عراقجي: لن نساوم على سيادة إيران واستقلالها وسندافع بقوة عن بلادنا
أفق نيوز| تساءل وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، في رسالة موجهة إلى الدول الأوروبية، عن إمكانية عودة إيران إلى طاولة مفاوضات تم تدميرها من قبل أمريكا والكيان الصهيوني.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن عراقجي كتب في حسابه على منصة “إكس”: “في الأسبوع الماضي، بينما كنا نجري مفاوضات مع أميركا، قررت إسرائيل أن تدمر المسار الدبلوماسي”.
وتابع: “وفي هذا الأسبوع، وبينما كنا في حوار مع الترويكا الأوروبية والاتحاد الأوروبي، قررت أميركا أن تدمر هذه الدبلوماسية أيضاً. فماذا يمكن أن نستنتج من هذا الواقع؟”
وأشار وزير الخارجية إلى التصريحات الغربية التي تطالب إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات، قائلاً: “من منظور بريطانيا والمسؤول الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فإن المسألة تكمن في ضرورة عودة إيران إلى طاولة المفاوضات. لكن كيف يمكن العودة إلى شيء لم نغادره أصلاً، بل إنهم هم من دمّروه؟”
واكد وزير الخارجية الإيراني “اننا لن نساوم على سيادة إيران واستقلالها مهما كلف الأمر” وقال أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستستمر في الدفاع عن أراضيها وسيادتها وشعبها، وستستخدم جميع الوسائل الممكنة والضرورية، ليس فقط لمواجهة الهجمات الأمريكية عسكريًا، بل أيضًا لاتخاذ إجراءات أخرى في هذا الصدد.
وقال عراقجي خلال مؤتمر صحفي اليوم الاحد ، في إسطنبول حول هجمات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على المنشآت النووية الإيرانية: “لقد جئت إلى هنا من جنيف، حيث عُقد الاجتماع الوزاري الأول لإيران والترويكا الأوروبية للسلام والاستقرار. وكما تعلمون جميعًا، واجهنا فجأة عدوانًا؛ عدوانًا سافرًا من القوات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. تدين الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذا العدوان بأشد العبارات. إن العدوان العسكري الأمريكي على المنشآت النووية السلمية الإيرانية انتهاكٌ واضحٌ وغير مسبوق للقانون الدولي. هذه الدولة المُولعة بالحرب، والتي تنتهك القانون، تتحمل المسؤولية الكاملة عن العواقب والآثار الخطيرة لهذا العدوان.
وأضاف: “إن هذا العدوان الصارخ، الهجوم العسكري الأمريكي على سيادة وأراضي ووحدة أراضي دولة عضو في الأمم المتحدة، بالتعاون مع الكيان الصهيوني المُعتدي والمُجرم، يُعبّر عن عداء الولايات المتحدة تجاه الشعب الإيراني، الذي يسعى إلى السلام والاستقرار.
وقال عراقجي: لن نساوم على سيادة إيران واستقلالها تحت أي ظرف من الظروف. ستواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدفاع عن أراضيها وسيادتها وشعبها، وستستخدم جميع الوسائل الممكنة والضرورية، ليس فقط لمواجهة الهجمات الأمريكية عسكريًا، بل أيضًا لاتخاذ إجراءات أخرى في هذا الصدد”.
وأكد وزير الخارجية الايراني: “لقد انتُخب ترامب بناءً على وعوده بإنهاء الحروب في المنطقة والعالم، لكنه خان هذا الوعد. بهذا العمل العدواني، لم يكتفِ بالتخلي عن وعوده، بل رضخ أيضًا لمطالب مجرم يسعى للتعدي على الدول الأخرى. إن العمل العسكري الأمريكي ضد المنشآت الإيرانية السلمية انتهاكٌ صارخ للقانون الدولي، ويُعتبر، استنادًا إلى الفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، ومعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وقرار مجلس الأمن رقم 2231، عملاً عدوانيًا وانتهاكًا صارخا.
مبيناً أن العدوان الأمريكي انتهاك للقانون الدولي. وعلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية والمؤسسات الدولية الأخرى أن تتصرف بمسؤولية في هذا الإطار، وأن تتخذ إجراءات ردًا على هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي. منوهاً بأن الأعمال العدائية تدفع العالم نحو توترات غير مسبوقة، وهي عمل عدائي للغاية ضد السلام والاستقرار، ويعزز في الواقع قانون الغاب”.
ودعا عراقجي ، مجلس الأمن إلى عقد اجتماع طارئ، وإدانة هذا العمل العدواني بكل وضوح، وتحميل الحكومة الأمريكية مسؤولية انتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
مؤكداً أنه لا ينبغي أن يسود قانون الغاب في العالم، وقال: “يجب عقد اجتماع طارئ لإدانة هذا العمل والعدوان بكل وضوح، وإدانة الحكومة الأمريكية لانتهاكها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وأكد عراقجي أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية كان مسؤولاً عن هذا الأمر، وهو الذي أعطى الضوء الأخضر للدول الساعية للحرب، وقال: يجب على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحمل مسؤولياته تجاه هذا الهجوم الخطير على المنشآت النووية السلمية الإيرانية. جميع هذه المنشآت السلمية كانت تحت إشراف الوكالة.
وأشار إلى أن الحكومة الأمريكية عرقلت الاستقرار في هذا الأمر، وعرقلت مسار الدبلوماسية، وانضمت إلى العدوان الصهيوني غير القانوني ، ويُعد هذا العمل الخبيث من جانب الولايات المتحدة، المتمثل في هجوم عسكري، عملاً خطيراً وعدوانياً ضد الشعب الإيراني.
وأكد : “لهذا السبب، يجب على الحكومة الأمريكية أن تشعر بالمسؤولية وتتحمل كامل المسؤولية عن عواقب هذه الأعمال.. وللجمهورية الإسلامية الإيرانية، استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة، الحق في الدفاع عن نفسها، والمبادئ والقوانين التي تحكم الجمهورية الإسلامية الإيرانية منحتها الحق في الدفاع عن نفسها وأمنها ومصالحها وشعبها”
وردًا على سؤالٍ حول مدى الدمار الذي لحق بالمنشآت النووية الإيرانية بعد الهجمات الأمريكية، وما إذا كان هناك خطرٌ على الدول المجاورة ، قال عراقجي: ليس لديّ معلوماتٌ حتى الآن عن حجم الأضرار. مع ذلك، لا أعتقد أن حجم الأضرار يُشكّل أهميةً كبيرةً في مثل هذه الظروف. إن مهاجمة المنشآت النووية السلمية الإيرانية بحدّ ذاتها انتهاكٌ للقانون الدولي، ولا يُمكن تجاهله. يجب إدانة هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي.