإجازة الرسميين لموظفي الدولة الخميس والجمعة.

ولتلافي هذا العائق في تقديم خدمة النظافة، يوضح مدير عام مشروع النظافة جمال جحيش أن الإدارة اضطرت إلى تشغيل ألفي عامل بأجر إضافي يومي الإجازة ولذلك يظهر الأثر جليا في الشوارع.

وعن تواصل الشكاوى المقدمة من المواطنين والتي تتمثل معظمها في تأخر مرور سيارات النظافة إلى يومين أو ثلاثة في بعض الأحياء أرجع جحيش السبب إلى ذات المعوقات التي ذكرها مدير الصندوق، مؤكدا أن المعدات المتوفرة لديهم تكفي بالكاد لتقديم الخدمة لثلاثة ملايين نسمة.

وأشار إلى استمرار التفاعل مع كل شكاوى المواطنين التي يستقبلونها عبر الأرقام ( 01202600 أو 01202621 أو الرقم المجاني للصندوق 8000072).

بمجرد المرور بمنطقة جدر غرب العاصمة يمكن تقييم جهود النظافة، حيث تشاهد عدداً من شاحنات الخدمة في حركة مستمرة ذهابا وإيابا إلى المقلب الواقع في منطقة الأزرقين.

على مدى أكثر من ثلاثة عقود لم يكترث النظام السابق بحكوماته المتعاقبة لتوفير مقلب للنفايات في العاصمة صنعاء بأدنى المعايير، لقد كشفت الحرب على اليمن هشاشة غياب أبسط مشاريع البنية التحتية للمدن.

يعد مقلب الأزرقين مقلب المخلفات الوحيد لأمانة العاصمة ومحافظتي صنعاء وعمران والأكبر أو الأكثر ارتفاعا في الشرق الأوسط، يبلغ ارتفاعه نحو 90 مترا ويبدو عند رؤيته كجبل من المخلفات، حيث يفترض ألا يزيد ارتفاع المقالب وفقا لخبراء عن 20 مترا.

يفتقد المقلب الذي أنشئ قبل أكثر من 25 عاما لأدنى المعايير الصحية المطلوبة وتأتي في مقدمتها فصل المخلفات العضوية عن الطبية أو الكيميائية ويفتقد إلى أفران الإحراق ويتم التعامل فيه مع المخلفات بطريقة بدائية تتمثل فقط في دفنها.

كما يظهر من خلال المشاهد التي عرضها البرنامج تحول المقلب إلى مرعى للأغنام ومقصد للباحثين والجامعين لمخلفات البلاستيك ومعظمهم من الأطفال بسبب عدم تسويره وتقييد الدخول إليه.

أبرز المظاهر الكارثية للمقلب إفراز العصارة الناتجة عن تراكم جبل من المخلفات غير المفصولة والتي تصب في حفرة واسعة ممتلئة تم إعداد حفرة أخرى مؤخرا لضمان عدم تسرب هذه العصارة بالغة السمية والخطورة إلى الأحياء أو الشوارع المجاورة.

يؤكد شرف الدين استقبال مقلب الأزرقين لنحو 400 طن من المخلفات الطبية التي تفرزها المستشفيات المختبرات والمنشئات الصحية الأخرى يجعل من هذه العصارة كارثة على البيئة والسكان.

إلى جانب حفرتي العصارة تظهر أطلال من هنجر مدمر، ذكر مدير صندوق النظافة أنه كان مخصصاً لمحرقة المخلفات الطبية واستهدفه العدوان قبل 3 أعوام عند الانتهاء من تجهيزه من قبل إحدى المنظمات وقبل حتى تشغيله بعدة صواريخ أدت إلى تدميره بالكامل مع معداته.

قبل دخول مقدم الحلقة في موضوع رسوم المنشئات والتلاعب بإيراداتها ناشد شرف الدين القيادة السياسية والمنظمات سرعة بناء محرقة للمخلفات ووضع معالجات سريعة للمقلب الذي قد يسهل استمراره على الوضع الحالي تحوله إلى مصدر رئيس للأوبئة والأمراض والكوارث البيئية.. ننصحكم بمتابعة الحلقة لمشاهدة الصور والتعرف على حجم الكارثة من تصنيف البرامج واختيار اسم البرنامج #من_الواقع في الموقع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com