أفق نيوز
الخبر بلا حدود

نظام بني سعود إجرامي دموي توسعي إرهابي قام على المجازر وهدم القرى والمدن بدعم الصهيونية وأدواتها الاستعمارية

360
أفق نيوز – تقرير – د. محمد السعيدي

إرهاب العدو السعودي وجرائمه بحق الشعب اليمني ليست وليدة اليوم بل تعود الى بداية الدولة السعودية الاولى عندما قام محمد بن سعود بغزو نجران وعسير وجيران الخاضعة تحت حكم اليمن في تلك الفترة وما قام به من قتل ونهب وتدمير قبور الصالحين وقباب المساجد, ثم محاولة سعود بن عبدالعزيز احتلال اليمن ووصل إلى زبيد ولكن شعبنا المكافح في اليمن دحره وقتل الكثير من جنده الفاسد وهرب مذعورا رغم دعم الإنكليز واليهود له،

وفي عشرينيات القرن الماضي حيث ارتكبت اكبر مذبحة في التاريخ بحق الحجاج اليمنين في وادي تنومة بعسير المحتلة عام1923م وكان الحجاج اليمنيين زهاء ثلاثة آلاف عزّل من السلاح، كلهم مهللون بالإحرام للحج، فصدف أن ألتقت سرية جنود من جيش آل سعود بقيادة الأمير خالد بن محمد «ابن أخ الملك عبدالعزيز»، بالحجاج اليمنيين وهم في طريقهم إلى مكة، فسايرهم الجنود بعد أن أعطوهم الأمان، ولما وصل الفريقان إلى وادي تنومة، وجنود السرية في الجهة العليا بينما اليمنيون في الجهة الدنيا، انقض الجنود على الحجاج بأسلحتهم فأبادوهم فلم ينج منهم إلا عدد قليل وقُتل أكثر من «٢٩٠٠» حاج. وتقول المصادر التاريخية ان الحجاج اليمنيين بينما كانوا يجتازون وادي تنومة كانت قد ترصّدتهم مجموعات تكفيرية من جيش عبدالعزيز آل سعود في رؤوس الجبال المطلة على الوادي، يقال لهم الغُطْغُط، بقيادة الوهابي سلطان بن بجاد العتيبي، فانقضُّوا عليهم بوحشية منقطعة النظير، وهم عزل من السلاح، فتقرّبوا إلى الله بزعمهم بقتل هؤلاء الحجاج اليمنيين جميعا رجالا ونساء؛ لأنهم بحسب عقيدتهم كفار مباحو الدماء والأعراض، بلغ بأولئك أن هنَّأ بعضُهم البعضَ الآخر بكثرة من قُتِل من الحجاج، فمن قتل حاجًّا واحدا بشّروه بقصرٍ في الجنة، ومن قتل اثنين بشَّروه بقصرين، وهكذا، وقد حاول آل سعود عبر بعض الأقلام المرتبطة بهم أن يبرروا هذه الفعلة عن طريق الادعاء بأن الجنود السعوديين ظنوا أن الحجاج مجموعة مسلحة من أهل الحجاز فاشتبكوا معها، وهو ما يدعو إلى التساؤل: متى كان اغتيال المسلمين وقتلهم بالظن جائزاً، ومع ذلك فقد كذّبت الوقائع تلك المزاعم، إذ ثبت أن الجنود السعوديين لم يقتلوا هؤلاء الوافدين إلى بيت الله الحرام، إلا بعد أن ساروا بمحاذاتهم مسافة معينة وتأكدوا من أنهم لم يكونوا يحملون السلاح.. كان هذا المصاب الجلل لليمنيين في بداية نشوء الحركة الصهيووهابية والتي تزامنت مع ميلاد ذلك المولود المشؤوم وهو النظام السعودي التكفيري الوهابي. ومنذ عام 1992 عام المناكفات والصراعات الحزبية وظهور التعددية الحزبية بعد الوحدة اليمنية عام 1990م وعودت المقاتلين اليمنيين الذين أرسلوا للقتال في منتصف الثمانينات الى افغانستان والذين أرسلوا بتنسيق مع اخوان اليمن وبدعم مادي ومعنوي من السعودية وامريكا وتم الحاقهم للأسف بالجيش والامن وبعض مرافق الدولة بل ان البعض منهم تم ترقيتهم ومنحهم رتبا عسكرية بحسب فترة القتال في افغانستان.

استطاع النظام الارهابي السعودي توظيف كثير من العملاء والخونة من وزراء وقادات عسكرية وامنية ومشايخ وعلماء دين وغيرهم لتنفيذ أجندة السعودية في اليمن من القيام بأعمال تخريبية وارهابية وتجسس ونشر للفكر الوهابي التكفيري الذي اسند الى اخوان اليمن بدءا بالمعاهد العلمية وتحفيظ القرآن الكريم والجمعيات الخيرية وغيرها. استطاع النظام الارهابي السعودي عن طريق العملاء والمرتزقة زعزعة الامن والاستقرار في اليمن واجبار رئيس الدولة على الخضوع للقرارات الصادرة من السعودية وسلب السيادة الوطنية منه، وراء كل جريمة إرهابية تحدث في اليمن يكون وراءها السعودية وأدواتها او القاعدة وداعش الممولة من السعودية والامارات , واليوم تم استبدال الاحزمة الناسفة والدراجات النارية والسيارات المفخخة والمتفجرات التي كانت توضع في الشوارع والمساجد بالصواريخ والقنابل الفتاكة والمحرمة دوليا وحتى الأسلوب نفسه لم يتغير.. فالقاعدة وداعش أذرعة النظام السعودي الإرهابي ما أن يتم تفجير في أي مكان لهم حتى يكون التفجير مزدوجا الأول يستهدف والثاني يقضي على المسعفين وعلى من تبقى من المصابين والجرحى والنظام الإرهابي السعودي يأتي بطائراته وتلك الصواريخ من بوارجه ويقوم أولا بالقتل للمستهدف ويعقب ذلك بصاروخ أو قنبلة ثانيه لكي يقضي على من تبقى منهم وكذلك على المسعفين.

مارست السعودية حرب الإبادة الجماعية والاعمال الارهابية على الشعب اليمني بهدف ازهاق ثورة 21سبتمبر بعد ان افشلت اهداف ثورة 26سبتمبر ومن اشكال الارهاب التي مارستها السعودية بحق الشعب اليمني ما يلي:

الارهاب العسكري:

في الثانية بعد منتصف ليل الخميس الموافق 26 مارس 2015م أيقظت اليمنيين غارات شنّها طيران دول تحالف العـدوان الامريكي السعودي الصهيوني، هذه المرة أتى اصحاب المشروع بشخصه ليستهدف الـيمـن أرضاً وإنسـاناً وحضارةً بعد أن كان يمارس جرائم الاغتيالات وتصفية الشخصيات والتفجيرات ونسف المساجد في اطار المشروع الصهيو- أمريكي الذي يستهدف اليمن ويحاول النيل من ثورة 21 سبتمبر المباركة. ومع مرور عام من العدوان الغاشم كانت كفيلة بكشف كل الأقنعة وإماطتها كلياً عن وجوه كثير من الدول والدويلات والمنظمات والمؤسسات الدولية وغيرها ان الشعب اليمني أرضاً وإنساناً يواجه عدوناً كونياً شاركت فيه كل دول ودويلات وكيانات العالم وعلى رأسها كياني العدو الإسرائيلي والسعودي والعدو الأمريكي بما يمتلكون من عصابات وشركات وتنظيمات إجرامية رسمية وتجارية منها القاعدة وداعش والجنجويد وبلاك ووتر وغيرها..

