أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الإعلام في زمن العدوان.. خمس سنوات عجاف والسادسة..!!

204
أفق نيوز – عبدالقادر عثمان (الثورة)

كنت حينها طالباً في المستوى الأول في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، أتحدر من منطقة ريفية نائية، لا يعرف أهلها شيئاً عن الدولة سوى ما تقدّمه وسائل الإعلام من صور غير واقعية لرموزها بغية تدجين الشعب، ولا يرون مسؤوليها إلا إذا اقترب موعد الانتخابات، عدا ذلك، تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة وتعيش في عزلة عن العالم، طالبٌ جامعي يتفاجأ لأول مرة بأسماء الصحف اليمنية؛ فلم يرها قبل ذلك في حياته، هو هدف ثمين لبرامج التنظيمات السياسية الساعية إلى توسيع دائرة أعضائها وبنائهم وفق ما يحقق أطماع القادة ومشاريع الممولين، استمارات الانضمام تعرض عليّ من شخوص عدة، يتبعون حزبي الإصلاح والمؤتمر، ومعها وعودٌ وأحلام وردية، وأنا تائه في حيرتي لا أعلم ما الذي عليّ فعله، فأرفض الجميع على أمل التفكير في ذلك عقب انتهائي من التعليم الجامعي.

   

الـ 26 من مارس عام 2015م، محطّة فاصلة في التفكير والمعرفة، ونقطة تحوّل لكثيرٍ من الأمور، ليلتها أعلن ما عرف آنذاك بـ “التحالف العربي”، من 17 دولة عربية وأجنبية، عدواناً غاشماً على اليمن؛ بهدف إبادة الثوار الذين أوقدوا شعلة الـ 21 من سبتمبر 2014م، في وجه مشاريعه التي ظلت تتحكم بالبلد لعقود من الزمن، وإعادة من فرّوا من صنعاء إلى الرياض للحكم من جديد. حربٌ أعد لها مسبقاً، وجهّزت السعودية والإمارات ومن يقف وراء تحالفهما، ماكينات إعلامية ضخمة ومشاريع تضليل عملاقة عبر وسائل كثيرة، وزرعت لها في الجسد اليمني فيروسات إعلامية يقع على عاتقها عمل استخباراتي وصحافي وخلخلة الإعلام المقاوم، وانطلقت الأبواق الإعلامية مشرعنة لانتهاك سيادة اليمن من قبل طائرات تحالف العدوان، وناشرة للإشاعات والتضليل والتخويف والتهويل؛ بغية كسر الإرادة اليمنية مقابل الحصول على ريالات ودراهم المحتل الجديد.

 

حربٌ إعلامية

ما أن بدأت أولى العمليات العدوانية على العاصمة صنعاء، حتى فتحت القنوات الدولية والعربية المشاركة في العدوان الإعلامي، المصاحب للهجمة العسكرية الشرسة، ومن انطوت تحت لوائها من القنوات المحلية، مساحات البث المفتوح بشكل مرعب، فتارة تتحدث عن تدمير سلاح اليمن بنسبة 90%، وتارة أخرى تتحدث عن السيطرة على الأجواء كلياً، وثالثة عن نية التحاف اكتساح البلد خلال أسبوع، وخامسة وعاشرة وألف، حرب إعلامية نشرت الرعب في مناطق شتى من اليمن، وغدت الطائرات توزّع منشورات على القرى والمدن، تطلب فيها من الناس، بأسلوب فج، أن اتركوا منازلكم؛ لاحتمالية استهدافها من أجل التحرير، ومواقع تواصل تنشر الشائعات، ومراسلون يكتبون عن انهيار المعنويات وتزايد الضغط الشعبي ضد أنصار الله، وقنوات خصصت لتلميع المعتدي وشكره والثناء عليه، وتضخيم العمليات العدوانية، حتى وصل الحال بأصحابها إلى القول باقتحام صنعاء وصعدة وعمران وما إلى ذلك.

يوما بعد آخر، تزداد الهجمة الإعلامية الشرسة، وتتزامن مع العمليات العسكرية البرية للعدوان ومرتزقته، فيتم تقديم المحتل على أنه منقذ ومحرر، وأبناء الأرض مليشيات ومنقلبون وأعداء، ويجري الترويج لهذه الفرضية الخبيثة من أجل تمييع قضية اليمن وتفريخ ال

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com