جمعة رجب محطة إيمانية متجددة لترسيخ هوية الشعب اليمني
أفق نيوز|
يحتفل اليمن هذه الأيام بمناسبة عيد جمعة رجب الأغر، كواحدة من أعظم المناسبات الدينية التي تحمل في طياتها دروسًا خالدة وعبرًا تربوية وروحية للشعب اليمني، وتعكس ارتباط اليمنيين العميق بالإسلام وهويتهم الإيمانية الراسخة الأصيلة، وتعد فرصة لتجديد العهد مع قيم الدين، واستلهام الدروس من مواقف الأجداد اليمنيين الذين أسهموا في نشر الإسلام وتثبيت دعائمه عبر العصور.
ويؤكد علماء اليمن وناشطوه الثقافيون أن إحياء جمعة رجب يمثل تعبيرًا عمليًا عن شكر الله تعالى، ويعزز الثقة بالله، والتمسك بالقيم الإسلامية في مواجهة التحديات المعاصرة، بما في ذلك نصرة المظلومين والدفاع عن الأمة الإسلامية.
وفي حديثهم لقناة المسيرة، صباح اليوم، شدد المستشارون والعلماء والناشطون على أن الاحتفال بهذه المناسبة يعزز روح الانتماء الديني، ويقوي الصلة بين اليمنيين وقيم الإسلام، ويحفزهم على الصمود والدفاع عن الأمة وحماية الحقوق المشروعة للمسلمين في مختلف بقاع العالم.
واستهل مستشار المجلس السياسي الأعلى وعضو رابطة علماء اليمن، الدكتور محمد طاهر أنعم، بالقول إن مناسبة جمعة رجب تمثل محطة هامة للشعب اليمني، فهي تعبير عن الفرح بالانتماء لدين الإسلام، وتعزيز للهوية الإيمانية في نفوس الأجيال.
وأوضح أنعم في حديثه للمسيرة صباح اليوم، أن هذه الاحتفالات تعكس شكر اليمنيين لله على نعمة الإسلام واتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذي جعل الأمة الإسلامية متساوية ومتراصة في قيمها ومبادئها، وحرص على نشر العدل والمحبة والتسامح.
وأشار إلى أن اليمنيين كانوا من أول من اعتنقوا الإسلام، حيث أرسل النبي صلى الله عليه وسلم وفودًا إلى اليمن لنشر الدعوة وتعليم الصلاة والعبادة، كما أرسل بعض الرسل لتعليم القيم الإسلامية والقرآن، وهو ما يعكس عمق الصلة بين اليمنيين والإسلام منذ بدايات الرسالة.
وأكد أن الاحتفال بجمعة رجب فرصة لإحياء القيم الدينية، وتعميق الانتماء لله وللأمة الإسلامية، والعمل على تعزيز التضامن والتعاون في مواجهة أعداء الأمة، خصوصًا في مواقف اليمنيين المشرفة تجاه القضية الفلسطينية ورفض الاستسلام للمؤامرات العالمية.
وشدد الدكتور أنعم على أن الانتماء للإسلام يتعدى أداء الصلوات والالتزام بالطقوس الدينية، إلى كونه التزام عملي يشمل البذل بالنفس والمال في سبيل الله، ومواجهة أعداء الدين، وهو ما جسده اليمنيون على مر التاريخ من خلال مواقفهم البطولية والداعمة للأمة الإسلامية.
واعتبر أن الاحتفال بهذه المناسبة يعيد للأذهان الفرق بين النعم الدنيوية والآخرة، ويؤكد أن أعظم النعم هي نعمة الانتماء للإسلام والارتباط بهذه الأمة العظيمة.
الدروس اليمنية من عيد جمعة رجب
بدوره، أوضح عضو رابطة علماء اليمن، الأستاذ خالد موسى، أن عيد جمعة رجب يمثل محطة وطنية وإيمانية لتعزيز الهوية الإيمانية اليمنية، مستلهمًا من مواقف أجداد اليمنيين الذين ثبتوا على الدين في أصعب الظروف، ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم بالقول والفعل.
وأكد موسى، وفي حديثه لقناة المسيرة، أن الاحتفال بهذه المناسبة يعكس القوة الروحية للشعب اليمني، ويبرز التزامهم بالمبادئ الإسلامية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، خاصة في الدفاع عن الحق ونصرة المظلومين من أبناء الأمة.
وأشار إلى أن الدروس المستفادة من هذه المناسبة تشمل تعزيز التمسك بالقيم الدينية والوفاء بعهود الأجداد، والاقتداء بسلوكهم في الثبات على الدين والعمل الصالح، بما يعكس الصورة الحقيقية للإيمان العملي وليس مجرد الانتماء الظاهري.