قرابة خمسة اعوام ارتكب العدوان على الشعب اليمنى صورةٍ الوحشيةٍ والارهابية التي لم يشهد له التأريخ مثيلاً. الذي استخدم جميع انواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً لإبادة الشعب اليمني بأكمله , ماتزال ردود الفعل الدولية ازاء تلك الجرائم الوحشية المرتكبة مخيبة جداً ولم تتعد عبارات القلق والشجب والإدانة , وكأن على الدم اليمني المسفوك أن يصبح سيلاً قادراً على كسر حواجز الصمت المشترى بالمال السعودي المدنس. العدوان السعودي الامريكي ارتكب مئات الجرائم الارهابية والوحشية التي فاقت جرائم الحرب ضد الانسانية خسة ودناءة ووحشية، وكان ضحاياها الاطفال والنساء والشيوخ ,ومن ابشع تلك الجرائم الارهابية التي قام بها العدوان في السابع من شهر آب/أغسطس 2018م غارة جوية أصابت حافلة مدرسية – بقنبلة موجهة بالليزر صنعتها شركة لوكهيد مارتن وصالة العزاء «القاعة الكبرى «في العاصمة صنعاء بعد عصر يوم السبت 8 اكتوبر 2016م والتي كانت تعج بالمعزين من مختلف المناطق اليمنية، جريمة القاعة الكبرى وغيرها من مجالس العزاء لا تقل بشاعة عن جرائم آل سعود في اليمن، فقبل يومين كان التذكير بمجزرة سنبان التي استهدفت طائرات آل سعود عرس في مديرية سنبان راح ضحية تلك الجريمة أكثر من «45» شهيدا (أطفال ونساء ورجال) من بينهم العرسان وأكثر من «75» جريحا سبقها قبل اسابيع جريمة قصف عزاء في حي الهنود بمحافظة الحديدة، وجريمة المخا، والمجمع السكني لمهندسي شركة الكهرباء، وجريمة مستبا، أسفر عن مقتل 51 شخصًا، 40 منهم من تلاميذ المدرسة. وأصيب تسعة وسبعون آخرون بجروح، من بينهم 56 طفلًا, والمزرق وأرحب وباجل وغيرها كثير من الجرائم التي ارتكبتها مملكة آل سعود، وهي جميعها جرائم إبادة جماعية وجرائم ارهابية ضد الإنسانية وجرائم حرب، يجب أن يحاكم آل سعود ومن شاركهم أو تحالف معهم من الدول والأشخاص والمنظمات، ليكونوا عبرة لمن يعتبر. ما عاناه الشعب اليمني من ارهاب وجرائم وعدوان غاشم من تحالف دولي لم يعانيه اي شعب عبر التاريخ وما نشاهده اليوم من الحصار الخانق على منطقة» الدريهمي» في الحديدة لأكثر من عام امام صمت دولي واجهاض لاتفاقية السويد.

ولم يقم مبعوثها ايضاً بأي دور فاعل في الحد من الحصار وتداعياته بل لعب دوراً سياسياً مشبوهاً أكد من خلاله تواطئ هذه المنظمة مع العدوان, قرابة خمسة اعوام من العدوان على اليمن وخلافا لمضامين ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ما يزال المدنيون من الرجال والنساء والاطفال في اليمن يتعرضون للقتل المتعمد والقصف المباشر لمنازلهم ومساجدهم ومجالس عزائهم وقاعات اعراسهم وسيارات اسعافهم ومخيمات نزوحهم واسواقهم ومزارعهم، وتقوم قوى العدوان بتجريب انواع الاسلحة الحديثة والخطيرة على رؤوسهم مستخدمة اسلحة كيمائية وتدميرية فتاكة ومحرمة دوليا على مختلف الاحياء السكنية والحقول الزراعية والمناطق التجارية في تعمد واضح لقوى تحالف العدوان على قتل اليمنيين وإبادتهم إبادة جماعية بصورة مخالفة لأحكام ومبادئ القانون الدولي الإنساني.

حصيلة مواجهة العدوان على اليمن خلال أربع سنوات كشفها العميد يحيى سريع. الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة صنعاء في 16مارس2019م، قام العدوان بشن أكثر من ربع مليون غارة جوية وأسقط أكثر من خمسمائة ألف صاروخ وقنبلة وقذيفه وصاروخ منها 6000 قنبلة عنقودية على اليمن. وهذا الكم الهائل من الغارات الجوية والصواريخ فاق العدد في الحرب العالمية الثانية، وكشف أن العدو الصهيوني يشارك في العدوان على اليمن وأنه شارك في غارات بالساحل الغربي، وأن 22 دولة تشارك في العدوان على اليمن، بالإضافة الى مشاركة عشرات الآلاف من المرتزقة المحليين والأجانب وأوضح أن طيران العدوان ألقى على اليمن ما يزيد على مائتين وخمسين ألف قنبلة صاروخية، موضحا أنه تم أنه رصد ما لا يقل عن 5914 قنبلة عنقودية وفسفورية أطلقها العدوان على عدد من المحافظات.

