أفق نيوز
الخبر بلا حدود

أبين: وفاة أكثر من 30 راكبًا إثر احتراق حافلة جماعية وسط مطالب بتحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين

99

أفق نيوز|

تحولت رحلة عودة من جدة إلى عدن إلى كارثة إنسانية مروعة، بعدما التهمت النيران حافلة نقل جماعي تابعة لشركة “صقر الحجاز” في محافظة أبين، ما أسفر عن وفاة أكثر من ثلاثين راكبًا وإصابة آخرين بجروح خطيرة. الحادثة التي وقعت إثر اصطدام سيارة بالحافلة سرعان ما تحولت إلى مأساة بعد أن تعطّل نظام فتح الأبواب، فاحتُجز الركاب داخلها وسط ألسنة اللهب التي التهمت كل شيء خلال دقائق معدودة.

مصادر محلية أكدت أن الحريق أودى بحياة 34 شخصًا بينهم سائقا الحافلة، فيما نجا 13 راكبًا بأعجوبة بعد أن حطموا النوافذ بأيديهم هربًا من الموت، غير أن معظمهم أصيب بحروق بالغة نُقلوا على إثرها إلى المستشفى الجمهوري في عدن. وروى أحد الناجين تفاصيل صادمة عن تجاهل طاقم الحافلة لرائحة احتراق كانت تفوح منذ انطلاق الرحلة من الرياض، حيث أُبلغ الركاب بأنها رائحة “القماش الخاص بالفرامل”، ليُكتشف لاحقًا أن الخلل كان قاتلًا. وأضاف أن أحد السائقين رفض مواصلة الرحلة بسبب وضع الفرامل السيئ، غير أن الشركة لم تتخذ أي إجراء لإصلاح العطل قبل وقوع الفاجعة.

الحادثة أثارت موجة غضب عارمة في الشارع اليمني ومواقع التواصل، وسط مطالبات واسعة بفتح تحقيق شفاف يحدد الجهات المسؤولة عن الإهمال الجسيم، ومحاسبة المتورطين في التسبب بوفاة العشرات.

وفي صنعاء، عقدت وزارة النقل والأشغال العامة اجتماعًا طارئًا برئاسة نائب الوزير يحيى السياني لمناقشة أسباب الكارثة، وأقرت جملة من الإجراءات الصارمة بحق شركات النقل، منها إلزامها بإجراء فحوص فنية شاملة للحافلات قبل انطلاق أي رحلة قادمة من الخارج، ومنع تشغيل السائقين بالأجر اليومي، وإلزام الشركات بتقديم بيانات السائقين والفحوص قبل السفر بـ24 ساعة على الأقل. كما شدد الاجتماع على إصدار دليل خاص بإجراءات الأمن والسلامة وتوعية الركاب بها قبل كل رحلة.

ويرى مراقبون أن هذا الحادث يعكس واقع الإهمال وانعدام الرقابة في قطاع النقل بالمناطق الخاضعة للتحالف، مؤكدين أن غياب معايير السلامة يحوّل السفر في تلك الطرق إلى مخاطرة يومية يدفع ثمنها الأبرياء.