أفق نيوز
الخبر بلا حدود

من غزة إلى الضفة.. جريمة القرن تضع آلاف الأطفال على محك الإبادة

42

أفق نيوز|

تقرير خاص|

في كل يوم يمر، تتزايد مأساة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يعانون حصارًا مشددًا وسياسات تهدف إلى تعطيل أبسط حقوق الإنسان، وتحويل الحياة اليومية إلى معركة من أجل البقاء.

في تقرير اليوم للنافذة الإنسانية على قناة المسيرة، سلط الضوء على حجم المعاناة التي تسبب بها كيان العدو الصهيوني، والتي تشمل المرضى، الأطفال، الطواقم الطبية، والعائلات كلها، في مشهد إنساني مؤلم يختزل مأساة شعب كامل.

 

في الضفة الغربية، تواجه سيارات الإسعاف الفلسطينية عراقيل متكررة عند الحواجز العسكرية الصهيونية، حيث يُجبر الطاقم الطبي أحيانًا على الانتظار لساعات طويلة، حتى في الحالات الطارئة، ما يؤدي إلى وفاة مرضى يمكن إنقاذهم.

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أكد أن أكثر من 60% من سيارات الإسعاف العاملة في الضفة الغربية اضطرت في السنوات الأخيرة لتغيير مسارها أو تأجيل مهمتها بسبب العراقيل الأمنية، وهو ما يعني عمليًا فقدان مئات الأرواح سنويًا.

شهادات الطواقم الطبية التي وثقتها منظمة أطباء لحقوق الإنسان تؤكد أن الجنود الصهاينة يتعمدون تأخير وصول سيارات الإسعاف أحيانًا لأكثر من ساعة، حتى في حالات الأطفال الخدج ومرضى القلب الحرجة.

هذه الممارسات تزيد من معاناة آلاف المرضى سنويًا، بينما يُجبر الطواقم الطبية على مواجهة الاعتداء اللفظي والجسدي في بعض الحواجز، مما يعطل عملها ويضاعف المخاطر على حياة المرضى.

أما في قطاع غزة، فالواقع أكثر مأساوية، عشرات العائلات تُجبر على مغادرة منازلها يوميًا تحت قصف الطائرات، فيما تتواصل عمليات النزوح القسري وسط تدمير واسع للبنية التحتية والمرافق الحيوية.

في مجمع ناصر الطبي وحده، فقد سبعة أطفال حياتهم، بينهم ثلاثة خدج لفظوا أنفاسهم الأخيرة داخل الحضانات، وسط أمهات عاجزات عن حمايتهم، تحملن ألم النزوح والخوف على أبنائهن في الوقت نفسه.

وتشهد الشوارع في غزة مشاهد مأساوية لمواطنين مجروحين يركضون بين الأنقاض لإنقاذ حياتهم وحياة ذويهم، بينما تحاصرهم الغارات الصهيونية المستمرة من كل اتجاه.

قصص مثل الطفلة “آية”، التي رحلت تاركة وراءها صدى سؤال موجع: أي ذنب حملته لتحرم من أبسط حق في العلاج والبقاء؟، وقصة الفتى “طه أبو لبده” الذي يركض مجروحًا بين شوارع غزة المدمرّة، تحمل رسالة واضحة عن حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها المدنيون.

إضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن الاحتلال الصهيوني يستهدف شبكات المياه والاتصالات والإنترنت في غزة، في مسعى منه لقتل مظاهر الحياة داخل المدينة، وتحويلها إلى “مدينة أشباح”، ودفع السكان إلى النزوح القسري نحو وسط وجنوب القطاع.

وهذه العملية تختلف تمامًا عن العمليات السابقة، إذ تهدف إلى تدمير معالم المدينة الأساسية، كما حدث في رفح وأحياء الزيتون، التفاح، والشجاعية، إضافة إلى الدمار الذي لحق بمخيم جباليا شمال القطاع.

تواصل الممارسات الصهيونية اليومية تهديد حياة الأطفال والمرضى وكبار السن، بينما تظل المؤسسات الدولية، رغم تقاريرها المتكررة، عاجزة عن الضغط على كيان العدو الصهيوني لوقف هذه الانتهاكات.

وفي ظل هذه الممارسات، تصبح الحياة في الضفة الغربية وغزة كابوسًا يوميًا، حيث أرقام مئات الضحايا وملايين المتأثرين تعكس حجم الجريمة الإنسانية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.

هذا المشهد الإنساني المؤلم يؤكد أن الفلسطينيين يعيشون جريمة القرن يوميًا، وأن المدنيين، وخاصة الأطفال والمرضى، يتحملون تبعات القصف والحصار، فيما تبقى قصص النجاة مأساوية ومحدودة، لكنها تبرز صمود الفلسطينيين في مواجهة التدمير الممنهج.

نقلا عن مصدر موقع المسيرة