رسـالة أُمنية..
أفق نيوز|
عبدالمنان السنبلي
كاتب يمني
لا شك أن ما حدث في «إيران» من اختراق أمني كبير وخطير، ومن قبل في «لبنان» مع «حزب الله»، يضعنا اليوم هنا في اليمن أمام تحد كبير يحتم علينا العمل بجد واجتهاد لضمان عدم تكرار أَو إمْكَانية حدوث ذلك..
أجزم أن «العدوّ الصهيوني»، ومنذ اللحظة الأولى، لبدء سريان وقف إطلاق النار مع «إيران»، قد عمل على توجيه جل نشاطه الاستخباراتي وأعماله التجسسية نحو «اليمن»، في محاولة منه طبعًا، لتكرار نفس «السيناريو»، أَو على الأقل، الإتيان بـ«سيناريو» مشابه.
وأجزم أَيْـضًا أن جميعَ الدوائر والأجهزة الأمنية والاستخباراتية للعدو تصارعُ الوقتَ وتسابقُ الزمنَ منذ أَمَدٍ بعيدٍ، في محاولة منها لتلافي القُصُور المعلوماتي والاستخباراتي لها في «اليمن»؛ وسعيًا منها طبعًا لكسب المعركة الأمنية..
وبناء عليه:
أدعو جميع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في «اليمن» إلى إعادةِ دراسة وتحليل وتقييم ما جرى في جبهتَي «إيران» و«لبنان» بعُمقٍ شديد، وبصورة مُستمرّة ودائمة على أُسُسٍ علمية صحيحة وسليمة ومواكبة للتطورات، ووُصُـولًا إلى حالة الاستفادة القصوى منها..
مُجَـرّد فقط أن تعرفَ العقلية التي يفكّر بها «العدو»، والأساليب أَو الطرق التي يتبعها أَو يعتمدها في هذا الجانب، فهذا سيمكنك حتمًا من رسم وإعداد الخطط الأمنية المناسبة لمواجهته والتصدي له بكفاءة عالية وعلى أكمل وجه..
نعم، قد تكون استراتيجية «العدو» في هذا الجانب قد وضحت إلى حَــدٍّ ما في شكلها وإطارها الخارجي العام، فهو، باختصار، وكما أصبح معلومًا للجميع، يعتمُد في عمله الأمني والاستخباراتي على نشاطَين رئيسيَّين همـا:
١ـ المراقبة والتجسُّس والتتبُّع الإلكتروني والفضائي والخلوي من خلال الأجهزة المتصلة بالإنترنت أَو الأبراج الخلوية، معتمدًا في ذلك طبعًا على إمْكَاناته وقدراته الهائلة والضخمة في هذا الخضم أَو المجال..
٢ـ انتقاء وتجنيد وزرع العملاء والجواسيس بعناية فائقة واحترافية عالية، وعبر طرقٍ وأساليبَ ووسائل متطورة ومبتكرة مختلفة وخطيرة..
لكن هذا لا يعني، في حقيقة الأمر، أن الصورةَ قد اكتملت لدينا مثلًا، أَو أننا بهذا قد أمسكنا بتلابيب الأمر وأصبح في إطار أَو نطاق السيطرة..
لا، بالطبع، فما ينطوي على هذه الاستراتيجية من تكتيكات وأساليب خداع مبتكرة يتفنن في استحداثها واستخدامها العدوّ، يحتم علينا جميعًا الاستعدادَ لها ومواجهتها بمزيدٍ من الوعي والدراسة والفهم العميق والقدرة على الاستيعاب واتِّخاذ التدابير والإجراءات والقرارات المناسبة في الوقت والزمان المناسبين..
على أية حال:
لست هنا بصدد الخوض في التفاصيل، أَو أن أملي على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في بلادنا ما يتوجب عليهم فعله، فهم يعلمون ماذا يفعلون، وأهل مكة، وكما يقولون، أدرى بشِعابها، ولكني أردتُ هنا أن أورد هذا من باب التذكير، والتأكيد على أن «العدوَّ الصهيوني» لا يبني خططَه الدفاعية أَو الهجومية العدوانية إلا على ما يتوفر لديه من إحداثياتٍ ومعلومات استخباراتية..
فلنكُنْ عونًا وسندًا ورديفًا للأجهزة الأمنية والاستخباراتية، ولنسهِمْ جميعًا في منع العدوّ من الوصول والحصول على ما يريده من معلومات حسَّاسة أَو غير حسَّاسة؛ انتصارًا لأنفسنا وديننا ووطنا وقضايا أمتنا المصيرية العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين..
فهل نستطيع ذلك..؟
نعم، نستطيع،
ولنا، بالطبع، مما جرى في «إيران» و«لبنان» وحتى في «روسيا» موعظة وعبرة..