أفق نيوز
الخبر بلا حدود

لقرداحي: أنت المنتصر وهم المهزومين

119

أفق نيوز – بقلم – أحمد الزبيري
جورج قرداحي الإعلامي المثقف اللامع الذي صنع أسماً لبعض القنوات التافهة والمفلسة قيمياً وإنسانياً وحتى سياسياً فكان قيمتها الوحيدة أن جورج قرداحي عمل بها وحتى البرامج الترفيهية التي كانت تقدمها هذه القنوات بانحطاطها المعهود أعطاها جورج معنى فكان هو القيمة الوحيدة فيها.
الأهم في شخصية هذا الإعلامي العربي اللبناني الإنسان أنه صاحب موقف لم يكن يتوقعه أحد ولم يفرضه عليه أحد ولم يبالي بالمصالح والامتيازات التي كان يحصل عليها من تلك القنوات لأنه يدرك أن الإنسان موقف وملايين الدنيا لا يمكن بها أن يشتري إنسانيته .

هكذا كان موقفه من المؤامرة والعدوان الكوني على سوريا الشقيقة بمثابة إعلان عمن يكون جورج قرداحي .

بعض الإعلاميين الخليجيين المبتذلين وكعادتهم يمنون على جورج أنه عمل في قنواتهم واشتهر وكسب الملايين وهذا الكلام ليس صحيحاً بالمطلق فقرداحي هو أعطى هذه القنوات قيمة بعد أن كانت قنوات تافهة ومن أعطى برامجها الترفيهة المبتذلة قيمة ثقافية ومعرفية .

لم أكن أحب أن أشاهد هذه القناة وبرامجها ولم تكن تعجبني برامج المسابقات المفرغة من أي مضمون تنافسي معرفي وثقافي ولكن برنامج من سيربح المليون جذبني إليه ومن خلال متابعتي عرفت أن شخصية مقدم البرنامج غير اعتيادية وجادة وفي نفس الوقت هناك جانب من الترفيه الإيجابي المفيد إلى حد أنه كان لدي رغبة قوية في المشاركة ولكن بحكم طبيعتي لم يكن لدي ميول قوية تجاه تلك البرامج ولكن ضل هذا الإعلامي من وجة نظري أكبر من أي قناة ومن أي برنامج يقدمه .

جاءت الحرب على سوريا واندهشت صرحةً لموقف هذا الإعلامي خاصة وأن عملهم كان له علاقة بالمال فهناك الكثير ممن يتاجرون بأي شيء بحثاً عن المال غير مباليين بالصورة التي تكونت والتي عموماً كانت صورة زائفة وهنا على سيبل المثال لا الحصر الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان الذي على ما يبدو أنه ليس أكثر من شخصية انتهازية لا علاقة لها لا بالمبادئ ولا القيم ..وقف ضد شعبه ووطنه في لحظة كان يمكن أن يضيف قيمة ومكانة أكثر بما لا يقاس إلا أنه كشف عن ماهيته الحقيقية وتصدر مؤتمر شرعنة الحرب في الرياض على وطنه مقابل المال في حين أن جورج قرداحي قايض المال بإنسانيته فكان صاحب موقف فإين ياسين سعيد نعمان من قرداحي.

لا ندري أن كانت قناة الجزيرة كما هي طبيعتها مارست عملية الاستدراج في أسئلتها لجورج قرداحي عن موقفه من الحرب العدوانية على الشعب اليمني وهي تضمر الانتقام لموقفه من العدوان على سوريا الذي كان للجزيرة ودولة قطر الموقف العدائي الإشراس في إطار المشروع الأمريكي الصهيوني الأوروبي لتدمير هذا البلد ودولته وإبادة وتشريد شعبه ومازالت تحافظ على هذا الموقف حتى اليوم لهذا كانت إسئلتها حتى تبعد شبهة حقيقة ما تريد عن اليمن والعدوان الإجرامي البشع والحاقد عليه .

من الطبيعي أن يكون رد قرداحي أن هذه الحرب عدوانية وعبثية ينبغي وقفها وواضح في كلامه أنه كان ينطلق من قناعته الشخصية ومن موقف عروبي حريص فيه على السعودية والإمارات مثلما هو حريص على اليمن إلا أن محميات أمريكا وإسرائيل وبريطانيا لا تفهم هذا المنطق..

حديثه كان قبل أسابيع من توليه منصب وزير الإعلام في الحكومة اللبنانية التي ولدت بعملية قيصرية فتخرج الجزيرة ما قاله قبل أكثر من شهر من توليه منصب وزير الإعلام لتعطي الذريعة لنظام بني سعود في مواصلة استهداف لبنان مع أن ما قاله لم يكن يستحق كل هذ التشنج وطرد سفراء لبنان من دول الخليج التي أصبحت عبرية أكثر من ماهي عربية .

الخلاصة نقول للأستاذ الإعلامي الكبير جورج قرداحي موقفك صحيحاً ونبيلاً وعظيماً والأعظم منه أنك لم تتراجع عنه وهذا سيحسب لك عند الله وسيسجله التاريخ بأحرف من نور وسيذهب حكام الخليج وأبواقهم وأعلامهم إلى الجحيم وسيلعنهم الله والتاريخ وشعوب هذه الأمة .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com