وأشار إلى أن طيران العدوان ألقى ما لا يقل عن 2951 قنبلة ضوئية 3721 قنبلة صوتية وعشرات القنابل الفراغية. وبين المتحدث أن القصف الصاروخي والمدفعي لتحالف العدوان تجاوز 200 ألف قنبلة وقذيفة صاروخية، مؤكدا أن القصف البحري من البوارج والسفن الحربية تجاوز ستة آلاف صاروخ. وأكد العميد سريع أن تحالف العدوان السعودي الأمريكي ارتكب أبشع المجازر الوحشية ودمر البنية التحتية لتحقيق أهدافه وأطماعه في اليمن، مشيرا إلى أن غارات العدوان وقصفه أدى إلى سقوط عشرات الآلاف بين شهيد وجريح منهم النساء والأطفال. , تسبب النزاع المسلح في خسائر فادحة للسكان المدنيين. نفّذ التحالف عشرات الغارات الجوية العشوائية التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين وضرب أهداف مدنية في انتهاك لقوانين الحرب، باستخدام الذخائر التي باعتها لها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وآخرون، بما فيها الذخائر العنقودية المحظورة, واستخدام العدو للأسلحة الجرثومية في نشر وباء الكوليرا والأمراض الفتاكة التي كشفتها حالات التشوه الخلقي لكثيرمن الاطفال حديثي الولادة في بعض المدن اليمنية « الحديدة , صعده وغيرها», ومنذ 2015، وثّقت هيومن رايتس ووتش نحو 90 غارة جوية تبدو غير مشروعة أصابت المنازل والأسواق والمستشفيات والمدارس والمساجد. قد ترقى بعض هذه الهجمات إلى جرائم حرب. في 2018، قصفت قوات التحالف حفل زفاف، ما أسفر عن مقتل 22 شخصا، بينهم 8 أطفال. في هجوم آخر قصف التحالف حافلة مليئة بالأطفال، ما أسفر عن مقتل 26 طفلا على الأقل. تعرّفت هيومن رايتس ووتش على مخلفات ذخائر أمريكية المنشأ في مواقع أكثر من 24 هجوما.

الإرهاب الاقتصادي :

مارست دول العدول الحصار الجوي والبحري على سواحل اليمن الذي تفرضه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والذي قلّص عدد السفن التي ترسو في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الجيش واللجان الشعبية من 129 خلال الفترة من كانون الثاني/يناير إلى آب/أغسطس 2014، إلى 21 في نفس الأشهر من عام 2017. والنتيجة» دخول كميات أقل بكثير من الغذاء والدواء إلى البلاد، ما صنع كارثة لليمنيين.» لطالما اعتمدت تلك البلاد -وهي أفقر بلدان العالم العربي- على الواردات من أجل الحصول على نسبة مهولة من الغذاء والوقود والأدوية، بلغت 85%، لذلك أسفر ارتفاع الأسعار عن انتشار المجاعة، بينما قفزت نسب الجوع وسوء التغذية إلى عنان السماء. يعتمد الآن ما يقرب من 18 مليون يمني على المساعدات الغذائية الطارئة من أجل البقاء؛ وهي نسبة لا تصدق من مجموع عدد السكان، تصل إلى 80%. ووفقًا للبنك الدولي، فإن «8.4 مليون آخرين على حافة المجاعة , ساهم الحصار أيضًا في انتشار وباء الكوليرا الذي تفاقم بسبب النقص في الأدوية. ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، بين نيسان/إبريل 2017 وتموز/يوليو 2018، كان هناك أكثر من 1.1 مليون حالة إصابة بالكوليرا في اليمن. ومات ما لا يقل عن 2310 شخصٍ جراء هذا المرض، معظمهم من الأطفال. فيما يُعتقد أنه أسوأ تفشٍ للكوليرا منذ بدء جمع الإحصائيات الخاصة بهذا المرض عام 1949. وبعدد وصل إلى 800 ألف حالة بين عامي 2010 و2017، سجلت هايتي الرقم القياسي السابق، وهو رقم تجاوزه اليمنيون في غضون ستة أشهر من ظهور الحالات الأولى. وتُعدّ الأسباب الرئيسية التي تُسهم في انتشار هذا الوباء هي: مياه الشرب الملوثة بالقمامة المتعفنة (والتي لا يتم جمعها بسبب الحرب)، وأنظمة الصرف الصحي المدمرة، ومحطات تنقية المياه التي توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود؛ كل ذلك نتيجةً لحملة القصف المروعة. يجوّع الحصار الاقتصادي في أزمنة الحرب المدنيين والجنود على حد سواء، ويُمرضهم كذلك، ومن ثم يصل إلى حد اعتباره جريمة حرب. فيما يعدّ الزعم السعودي- الإماراتي بأن الهدف الوحيد من الحصار هو وقف تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين محض هراء، ولا يمكن اعتباره عملًا مشروعًا للدفاع عن النفس, أدت القيود التي فرضتها قوات التحالف بقيادة السعودية على الواردات إلى تفاقم الوضع الإنساني الرهيب حيث يواجه 14 مليون شخص خطر الموت جوعا، وتكرار تفشّي الأمراض الفتاكة مثل الكوليرا. ترتبط هذه الأزمة بالنزاع المسلح. قام التحالف بتأخير وتحويل ناقلات الوقود، وإغلاق الموانئ الهامة، ومنع البضائع من الدخول إلى الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون. كما منعت وصول الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات ولضخ المياه إلى المنازل.

