أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الحصار اليمني يربك اقتصاد العدو.. 76% من المصدّرين تحت وطأة الخسائر

41

أفق نيوز|

لم تعد تداعيات الحرب على كيان العدو الصهيوني تقتصر على الميدان العسكري، بل امتدت إلى عمقه الاقتصادي والتجاري، حيث كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية عن صورة قاتمة تُظهر حجم الانهيار الذي يعيشه الكيان بفعل الحصار اليمني البحري، والضربات الصاروخية والمسيّرة التي تستهدف مطاراته ومنشآته الحيوية، إضافة إلى العزلة الدولية المتنامية.

أظهرت نتائج مسح اقتصادي أولي أن نصف المصدّرين التابعين لكيان العدو قد ألغوا صفقات تجارية خلال الأشهر الماضية، فيما أكد 76% من المصدرين والمستوردين أنهم تكبدوا خسائر مباشرة بسبب الحرب وتداعياتها.

 وبحسب الصحيفة، فإن 84% من الصناعيين أبلغوا عن إلغاءات لعقود وصفقات من الاتحاد الأوروبي، بينما بلغت نسبة الإلغاءات القادمة من الولايات المتحدة 31%، في حين رفض 54% من العملاء الجدد التعامل مع كيان العدو، كما واجه 22% من المستوردين إلغاء طلبيات قائمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن التدهور لم يقتصر على الأسواق التقليدية التي أبدت مقاطعة واضحة للكيان، بل وصل حتى إلى الدول التي تُعتبر صديقة، إذ طلبت جهات رسمية فيها إلغاء الاجتماعات التجارية وعدم نشر أي صور أو توثيقات للقاءاتها مع ممثلي كيان العدو.

 ونقلت الصحيفة عن رئيس اتحاد الصناعيين قوله: “أُصبنا بالذهول من طلب بعض الشركاء مسح جميع الصور وعدم الإعلان عن اللقاء، ففي الماضي كنا نستقبل بترحاب كبير وتُوقّع عقود ممتازة، أما الآن فنشعر بالعزلة والانكماش”.

وأكد اتحاد الصناعيين أن العلامة التجارية الصهيونية تضررت بشكل بالغ، وباتت عاجزة عن النفاذ إلى أسواق جديدة، بل وأصبحت مهددة بفقدان حصتها حتى في الأسواق التي كانت تُظهر تعاطفاً معها.

 كما حذّر اقتصاديون في وكالة موديز من فقدان “الحكومة” الصهيونية السيطرة على الميزانية وارتفاع العجز والديون، في ظل تفاقم الأزمة المالية والتجارية.

وتؤكد هذه المعطيات أن ما يعيشه كيان العدو من انهيار اقتصادي متسارع، لم يكن نتيجة عدوانه على غزة فقط، بل أيضاً ثمرة مباشرة للحصار اليمني الخانق والعمليات النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية بالصواريخ والمسيّرات على المطارات والمنشآت الحيوية الصهيونية، إضافة إلى الحصار البحري المفروض على موانئ العدو في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، وهو ما جعل العدو يعيش عزلة خانقة وتراجعاً غير مسبوق في مكانته التجارية والاقتصادية.

وفي المحصلة، يثبت الحصار اليمني أن معركة فلسطين لا تُخاض فقط بالبندقية، بل أيضاً بالاقتصاد والسيطرة على الممرات الاستراتيجية، حيث يتحول اليمن إلى لاعب إقليمي يفرض معادلات جديدة، ويجعل كيان العدو الصهيوني يدفع أثمان عدوانه على غزة من أمنه واقتصاده ووجوده نفسه.