أفق نيوز
الخبر بلا حدود

أزمة مياه غير مسبوقة في تعز المحتلة وسط ارتفاع جنوني للأسعار

201

أفق نيوز|

تقرير: إبراهيم العنسي

تنتفض مدينة تعز اليمنية ضد العطش؛ فكل يوم تخرج مظاهرات واحتجاجات، ويتعاظم السخط.

تصحو المناطق الواقعة تحت سيطرة المرتزِقة على أزمة المياه وتنام عليها، ويبدأ يوم طويل لسكان المدينة في البحث عن شربة ماء في دروب المدينة وأزقتها وخارجها، ويتكرّر الأمر كُـلّ يوم.

مع كُـلّ صباح، يضطر الأطفال والنساء للخروج في رحلة البحث عن الماء في ظل هذا الجفاف القاسي واستغلال الأزمة من قبل حكومة المرتزِقة، ويضطر بعض الأطفال إلى ترك مدارسهم بحثًا عن الماء في الأحياء وعند الآبار، في طوابير الانتظار الطويلة التي تنتهي في أحسن الأحوال بالحصول على عشرين لترًا من مياه الشرب ليوم كامل.

وبعد توقف شبه كامل لإمدَادات المياه الرسمية عبر المؤسّسة المحلية للمياه بتعز، اتجه سكان المدينة إلى الاعتماد الكلي على صهاريج المياه الخَاصَّة، وسط ارتفاع جنوني للأسعار، حَيثُ ارتفع سعر جالون الماء سعة 10 لترات، من 300 ريال للجالون الواحد إلى سعر 500 ريال، بينما وصلت أسعار الصهاريج سعة 1000 لتر في الوقت الراهن، إلى 20 ألف ريال يمني، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم الأسر هناك، والتي تخلت عن هذا الخيار خَاصَّة في ظل الظروف المعيشية المتدهورة للسكان.

والصورة الماثلة اليوم في مدينة تعز، أن هناك انعدامًا شبهَ تامٍّ للمياه في الأحياء وارتفاع جنوني للأسعار، للحد الذي أصبحت أن هناك سوقٌ سوداء لبيع المياه، حَيثُ يصور ناشطون على منصة “إكس” ناقلة مياه تقوم بالبيع في أحد شوارع المدينة، وقد وصل سعر الدبة عبوة عشرين لترًا إلى ألف ريال، بينما كانت تباع بربع سعر اليوم.

سخرية وسخط:

وإلى جانب من يبحثون عما يسد حاجة اليوم الواحد من المياه، هناك مظاهرات تخرج من وقت لآخر، تهتف: “أين الماء؟ وأين الدولة؟ وكفى عبثًا يا سلطة”، وكل جهة أَو فصيل يقحم نفسه في معاناة المواطنين فقط ليحمل الآخر مسؤولية تعاظم الأزمة، وخروجها عن السيطرة.

 وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ينشط أبناء المحافظة المحتلّة في إظهار واقع تعز المتدهور ومعه يبدو سخط المدينة واضحًا من تفاقم المعاناة مع تدهور الخدمات غير المسبوقة، وخَاصَّة أزمة المياه.

وفي مشهد ساخر، ذِي دلالة على واقع قيادة مرتزِقة التحالف المهترئ للمحافظة، ينقل ناشطون مشهدًا للمحتجين من أبناء المحافظة، بينما يصطف‎موكبًا من‎الحمير أمام مبنى محافظة تعز التابع للمرتزِقة، وُضعت على ظهورها صور المحافظ التابع لتحالف العدوان، في تعبير‎ساخر عن الغضب الشعبي من سوء الإدارة، وتنديد‎بسوء الخدمات الأَسَاسية، وعلى رأسها أزمة المياه والكهرباء، مطالبين بإقالة المحافظ التابع لسلطة فنادق الرياض، المرتزِق نبيل شمسان.

لصالح من؟!

هناك حديث عن أن صفقات فساد وسوء إدارة وتربح من آلام سكان تعز، ساهمت في تفاقم أزمة المياه وغيرها من الأزمات الإنسانية.، حَيثُ مطالبات المتظاهرين والمحتجين المتكرّرة تنادي بإخراج معاناة السكان من دائرة المزايدات السياسية وتبادل الاتّهامات بين الأطراف.

 والوضح أن هناك سعيًّا حثيثًا لاستغلال أزمة المدينة المائية بقصد التربح، في ظل الانفلات والفوضى وضعف جوانب الإدارة والتنفيذ وغياب الرقابة، فإضراب محطات تحلية المياه، وتوقفها عن الضخ والبيع، كان كما قال أبناء المدينة، محاولة للضغط على سلطات المرتزِقة، لإقرار زيادة سعرية أَو تخصيص آبار داخل المدينة لتزويدهم بالمياه، خَاصَّة بعد ارتفاع تكاليف نقل المياه من وادي الضباب خارج المدينة، بينما أرجع مالكو محطات التحلية أسباب الأزمة الحاصلة إلى جفاف المياه في آبار منطقة الضباب غربي المدينة، وتأخر تعبئة الصهاريج وما صاحبها من ارتفاع في تكاليف النقل.

في شق سياسي، تعبر تفاعلات أبناء المحافظة على وسائل التواصل الاجتماعي، أن هناك محاولة قذرة لتركيع المدينة وإجبارها على القبول بطرف معين سيُقدم على أنه “المنقذ”.

 كان هناك دراسة لتحلية المياه من البحر بتمويل من دولة تحالف العدوان” السعوديّة” لكنها لم تنفذ!!، رغم إدراك التحالف وأدواته الحاجة الماسة لتحلية المياه كحل استراتيجي لمعالجة أزمة مياه تعز المزمنة؟