قرابة خمسة أعوام من العدوان على الشعب اليمني الحر وحصارهم الاقتصادي والتجويعي القاتل ضده والذي يعتبر نوعا من انواع الإرهاب الذي تمارسه الدول الامبريالية ضد الشعوب الفقيرة . النتيجة هي مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمرضى والمشردين وعشرات المدن والقرى المدمرة شاهد العالم أجمع قمة الإجرام وقمة البشاعة وقمة الحقد البشري التي تمثلت جميعها وغيرها من عبارات الاستهجان والسخط تجاه ما ارتكبته طائرات آل سعود من جريمة بشعة بكل المقاييس الإنسانية،

الارهاب الفكري الوهابي:

تعود جذور الحرب الدائرة اليوم في اليمن لأسباب تتعلق بالإمبريالية التي تمثل بدقة الطموحات الرأسمالية، إنها حرب تبين وجود مخطط ديني وضيع يهدف لإعادة تشكيل المنطقة وتغييرها ديموغرافيا، حسب قواعد الوهابية التي ترفض أي شيء آخر يتعارض معها. يريد آل سعود أن يتحكموا في الجزيرة العربية، كما تريد الوهابية أن تكون المذهب الوحيد لأي فرد أو جماعة في هذه المنطقة، ولتحقيق هذا الهدف عملت السعودية على تجريم وترهيب المجتمع اليمني المعروف بنظرته الدينية الرائعة، ومارست كل أشكال الاضطهاد والتعصب للقضاء على التعددية الدينية والتعاون والاحترام بين الأديان , ورغبة الرياض في تعميم «الدوغمائية» الوهابية على جميع المدارس الفكرية الأخرى أدت إلى سلسلة من الاحتكاكات التي تسعى لإنهاء جميع الأقليات الدينية , تحت وطأة هذه القوة السعودية.

لا يعاني الشعب اليمني من التآكل الديني وحسب، بل ومن الشعور بعدم الاستقلال بل وعدم الإحساس بهويته. ومنذ العام 1994 حين وافق الرئيس علي عبد الله صالح على فتح اليمن لرجال الدين الوهابيين في مقابل الدعم العسكري الأمريكي ضد الانفصاليين في الجنوب، استعمرت اليمن من قبل الوهابية وأصبحت مرتعا للتطرف. منذ ذلك الحين فصاعدا، اعتمدت جماعة الإخوان المسلمين سيئة السمعة – تحت مسمى التجمع اليمني للإصلاح (وهو يتكون من ائتلاف القبائل والفصائل السياسية) النسخة السعودية للإسلام، وذهبت بتقاليد اليمن إلى الجحيم وأساءت إلى مبادئ التسامح التي عرفها اليمن. منذ عام 2011 شهدت اليمن صحوة دينية. وانطلاقا من حاجة اليمنيين إلى استعادة أمتهم، والأهم استعادة المبادئ التي تحدد وتعرف قوميتهم بعد عقود من المحسوبية العمياء، كافح اليمنيون كثيرا رافضين التطرف والذي يعرف أيضا باسم الوهابية، عازمين على استعادة تراثهم. سواء من منظور تاريخي أوديني بحت، فإن مثل هذا الإحياء للإسلام الشيعي(الزيدي).أصبح اليمن اليوم ساحة حرب دينية للوهابية الزائفة، ومن يدعمها من القوى التي تريد قتل التفكير المستقل، والتسامح، وفي نهاية المطاف الحرية.

