هـم الأسوأ وأسوأ ما فيـهم..!
أفق نيوز|
عبدالمنان السنبلي
عندما رأيت «ترامب» يجتمع بحكام العرب، تبادر إلى ذهني على طول قول «البردوني» في قصيدته الأشهر: أبو تمام وعروبة اليوم:
الحاكمون و(واشنطن) حكومتُهم
واللامعون وما شعُّوا ولا غربوا
لهم شموخ (المُثَنَّى) ظاهرًا ولهم
هوى إلى (بابك الخَرْمي) ينتسبُ
هل تعلمون ما الأسوأ في حكام العرب اليوم..؟
أنك لو أتيت اليوم ووضعتهم موضع المقارنة -مثلًا- مع نظرائهم من ملوك وحكام العرب في مرحلة ما قبل الإسلام، لوجدت أن الكفة تميل بسرعة البرق، وبفارق كبير، لصالح حكام وملوك العرب في الجاهلية..
ذلك أنهم كانوا لا يزالون يحملون من قيم العزة والمروءة والنخوة والحمية والأنفة والإباء والنجدة والأخلاق الكريمة ما يوفر لهم قدرًا كافيًا من احترام..
ذو نواس الحميري مثلا كان مستبدا وظالما وطاغية ومستكبرا في قومه وشعبه، لكنه، وحين تعلق الأمر بذاته ومكانته كملك للعرب، اقتحم بفرسه البحر مؤثرا الموت غرقًا على أن يقع أسيرًا في أيدي الأعداء..
كذلك النعمان بن المنذر أَيْـضًا كان تابعا للفرس، لكنه، وحين تعلق الأمر بكرامته وشرفه، آثر التضحية بملكه وسلطانه، والموت تحت أقدام الفيلة على أن يفرّط بشيء من كرامته وشرفه ومبادئه وقيمه العربية..
أما حكام العرب اليوم، فالحال كما تنظرون وتشاهدون بأعينكم، ولا يحتاج إلى شرح أَو توضيح..
هل تعلمون ما هي مشكلتنا معهم اليوم..؟
أنها لم تعد مقصورة على ابتعادهم كليًّا عن قيم وتعاليم الإسلام الحنيف فقط، أَو على طغيانهم وظلمهم واستبدادهم واستكبارهم، أَو حتى على ارتهانهم وتبعيتهم للأجنبي..
لو كانت كذلك، لكنا دعونا لهم بالهداية والرشد، وانتهى الأمر…
مشكلتنا معهم، بصراحة، تجاوزت ذلك بكثير، لدرجة أننا أصبحنا نشعر وكأننا محكومون من -شوية- عصابات وقطاع طرق وعيال شوارع لا ملوك وحكام..
يكفي فقط أن مؤشر المروءة والرجولة والبطولة لديهم قد استقر أخيرًا على ما دون الصفر درجة مئوية، رافضًا معه كُـلّ محاولات الإنعاش القيمي والإنساني..
فهل بعد هذه مشكلة من مشكلة..؟
وهل بعد هذه المصيبة من مصيبة..؟