مجلة أمريكية: لماذا تقوم ألمانيا بـ”العمل القذر” في خطة في غزة..! On نوفمبر 6, 2025
أفق نيوز|
قالت مجلة “كاونتر بانش” الأمريكية إن برلين والعواصم الأوروبية تمارس الدور الألماني الأوروبي المزدوج والمعتاد: المساعدة أولا في التدمير، ثم دفع تكاليف إعادة بناء ما تم تدميره.
ووصفت المجلة الأمريكية الاستقصائية ألمانيا “بأنها ليست طالبا نموذجيا فقط عندما يتعلق الأمر بالتنظيف ، ولكنها تعمل أيضا كحليف مخلص إلى جانب الولايات المتحدة في تمكين إسرائيل من تدمير الأراضي المحتلة ثم إزالة الأدلة”…
التواطؤ الأوروبي
بدا المستشار الألماني فريدريك ميرز (CDU) ضائعا إلى حد ما على هامش عرض السلام في الحفل الذي أقيم في منتجع شرم الشيخ المصري، حيث اجتمع قادة الدول الأوروبية والعربية خلف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ليس فقط ميرز ، ولكن الأوروبيون ككل شعروا بعدم الارتياح بشكل واضح في الأدوار الداعمة الموكلة إليهم وابتسموا من الألم للكاميرات.
تم التوقيع على خطة السلام في غزة من قبل قطر ومصر وتركيا والولايات المتحدة، وليس من قبل الأوروبيين أو الاتحاد الأوروبي.
والحكومة الألمانية تريد أن تلعب دور الكمان الأول على الأقل بين الكمان الثاني في تنفيذ خطة ترامب للسلام، والتي تتضمن سياسة احتلال مكثفة، مع حرمان من حق التصويت والحصار على الدولة الفلسطينية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.
ميرز قال لزملائه: “العمل الشاق سيبدأ غدا فقط”. ويعني “العمل القذر” فيما يتعلق بحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، إعادة إعمار غزة، حيث تخطط الحكومة الألمانية مع مصر لعقد قمة للمانحين.
التقديرات تشير إلى تكلفة حوالي 80 مليار دولار، لكن إمكانية جمع هذه الأموال أمر مشكوك فيه.
الماضي لا يعطي سبب للتفاؤل، فبعد حرب غزة عام 2014، لم يتم الوفاء بالوعود المتعلقة بالمساعدات المالية، ولم تُبنى العديد من المباني حتى بعد القصف في 2021.
فكرة دفع إسرائيل والولايات المتحدة تعويضات ليست مطروحة في الرأي العام الغربي. ألمانيا تساهم بالمال والمساعدات، وأعلنت تقديم 200 مليون يورو كمساعدات طارئة لغزة.
إنه الدور المزدوج الألماني الأوروبي المعتاد: المساعدة أولا في التدمير، ثم دفع تكاليف إعادة بناء ما تم تدميره.
ألمانيا ليست طالبا نموذجيا فقط عندما يتعلق الأمر بالتنظيف، لكنها تعمل أيضا كحليف مخلص إلى جانب الولايات المتحدة في تمكين إسرائيل من تدمير الأراضي المحتلة ثم إزالة الأدلة.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أعلنت في وقت سابق أن الاحتلال الإسرائيلي لغزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، غير قانوني في حكم تاريخي. ودعت المحكمة تل أبيب إلى إنهاء احتلالها، وتفكيك مستوطناتها، ومنح تعويضات كاملة للضحايا الفلسطينيين، وتسهيل عودة اللاجئين.
لكن الحكومة الألمانية أكدت حتى النهاية، على الرغم من جرائم الحرب والدمار الهائل في قطاع غزة والضفة الغربية، على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.
على مستوى الاتحاد الأوروبي، عرقلت ألمانيا مبادرة فرض عقوبات وتنفيذ تعليق جزئي لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
لفهم سبب فشل الحكومة الألمانية على وجه الخصوص، وكذلك معظم دول الاتحاد الأوروبي، فشلا ذريعا في غزة، يجب على المرء أن يدرك أن الأوروبيين ككل لا يلعبون سوى دور خاضع في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
لم يقدم الأوروبيون سوى النقد الخطابي ولكنهم تصرفوا ضمن الإطار الذي وضعته الولايات المتحدة وإسرائيل فدعم ألمانيا لإسرائيل مرتبط بالمصالح الجيوسياسية الأمريكية في المنطقة.
خلال الإبادة الجماعية في غزة، زادت برلين شحنات الأسلحة إلى إسرائيل وامتنعت عن التصويت على قرارات وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة، وعرقلت الاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات على إسرائيل.
أوروبا وألمانيا لم يلعبوا سوى دور خاضع في الصراع، حيث تخضع وظيفة ألمانيا للمصالح الجيوسياسية الأمريكية، المرتبطة بالسيطرة على احتياطيات النفط في الشرق الأوسط ودعم إسرائيل كحاجز ضد القومية العربية وحركات الاستقلال.
في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، يمكن لألمانيا والاتحاد الأوروبي أن يسلكوا مسارا مستقلا لتهدئة الصراع، مثل الاعتراف بجرائم الحرب، تنفيذ أوامر الاعتقال الدولية، وجعل التعاون مستقبلا مشروطا بالقانون الإنساني والدولي.
تم اتخاذ خطوة في هذا الاتجاه مع “إعلان نيويورك” الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 سبتمبر، وصوتت ألمانيا لصالحه، لكنه بقي قرارا رمزيًا دون سلطة تنفيذية.
المبادرة تلاشت بسبب عدم رغبة الأوروبيين والدول العربية في مواجهة الولايات المتحدة، ما سمح لترامب بدفع خطة الاحتلال التي تهيمن عليها المصالح الإسرائيلية.
المصدر: مجلة كاونتر بانش الأمريكية الاستقصائية
نقلا عن موقع متابعات