نجحت المملكة العربية السعودية في إعادة تسويق نفسها كقاعدة إسلامية، لضبط جميع المعايير الإسلامية الأخرى ولتعزيز مكائدهم الدينية والسياسية اعتمد آل سعود على رجال الدين الوهابيين الحاقدين لتسحب القوة وتضعف الشرعية. واللعب على وتر الطائفية القديمة و الوهابية ليست أكثر من مجرد تحريف منسق، وتفرقة ورجس ينتشر كالسرطان في العالم الإسلامي، ويهدد الآن بتدمير جميع الأديان .

الوهابية وجحافلها: تنظيم القاعدة، «داعش»، «بوكو حرام»، ليست سوى مظاهر حركية إلحادية ورجعية تسعى إلى قتل كل الأديان. الوهابية ليست من الإسلام، والإسلام لن يكون أبدا الوهابية، بل من الحماقة أن نتصور أن الإسلام فرض عقوبات من أي وقت مضى كالقتل والنهب والهمجية الوحشية والقضاء على العلمانية المضادة لها. الوهابية هي مجرد تعبير مضلل عن الفكر السياسي لرجل طموح واحد هو محمد بن عبد الوهاب، هذا الرجل الذي تم تجنيده من قبل الإمبراطورية البريطانية ليدمر النسيج الإسلامي ويقضي على وحدة الأمة الإسلامية.

بدأت الوهابية سيطرتها وأفكارها في أراضي الحجاز التي تعرف الآن باسم المملكة العربية السعودية، لقد عملت عائلة واحدة هي عائلة آل سعود على تأسيس هذه المدرسة العنيفة وهذا الفكر الرجعي لتعطي نفسها الفرصة الكبيرة للمطالبة بالسلطة والاحتفاظ بها. لقد نشر هذا التحالف غير المقدس في سماء المملكة ولعدة قرون سوادا قاتما في الأفق من خلال هذا الفكر المتعصب الذي نشره , لقد ساهمت الوهابية بميلاد شر مستطير هو الراديكالية المتشددة، إنه وحش نشأ وتغذى من سم السلفيين والوهابيين، ورعته المليارات من البترودولار السعودي. إنه سلاح تم نشره من قبل الإمبريالية الجديدة لتبرير التدخل العسكري في هذه الزوايا الأكثر صحة في العالم.

بنى محمد بن عبد الوهاب أيديولوجيته الفكرية على فكر متطرف ومريض هو فكر ابن تيمية، لقد وصلت الوهابية إلى ما وصلت إليه بسفك الدماء والطغيان. ولفهم التعصب الذي تحمله الوهابية يجب العودة إلى النبع الحقيقي لهذا التعصب والبحث عنه عند ابن تيمية , مارست الوهابية أبشع الهجمات على كل من يظهر الميل إلى حب آل بيت رسول الله أو يتشفع بأهل البيت ويعتبرونه مشركا ومرتدا. بكل المقاييس الدينية ووفقا لجميع المعايير فإن الوهابية هي بدعة في الحقيقة.

التراث الديني:

كان هناك تشابهٌ بين اليمن والمدينة المنورة من حيث التعددية الدينية التي سعى آل سعود لسحقها تحت أقدامهم. لذلك قتل جيش آل سعود مئاتٍ من الرجال والنساء والأطفال، واليوم يقتلون الآلاف لتبقى الوهابية وحدها. لقد دافع الأئمة أيضا عن معظم الآثار المقدسة للإسلام لتبقى محمية , لكن التراث الديني اليوم في اليمن في حالة خراب، المكتبات أحرقت ودمرت المساجد وكل شيء أصبح على الأرض.

تدير المملكة العربية السعودية المغطاة بثرواتها والتي تحميها التحالفات السياسية سرا، وتروج لحركة جديدة في الشرق الأوسط: تغيير الديموغرافيا تحت ذريعة كاذبة ومعارضة لصعود إيران. من سوريا إلى البحرين واليمن هناك أدلة قاطعة.

