أفق نيوز
الخبر بلا حدود

بعد اغتيال الرئيس الشهيد الحمدي تم تجريف كل المبادئ والقيم الوطنية لصالح مال الوصاية السعودية القذر

209
أفق نيوز – تقرير: طاهر العبسي- احمد الزبيري

الخيانة أصبحت وجهة نظر منذ أنشأ الديوان الملكي السعودي اللجنة الخاصة بعد انقلاب 5 نوفمبر 1967م، وتحديداً بعد اعتراف النظام السعودي بالنظام الجمهوري العسقبلي مطلع سبعينيات القرن الماضي، وفي السنوات اللاحقة تم تجاوز أن تكون وجهة نظر محدثةً انقلاباً في المفاهيم ومعانيها، فالخونة هم الوطنيون الشرفاء، والمدافعون عن أوطانهم والمناضلون من أجل السيادة والوحدة والدولة المدنية الحديثة المستقلة انقلابيون وخونة وعملاء ليزجوا في غياهب السجون والمعتقلات ويتعرضون للتصفيات والاغتيالات والتغييب القسري.. لتشهد الجمهورية العربية اليمنية وبالذات من نهاية سبعينيات القرن الماضي بعد اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي عملية تجريف سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي لكل القيم والمبادئ الوطنية، ولن يبقى في الساحة قوى فاعلة إلا المتمصلحون والمنتفعون وحزب الإخوان وجميع هؤلاء من الباحثين اللاهثين عن السلطة والمناصب والمنافع الخاصة, وهذا كله يتطلب رضاء النظام السعودي، وبالمقابل في هذه الفترة أوصلت الصراعات المتراكمة النظام في جنوب الوطن الى حالة من الضعف والهزال المتصاحب مع متغيرات دولية جعلت منه لقمة سائغة سهلة الابتلاع باسم الوحدة نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات، وما تبع ذلك من حرب صيف 94م هي تداعيات وتفاصيل لاستحكام نظام الوصاية السعودية، وهذا واضح في النتائج التي تمخضت عنها الثورة أو الانتفاضة الشبابية الشعبية التي تم احتواؤها وإفشالها بالمبادرة الخليجية التي عنت تسليم السلطة من منظومة النظام السابق الى السعودية لتسلمها وفقاً لمتغيرات المتطلبات الجديدة..

ولأن كل هذا انتهى بثورة الـ21 من سبتمبر 2014م كشف كل شيء، لأن الثورة هذه المرة يمنية تحررية استقلالية، ولم يعد ممكناً مواجهتها بالأدوات الخيانية لوطنها وشعبها فأولئك أصبح المتغير الثوري الجديد أكبر من أن يواجهوه لتكون حرب التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الصهيوني التي توشك الدخول في عامها السادس، والتي انتصر فيها الشعب اليمني في أشهرها الستة الأولى.. أما الفترة اللاحقة فتعد حرباً تحررية للقضاء على الهيمنة والوصاية الأمريكية السعودية.. وفي مواجهة العدوان وأدواته ومرتزقته سطر الشعب اليمني صموداً أسطورياً وانتصارات ملحمية قل نظيرها في تاريخ البشرية، وأمام كل هذه الانتصارات لجأ العدوان الى وسائل قذرة وأساليب خسيسة ليس فقط على الصعيد العسكري بتعمد الإبادة الجماعية باستهداف طيران العدوان للأبرياء المدنيين اليمنيين من أطفال ونساء وشيوخ، وتدمير البنى الخدمية التحتية وفرض الحصار الشامل، بل لجأوا أيضاً لتعويض فشلهم وهزائمهم الى تشكيل الخلايا الاستخبارية التجسسية الخيانية التخريبية التي استهدفوا بتجنيد عناصرها ضرب المبادئ والقيم الدينية والوطنية والأخلاقية والإنسانية المكونة للهوية اليمنية التي يستمد منها قوة تماسك الجبهة الداخلية، والأضرار بمركز الجمهورية اليمنية الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي وشل حركة عمل مؤسسات الدولة، وخلخلة الأمن والاستقرار في الوطن، وآخر هذه المؤامرات الخبيثة التي كشفتها العملية الأمنية الكبرى “فأحبط أعمالهم” المتورط فيها عناصر خيانية كبيرة بتمويل من جهازي الاستخبارات السعودي والإماراتي..

وهذا ما كان له أن يحصل في شعب عرف بأصالة الانتماء الى وطن حضاري عريق وعظيم لولا عمل العدوان منذ عقود مضت على إحداث اختراق لهويته الدينية الإيمانية وانتمائه الوطني..

ومن جديد المحصلة تثبت أنه لا يمكن لدول وظيفية طارئة على التاريخ وفي الجغرافيا أن تنال من شعب بعظمة تاريخ الشعب اليمني، ليأتي هذا الانتصار الأمني كتأكيد على هزيمة الأعداء ومؤامرتهم الدنيئة والقذرة، وهو الأمر الذي ينبغي أن يدركه ويستوعبه أعداء اليمن وأدواتهم الرخيصة من المرتزقة الذين تربوا وترعرعوا في مستنقعات الخيانة والعمالة والانحطاط.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com