أفق نيوز
الخبر بلا حدود

المولد النبوي في اليمن .. من احتفال روحي إلى رسالة سياسية ودينية للعالم

47

أفق نيوز|

تقرير | هاني أحمد علي: في ظل ظروف استثنائية تعيشها الأمة العربية والإسلامية، يتجدد الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف في اليمن، ليتحول من مجرد مناسبة دينية إلى فعل مقاومة ثقافية ووعي شامل.

وأشارت الناشطة التربوية والثقافية، حنان الشامي، إلى الأبعاد الروحية والسياسية لهذا الاحتفاء المتجذر في الهوية اليمنية.

وأكد الشامي في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الأحد، ضمن برنامج نوافذ، أن الاستعداد للمولد النبوي في اليمن ليس عملاً مادياً مقتصراً على الزينة والتجهيزات، بل هو عملية “تهيئة نفسية وروحانية” تبدأ قبل شهر من المناسبة، فالمجالس والفعاليات التي تُعقد في المدارس والمساجد والمؤسسات الحكومية ليست مجرد احتفالات، بل هي فرصة لـ”عرض سيرة رسول الله كما ينبغي أن تقدم”، بعيداً عن المعلومات المبتورة أو المغلوطة التي كانت تُقدم في الماضي لأغراض الحفظ والاختبارات المدرسية، والهدف من ذلك هو تعزيز ارتباط الأمة بنبيها كـ”قدوة وقائد” يمكن الاسترشاد به في مواجهة التحديات الراهنة.

وأشارت إلى أن هذه التهيئة تُعد أمراً بالغ الأهمية، خاصة وأن الأمة اليوم تمر بـ”مرحلة استثنائية” لم يسبق لها مثيل من “المظلومية والاضطهاد والخذلان”، ولذلك، فإن التعرف على شخصية الرسول من مختلف الجوانب، وخاصة تلك التي تتعلق بـ”مواقفه العملية” وقوته في الحق، يُعد ضرورة ملحة.

وتطرقت الناشطة التربوية والثقافية إلى الأكاذيب والافتراءات التي لُفقت على سيرة النبي، خاصة تلك التي تتعلق بعلاقته باليهود، موضحة أن هذه الافتراءات ليست وليدة اليوم، بل بدأت منذ عهد بني أمية، بهدف تضليل الأمة وإيهامها بأن الرسول كان “متعاطفاً مع اليهود وأحسن إليهم”. لكنها تؤكد، استناداً إلى مصادر السيرة الصحيحة، أن الرسول “لم يقم مواثيق أو عهوداً حقيقية ومباشرة” مع اليهود، بل كان حازماً في التعامل مع مكرهم ومؤامراتهم.

وضربت مثالاً على ذلك بحادثة يهود بني قينقاع، حيث سير الرسول جيشاً وأجلاهم من المدينة لمجرد انتهاكهم “لحرمة امرأة مسلمة واحدة”، حيث قارنت بين هذا الموقف الحازم بالصمت الذي يكتنف العالم اليوم أمام “قتل الأطفال في فلسطين وغزة”، مستغربة كيف يمكن لمن “يتشدقون بحبهم للنبي” أن يسكتوا على هذه المذابح.

وأفادت الشامي إلى أن الأسباب العميقة التي تدفع اليمنيين لإحياء هذه المناسبة بشكل عظيم، على خطى أجدادهم من “الأنصار” في المدينة، تبرز في تقدير للنعمة الإلهية، فالاحتفال هو تقدير لرسالة النبي الذي أرسله الله “رحمة للعالمين”، وهو امتثال لأمر الله تعالى في القرآن الكريم، بالإضافة إلى أن الرد على الإساءات من الاحتفال الضخم هو رد عملي ومباشر على الإساءات المتكررة للرسول والقرآن والمقدسات، ووسيلة لتأكيد أن النبي “جزء من حياتنا، قدوتنا وقائدنا”، ناهيك عن إغاظة الأعداء، فإحياء المولد يغيظ “أعداء رسول الله وأعداء هذه الأمة”، وهو ما يُعتبر عملاً صالحاً في نظر الدين، مصداقاً للآية الكريمة “ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار، إلا كتب لهم به عمل صالح”.

وذكرت أن احياء المولد يهدف إلى استنهاض الأمة، حيث والفعاليات المركزية التي تُقام في الثاني عشر من ربيع الأول تمثل “استنهاضاً للأمة” للتعرف على نبيها، ومواقفه، ونهجه، وتحركه العملي كـ”مجاهد عظيم”، مؤكدة أن أن هذا الاحتفال، الذي يتزايد زخمه عاماً بعد عام، هو رسالة قوية للعالم بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو شخصية عظيمة، وأن الأمة اليمنية، التي سارت على نهج الأنصار، هي الأكثر وعياً وحباً للنبي، وتستلهم من سيرته العظيمة مواقفها في الحاضر.