صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تكشف عن رسالة من شارون إلى الملك السعوديّ الراحل “تفاصيل”
166
Share
يمانيون -متابعات
كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر سياسيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب، كشفت النقاب عن رسالة بعث بها رئيس وزراء العدو الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون إلى الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، في نوفمبر من العام 2005.
ووفقا لـ”رأي اليوم”، فقد لفتت الصحيفة في سياق تقريرها إلى أن شارون عبر في الرسالة عن أمله بأن المملكة العربية السعودية، تحت قيادة جلالتكم القوية، ستمارس سلطتها ونفوذها لتشجيع القوى المعتدلة في المنطقة وتعزيز فرص السلام والاستقرار والازدهار، على حدّ تعبير شارون.
رئيس الوزراء الإسرائيلي مدّ يد الصداقة للملك قائلاً له في رسالته:وأمل أن تتاح لي الفرصة للتعاون والعمل معكم شخصياً لدفع هدفنا المشترك للسلام. لكن شارون أصيب بسكتة دماغية بعد ثلاثة أسابيع من إرسال عرضه للملك السعودي.
وجاءت الرسالة بعد نحو ثلاثة أشهر على الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وهو ماعبر عنه شارون في رسالته بقوله: إننا نعتقد أن فك الارتباط مؤخراً من قطاع غزة وشمال الضفة قدم فرصة جديدة وتاريخية للمضي قدماً في عملية السلام، مضيفاً: كانت هذه فترة حساسة وحرجة في المنطقة، ونحن نكافح للحفاظ على الزخم الذي أوجده فك الارتباط، كما جاء في الرسالة التي تُنشر لأول مرّة. تلك الرسالة وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، نقلها شخص يهودي مولود في العراق ويعيش في الخارج يدعى موشيه بيريتز وتربطه علاقة مقرّبة بصهر الملك عبد الله.
يشار إلى أنّ صحيفة “جيروزاليم بوست” وضعت الرسالة في إطار الحديث الدائر حالياً في القدس حول التقاء مصالح فريدة من نوعها بين إسرائيل والسعودية.
وذكّرت الصحيفة أيضًا بأن الرسالة كتبت بعد ثلاث سنوات من اطلاق السعودية لمبادرة السلام العربية عام 2002، وهي تضع حدّاً لشائعة أن شارون لم يردّ على الخطة السعودية، كما قالت المصادر الإسرائيليّة للصحيفة.
من جهته وصف السفير الإسرائيلي السابق في مصر إسحق ليڤانون الرسالة بأنها وثيقة تاريخية هامة ودليل على أن إسرائيل عملت وراء الكواليس لتحريك عملية السلام إلى الأمام.
وتؤكد أيضاً أن هناك علاقات مع السعوديين، كما نقلت عنه الصحيفة.
وفي سياق الموضوع ذاته وتحت عنوان ‘عدو عدوي هو صديقي’، نشر مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، دراسة جديدة عن العلاقات السريّة بين إسرائيل والمملكة العربيّة السعودية، جاء فيها أنّه على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسيّة عادية بين الدولتين، إلا أنّ المصالح المشتركة بينهما، المتمثلة في منع إيران من الوصول إلى القنبلة النوويّة ومنع الجمهورية الإسلاميّة من التحوّل لدولة عظمى في المنطقة، قد أدّت في الآونة الأخيرة إلى تقارب كبير بين الرياض وتل أبيب.
وعلى الرغم من أنّ السعودية تشترط التقدّم في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين لتحسين علاقاتها مع الدولة العبريّة، فإنّ هناك بوناً شاسعًا بين وجود علاقات دبلوماسيّة كاملة وبين القطيعة التامّة بين الدولتين، الأمر الذي يمنحهما الفرصة للعمل سويةً بعيدًا عن الأنظار، كما قالت الدراسة. وبحسب رأي الدراسة فإنّ المبادرة السعودية، التي تحوّلت إلى مبادرة عربيّة، كان هدفها الأساسيّ تحسين صورة المملكة بعد أحداث سبتمبر 2001، ورفضت السعودية جميع المحاولات الأمريكيّة للتقرّب من إسرائيل، كما فعلت في حينه كلّ من قطر وسلطنة عمان، كما أعلنت المملكة في مناسبات عديدة عن أنّها لن تقوم بأيّ خطوة إيجابيّة نحو إسرائيل بعد المبادرة العربيّة، إلا إذا حدث الاختراق في المفاوضات بين تل أبيب ورام الله.
ولكنّ الدراسة لفتت إلى أنّ الإطلاع على وثائق (ويكيليكس) تؤكّد لكلّ من في رأسه عينان على أنّه جرى حوار سريّ ومتواصل بين الرياض وتل أبيب في القضية الإيرانيّة. بالإضافة إلى ذلك، قالت الدراسة، إنّ الوثائق أثبتت أنّ العديد من الشركات الإسرائيليّة تقوم بمساعدة الدول الخليجيّة في الاستشارة الأمنيّة، وفي تدريب القوات الخاصّة وتزويدها بمنظومات تكنولوجيّة متقدّمة، علاوة على لقاءات سريّة ومستمرة بين مسؤولين كبار من الطرفين.
كما تبينّ الدراسة، أنّ إسرائيل قامت بتليين سياسة تصدير الأسلحة إلى دول الخليج، بالإضافة إلى تخفيف معارضتها لتزويد واشنطن بالسلاح لدول الخليج، وذلك في رسالة واضحة لهذه الدول أنّه بالإمكان التعاون عوضًا عن التهديد، كما أنّ إسرائيل تتمتّع بحريّة في بيع منتجاتها في دول الخليج، شريطة أنْ لا يُكتب عليها أنّها صُنّعت في الدولة العبريّة.
وأشارت الدراسة أيضًا أنّ السعودية والدول الخليجيّة تعرف مدى قوة إسرائيل في أمريكا ومدى تأثيرها على قرارات الكونغرس، وبالتالي فإنّ هذه الدول ترى أنّه من واجبها الحفاظ على علاقات معينّة مع تل أبيب، ولكن العلاقات الطبيعيّة لم تصل حتى الآن إلى موعدها، ذلك أنّه وبدون إحداث اختراق في العملية السلميّة مع الفلسطينيين، لا يُمكن التقدّم أكثر في العلاقات.
وأوضحت الدراسة أنّه لا يُمكن من اليوم التنبؤ فيما إذا حدث اختراق في العملية السلميّة، وهل هذا الأمر سيقود إلى ربيع سياسيّ بين إسرائيل والسعودية، وباقي دول الخليج، لافتةً إلى أنّ السعودية اشترطت تنفيذ طلبات الغرب بإجـراء الإصلاحات وتحسين العلاقة مع إسرائيل ولعب دور إيجـابيّ في المنطقـة بالتقـدّم على المسار الفلسطينيّ.