في أغسطس/آب 2015 أضاف الصليب الأحمر صوته إلى تلك الجماعات الإنسانية وغيرها من جماعات حقوق الإنسان في إدانته للحرب التي تشنها المملكة العربية السعودية على اليمن، ورفع الغطاء عن أهوال المآسي في جنوب شبه الجزيرة العربية. اليمن بلد في حالة خراب وفي حداد دائم، كل يوم يذبح شعبه بلا هوادة، إنهم ضحايا حرب استعمارية عنيفة وقاتلة، وأحدث ضحاياها هم ضحايا الحملة العسكرية التوسعية للرياض سياسة السعودية لا تغطي معها الكثير من الأهداف التدميرية وحسب بل تسعى لتغيير عرقي وديني أيضا. إن أولئك الذين حاولوا أن يوصلوا بين النقاط لفهم المسار الذي تسلكه السعودية يواجهون الآلة الإعلامية السعودية والحملات السعودية التي تسعى لتطهير المنطقة من الأقليات الدينية بدءا من الإسلام الشيعي الذي نصبوا أنفسهم أعداء له. ولوضع النقاط على الحروف يمكننا القول أن الأقليات الدينية تحت قبضة خانقة من المملكة العربية السعودية وهم يموتون موتا بطيئا ومؤلما , في مقابلة أجراها وزير الخارجية السعودي حاليا عادل الجبير في أبريل/ نيسان عام 2015 حين كان يشغل منصب السفير السعودي في الولايات المتحدة، كشف النقاب عن تصميم الرياض بالقيام بكل شيء لتنفيذ الخطة الموضوعة بغض النظر عن التكلفة وبغض النظر عن كل التأثيرات، وأكد: «هذه الحملة ذات تأثير كبير في اليمن وأنها لم تنته بعد، بالنسبة لنا الفشل ليس خيارا ونحن سوف ندمر الحوثيين إذا كانوا لا ينفذون المطلوب منهم, «بالقراءة ما بين السطور هذا يعني أنه سيتم تدمير الحوثيين لأنهم يمثلون تحديا دينيا للوهابية المهيمنة في المنطقة، وهم وغالبية الشماليين في اليمن من الزيدية، وهي فرع من المذهب الشيعي. لذلك فليس مفاجئا أن يستفيد جنوب اليمن من المساعدات الإنسانية ويشهد شمال اليمن تصاعدا في أعمال العنف في نفس الوقت، من خلال تدمير الموانئ البحرية لمنع وصول الغذاء والدواء، ببساطة حتى المساعدات تخضع لسياسة التطهير الديني ومعاقبة الملايين الذين يرفضون الدين السعودي.

المملكة العربية السعودية هي دولة دينية مطلقة، وكما هو معروف فإن مبرر وجودها بحد ذاته يندرج ضمن التفسير العنيف والرجعي للإسلام من خلال الوهابية. إن أحد المبادئ الرئيسية للوهابية يدعو فعلا إلى تدمير كل الطوائف الدينية إسلامية أو غير إسلامية. لا تعرف الوهابية مجدا ولا يمكن أن يكون هناك مجد إلا من خلال مجازرهم ضد المتمردين ومهما اتخذت حركة التغيير الديموغرافي الجديدة في الرياض من أشكال مختلفة فهي دائما تستهدف تدمير التعددية الدينية في كل البلدان.

خلاصة القول :

الارهاب السعودي على اليمن لم يكتف بجرائمه وارعابه للمواطنين العزل من اطفال ونساء وشيوخ كبار في منازلهم ومزارعهم واماكن تواجدهم في الاسواق او المدارس والمستشفيات المساجد ودار المكفوفين وغير من الجرائم التي تعد جرائم حرب، بل قام العدو السعودي باستهداف مرتزقته من اليمنين وغيرهم وما حدث في معركة « نصر من الله في نجران دليل كافي على استهدافه لـ 200 مرتزق .

العدوان على بلدنا ولد الارهاب بكل أشكاله» العسكري والذي يرقى الى جرائم حرب , وكذلك الارهاب الاقتصادي والفكري وغيره , ولابد من رفع شكوى جنائية الى محكمة الجنائيات الدولية ومحاكم القادة وائمة الفكر الوهابي الطغاة الذين اباحوا دماء الشعب اليمنية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com