أفق نيوز
الخبر بلا حدود

موانئ البحر الأحمر.. شريان حياة يتحدى الصعاب ويواصل العطاء

447

افق نيوز | تُعد موانئ البحر الأحمر، وفي طليعتها ميناء الحديدة، إحدى أهم ركائز الصمود الاقتصادي والإنساني في اليمن، بعدما أثبتت جدارتها وقدرتها على مواصلة العمل رغم ما تعرضت له مؤخرًا من استهداف صهيوني، أمريكي مباشر ألحق أضراراً كبيرة ببنيتها التحتية الحيوية.

وبالرغم من التحديات الهائلة، ظلت موانئ البحر الأحمر تعمل بكفاءة عالية، لتواصل تأمين تدفق الإمدادات الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية لملايين اليمنيين في مختلف المحافظات، في ظل ظروف استثنائية تعيشها البلاد منذ سنوات.

تشير التقارير الميدانية إلى أن حركة استقبال السفن وتفريغها لم تتوقف، بل استمرت بوتيرة منظمة، بفضل الجهود المتواصلة التي تبذلها الكوادر الفنية والإدارية، إلى جانب الإجراءات الطارئة التي تم اتخاذها لضمان استمرارية التشغيل.

وأكد وزير النقل والأشغال العامة، محمد قحيم، أن موانئ الحديدة تشكل جبهة اقتصادية متقدمة، ويؤدي العاملون فيها دورهم الكبير في خدمة أبناء الشعب اليمني، مشيداً بما يتحلون به من روح وطنية عالية وقدرة على تجاوز التحديات بعزيمة لا تلين.

وقال “بفضل الله وبسواعد الرجال، يقدّم الميناء خدماته بكفاءة عالية، وتستمر الأعمال بوتيرة متصاعدة رغم الكثير من المعوقات”، مؤكداً أن وزارة النقل والأشغال العامة تولي تعزيز قدرات الموانئ أهمية قصوى، وتعمل على توفير الإمكانيات لتطوير أدائها واستدامة خدماتها.

بدوره، اعتبر محافظ الحديدة، عبدالله عطيفي، ما يجري في موانئ الحديدة، معركة اقتصادية متكاملة، يواجه فيها العاملون كل أشكال التحدي بروح وطنية صادقة.

ولفت إلى أن السلطة المحلية حريصة على مؤازرة جهود العمل في هذا الشريان الحيوي الذي يمثل صمام أمان لتدفق السلع والمنتجات التي تحتاجها السوق المحلية.

وأوضح المحافظ عطفي، أن الصمود اللافت الذي تبديه الكوادر العاملة في الميناء، يعكس مستوى الوعي بالمسؤولية، ويؤكد أن أبناء الحديدة كانوا وما يزالون في طليعة من يحمون مقدرات البلد ويثبتون حضوره في معركة السيادة الاقتصادية.

وتبرز الزيارات الميدانية المتواصلة من قبل وزيري النقل والنفط ومحافظ المحافظة، ليس للمتابعة المستمرة للموانئ فحسب، وإنما تحولت تلك الزيارات إلى أدوات تنفيذ واطلاع عن قرب لمعالجة التحديات من الميدان لا من المكاتب.

وأشار رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر، زيد الوشلي، إلى أن العمل في الميناء يجري بوتيرة عالية على مدار الساعة، ولم تتأثر جداول الرسو أو برامج التفريغ رغم الأضرار، لافتاً إلى أن الكوادر الفنية والهندسية باشرت منذ اللحظات الأولى أعمال الحصر والمعالجة.

وأفاد بأن الفرق الفنية نجحت في تنفيذ إجراءات فورية لضمان استمرار العمل، دون تعطيل، ما عزّز ثقة المتعاملين مع الميناء، وساهم في الحفاظ على مكانته كمركز استقبال حيوي للسلع الأساسية.

وتتم خطة أعمال الطوارئ في مينائي الحديدة ورأس عيسى، بالتوازي مع استمرار استقبال السفن، في مشهد يعكس حالة من الانضباط والالتزام والجاهزية التي نادراً ما تتوفر في بيئة عمل تحت ضغط الاستهداف المتكرر.

وما يعزّز من أهمية الإنجاز هو استمرار رسو السفن التجارية الأجنبية في المينائين بصورة طبيعية، ما يعكس ثقة متزايدة من قبل الشركات الملاحية العالمية بقدرات مؤسسة موانئ البحر الأحمر على العمل بكفاءة، رغم التحديات التي تواجهها.

ولا تقتصر أهمية الموانئ على الجانب التجاري، بل تُعتبر جبهة وطنية واقتصادية وإنسانية، إذ أن استمرار العمل فيها رغم الظروف القاسية يمثل تجسيداً حقيقياً لنهج الصمود والإرادة التي يتحلى بها الشعب اليمني.

ورغم ما تعرضت له الأرصفة والمعدات من استهداف مباشر في انتهاك سافر للقانون الدولي، إلا أن المشهد في الميدان يعكس إرادة وطنية حولت الضرر إلى فرصة للنهوض والبناء، لا إلى حالة من التوقف أو الانهيار.

وفي هذا السياق، تعمل الجهات المختصة على توثيق الانتهاكات التي تعرضت لها الموانئ، بالتوازي مع إعداد خطط استراتيجية لتعزيز قدراتها التشغيلية وتوسيع طاقتها الاستيعابية، خصوصاً في ميناء رأس عيسى، تحسباً لأي طارئ يهدد خطوط الإمداد العالمية.

وتؤدي موانئ البحر الأحمر دوراً إنسانياً بالغ الأهمية، باعتبارها المنفذ الوحيد لدخول السلع والمواد الأساسية إلى اليمن، ما يمنح كل إنجاز فيها بعداً وطنياً وإنسانياً في آن واحد.

وإذا كانت الموانئ صمدت في وجه العدوان والاستهداف، فإن سر هذا الصمود لا يكمن في الخرسانة أو المعدات، وإنما في الإنسان العامل في الميدان، الذي يواصل الليل بالنهار للحفاظ على أن يظل هذا الشريان مفتوحاً.

ما يجري اليوم في موانئ البحر الأحمر، رسالة واضحة للعالم مفادها بأن اليمن، رغم الجراح، ما يزال قادراً على حماية ممراته الحيوية، والدفاع عن سيادته، وتأمين احتياجات شعبه بكل ما يملك من إرادة وثبات.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com