رابطة علماء اليمن: ثورة الإمام الحسين تمثّل مصدر إلهام في الوقوف مع المستضعفين وفي مقدّمتهم غزة
أفق نيوز|
أكد العلامة خالد موسى، عضو رابطة علماء اليمن، أن فاجعة كربلاء وذكرى عاشوراء تمثل مصابًا جللًا وخطبًا فادحًا يعيد إلى الأمة الإسلامية مسؤوليتها أمام الله ورسالته الإلهية.
وشدد موسى في حديثه لقناة “المسيرة” اليوم الأحد، على أن الإمام الحسين -عليه السلام- أحيا في الأمة ما يجب أن تكون عليه من وعي وبصيرة، واستشرف مستقبلها لتبقى عند مستوى المسؤولية في إخراج الناس من الظلمات إلى النور ومن عبودية الطواغيت إلى عبادة الله سبحانه وتعالى.
واقعة الطف: جريمة بحق الإسلام والدروس المستفادة
وصف العلامة موسى واقعة الطف بأنها “فاجعة كبيرة” ارتُكبت بحق سبط رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الحسين بن علي -عليه السلام-، مؤكدًا أنها جريمة لم تستهدف الإمام الحسين وحده، بل استهدفت الإسلام والرسالة والنبي.
وأوضح أن من ارتكب هذه الجريمة في شهر المحرم الحرام ويوم الجمعة هم “من يصلون الجمعة ويشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله”، بل ومن “صلوا على محمد وآل محمد ثم قتلوا محمدًا وآل محمد”.
وأشار إلى أن الانحراف الذي حدث في عاشوراء يعطي الأمة البصيرة بأن كل من يخرج على الإسلام، كيزيد، يجب أن يُواجه ويلتف المسلمون حول أعلام الإسلام. واستذكر قول الإمام الحسين (عليه السلام): “إن الدنيا قد تنكرت وأدبر معروفها ولم يبق إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى، ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا ينهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه؛ فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما”.
الإرث الحسيني في اليمن ومحور المقاومة
ربط العلامة خالد موسى بين ثورة الإمام الحسين ومواقف محور المقاومة اليوم، مؤكدًا أن رمزية الإمام الحسين هي رمزية الحق في مواجهة الباطل، والعدل في مواجهة الظلم، والعزة والكرامة في مواجهة الذل والهوان.
وأفاد بأن عزة محور المقاومة، بما في ذلك الجمهورية اليمنية والجمهورية الإسلامية الإيرانية ورجال حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، مستمدة من وحي عاشوراء وأرض الطف وكربلاء.
وأكد أن القيادة في اليمن تمثل امتدادًا للنهج الحسيني على مستوى نصرة فلسطين وتقديم التضحيات، مشيرًا إلى أن اليمن اليوم يقدم الموقف الحسيني الكربلائي ويقدم القرابين من الشهداء.
وشدد على ضرورة أن تلتف الأمة حول هذه القيادات التي تعمل على تبييض وجه الأمة لتكون مستجيبة لله ولرسوله، على عكس نهج يزيد بن معاوية ومدرسته التي لا تزال تفرخ طغاة لا تهتز لهم شعرة أمام “كربلاء العصر” المتمثلة في غزة الجريحة.
أهمية إحياء عاشوراء في توعية الأمة
وركز موسى في حديثه على أهمية إحياء ذكرى عاشوراء لتسمية الأشياء بمسمياتها وإعادة الحق إلى نصابه، مستشهدًا بقول الله تعالى: “أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ”.
وانتقد النهج الوهابي وبعض من يعتبرون أنفسهم من أهل السنة والجماعة الذين “سووا بين الجلاد والضحية” و”بين المتقين والفجار”.
وأشار إلى أن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- يقدم في هذه المناسبة دروسًا وعبرًا حول كيفية الاقتداء بشخصية الإمام الحسين وسيرته، مؤكدًا أن اليمنيين لا يمارسون اللطم أو التطبير بالمعنى التقليدي، بل “تطبيرهم بالمسيرات على صدور الصهاينة وعلى قلوب اليهود وعلى أنفاس نتنياهو وترامب”.
ودعا الأمة للعودة إلى عاشوراء وكربلاء لكي لا تتكرر المآسي، ولكي تكون الأمة “خير أمة أخرجت للناس”، موضحًا أن استمرار مأساة غزة يدل على أن الأمة لا زالت “تبايع أعداء الإمام الحسين”.