ولفت إلى أن الاحتفال بهذه المحطة التاريخية يشجع الأجيال الجديدة على تقوية العلاقة بالله والتمسك بالهوية الإيمانية في كل الظروف، ويبرز قدرة اليمنيين على مواجهة محاولات الطمس والظلم بكل ثبات وصبر.
الهوية الإيمانية وضرورة المواقف العملية
من جانبه، أكد عضو رابطة علماء اليمن الدكتور علي عضابي أن عيد جمعة رجب يعكس أهمية الهوية الإيمانية ويؤكد على دور اليمنيين في ترسيخ قيم الإسلام في المجتمع.
وأوضح أن الاحتفال بهذه المناسبة فرصة لتعميق الارتباط بالدين الإسلامي، وتطبيق مبادئه في الحياة اليومية، خاصة فيما يتعلق بالعدل والمساواة والتضامن مع المظلومين.
وأشار عضابي في حديثه للمسيرة إلى أن التمسك بالهوية الإيمانية يتطلب موقفًا عمليًا واضحًا، لا إعلان الانتماء الظاهري، مشيرًا إلى أن اليمنيين أثبتوا على مدى التاريخ التزامهم العملي بالدين، من خلال مشاركتهم في نصرة الأمة الإسلامية ومواجهة العدوان ضد المسلمين، سواء في فلسطين أو اليمن أو غيرها من المناطق.
واعتبر أن إحياء عيد جمعة رجب يعزز هذه القيم ويذكّر المجتمع اليمني بأهمية العمل الصالح والالتزام بالقيم الإسلامية في مواجهة التحديات.
الفرح يعزز الهوية الدينية
وفي سياق متصل، أكد الناشط الثقافي والخطيب عبد الكريم عاطف أن مناسبة جمعة رجب تمثل فرحة روحية تعكس القيم الإيمانية العميقة للشعب اليمني، موضحًا أن الفرح الذي عايشه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند إسلام أهل اليمن يبرز مدى أهمية الانتماء للدين والتمسك بالقيم الإسلامية، وأن هذا الفرح يجب أن يتحول إلى تعزيز للهوية الدينية والثقافية في المجتمع.
وأشار عاطف في حديثه للمسيرة إلى أن الاحتفال بالمناسبات الإسلامية، مثل جمعة رجب والمولد النبوي وعيد الأضحى، يعزز الانتماء لله وللأمة، ويذكر الناس بالنعم الكبرى التي وهبها الله لهم، خصوصًا نعمة الإيمان والانتماء للأمة الإسلامية.
وأضاف أن هذا الانتماء يترجم إلى موقف عملي في مواجهة الظلم، ودعم المظلومين في كل مكان، وهو ما يميز الشعب اليمني في تاريخه المعاصر، ويؤكد دوره في نصرة الدين والمجتمع الإسلامي.
وشدد على أن اليمنيين، بقيادة حكيمتهم وإيمانهم الراسخ، يجسدون مثالًا حيًا على أن الإيمان الحقيقي هو السلاح الذي لا يُسلب، وأن الاحتفال بالمناسبات الدينية يعزز الصمود والثبات في مواجهة التحديات والضغوط الداخلية والخارجية.
تؤكد الاحتفالات والفعاليات اليومية، وما أكده علماء رابطة علماء اليمن والناشطون الثقافيون، أن عيد جمعة رجب محطة لإعادة تأكيد الهوية الإيمانية وتعزيز الانتماء للدين الإسلامي، ويبرز من خلال هذه الاحتفالات الدور التاريخي لليمنيين في نصرة الإسلام، والاستمرار في دعم المظلومين، وتعزيز القيم الروحية والأخلاقية في المجتمع.
وتجسد هذه المناسبة أهمية الموازنة بين القيم الدينية والواقع المعاصر، وتؤكد أن الانتماء الحقيقي للإسلام يتجلى في العمل الصالح، والثبات على المبادئ، والدفاع عن الأمة في كل زمان ومكان.
ومما أكد عليه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في هذا السياق بقولة: “بإذن الله سنلقى الله يوم القيامة، ونلقى رسوله “صلوات الله عليه وعلى آله” في ساحة المحشر ببياض الوجوه، وبهذا الإيمان على الحوض، حيث يُحْلَؤُ الناس؛ ليتقدم أهل اليمن على ذلك الحوض، ليشربوا منه في يوم الظمأ، بإذن الله سنرد هذا المورد بإيماننا”.