أفق نيوز
الخبر بلا حدود

قوةُ المنطق تغلبُ منطقَ القوة

111

محمد أحمد الأمير

مقدمة:
قبل دفنها قرروا سحقها، ثم أحكموا الدفنَ تحت أطباق الأرض، وقرروا- دون حكمٍ أو محاكمة- السجنَ المؤبد للجسد الموارى في القبر المجهول.
فجأةً تعالى شجر السنديان بأوراقه الوارفة يملأ الوادي ويغطي الجبل من السفح إلى القمة، هل عاد النور ليهدي ولو كره الكافرون؟؟!!
يتراءى من مسافة ألف ميل ضوؤه الخارق لـ(ظلمات ثلاث)، للناصر والمتعجرف والمتعطش، يكادُ سنا هديه يملأ الأبصار، ليغيظ به الكفار.
وتجذّر الجِذع يضرب في طبقات الأرض شرايينه، يحيي موات الأرض ويستمد من السماء الحياة؛ حياة حُكمها الخلد. ليس إلاّ الخلود. (أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلا كَلِمَة طَیِّبَة كَشَجَرَة طَیِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِت وَفَرۡعُهَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ)
مجريات الأحداث:
في زمنٍ أصبحَ الذلُ والخنوعُ من أولويات الحياة تحت راية الطغاة والمستكبرين، اجتمعت قوى الشر والنفاق بأمر من الحاكم الفعلي لليمن آنذاك «السفير الأمريكي» متربصة تحيك المؤامرات لحين اغتنام فرصة الانقضاض على منطقة مران بمحافظة صعدة، لإطفاء النور المتوهج من سهولها وجبالها، وإسكات الحسين ومشروعه القرآني الذي أقلق زعماءَ البيت الأبيض وتل أبيب، وضاق به ذُرعُ اليهود وأقض مضاجعهم.. وأزهق كل باطل ونفاق ودحر كل قوى الاستكبار ومرتزقتهم..
حرص الشهيد القائد على مشروعه النهضوي بالأمة، بدءاً من تصحيح مسارها المعوج وثقافتها المغلوطة، فطائفة سخرت.. وطائفة كذبت.. وطائفة شككت.. وطائفة صمتت، وعلاوة على ذلك شرعت السلطة في استخدام مخالبها لإسكات المشروع في مهده، عبر حملة غير مسبوقة من التشويهات والتحريفات والشائعات، تلتها اعتقالات وفصل تعسفي، سعى إلى خنق رئة الصرخة الأولى للمكبرين الأوائل، لكنها لم تشكل عائقا أمام مسيرة الشهيد القائد الجهادية والتثقيفية، لرفع مستوى الوعي المجتمعي بثقافة القرآن الذي صنع أمة قوية في غابة العولمة المتوحشة.
ومن بارود ورماد أولى الحملات وباكورة العدوان ( الحرب الأولى )، تناسلت الحروب حملة إثر حملة، يسعون جَهدهم مغالبةَ قوةِ اللهِ ومحاصرة نوره في مشكاته، ويأبى القويُ الغالبُ على أمرهِ إلا أن يتم كلماتهُ وأمرهُ ولو كره الظالمون.
وفي ظل تطاول الهيمنة السعودية القديمة على اليمن وتجدد وتعالي أسوار هيمنتها، هب الشعب ليكمل ثورته الناقصة وينتزع أهدافها المسلوبة، في يومٍ الثائر فيه أكمل ثورته، ليصبح اسمُ اليمن ببركة دماء أبنائه يجلجل بين المشرقين، كبلد قيل عنه بأنه أفقر البلدان، فإذا هو أغناها إرادة وإيمانا وإباء.. تلك هي ضمانات البقاء والخلود، وشروط إعادة التربع والتموضع في السباق الحضاري، من موقع الفاعل المطلق، لا المفعول ولا نائبه، في تمظهرٍ واضح وجلي لمشروع الشهيد القائد القرآني، ونتاجٍ طبيعيٍ حتميٍ للعزم والدم، الذي بذله الشهيد القائد في بواكير انطلاقته، مقدما بدمه شهادة مبكرة على صحة وسلامة النهضة القرآنية الثورية.
ومن طور العدوان المحلي والإقليمي، إلى مرحلة العدوان الكوني على اليمن، تزداد حربهم وما تزيد النور إلا سطوعا.. حتى قيلَ: إلى أين يريدُ اللهُ أن يبلغَ بنوره ( ليُظهرهُ على الدينِ كله).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com