أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ابن سلمان وحقيقة “تمرده” على أمريكا

264

أفق نيوز../

 

محاولات اظهار ولي العهد السعودي بمظهر “المتمرد”على أمريكا، التي كانت ومازالت الحامي الأكبر لنظام آل سعود، والذي يعود الفضل لها في ديمومته وبقائه، وهذه الحقيقة أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يعتبر من أكبر المدافعين عن ابن سلمان، عندما قال جهارا نهارا، انه لولا أمريكا لما بقي آل سعود في الحكم لاسبوعين، يبدو ان الغرض منها تسويق ابن سلمان، أمريكيا!، كوريث قوي لأبيه الملك سلمان.

 

وسائل إعلام أمريكية وسعودية تحدثت عن رفض ابن سلمان الحديث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن حول زيادة انتاج النفط للتعويض عن النفط الروسي، وان ابن سلمان أخذ يقترب من روسيا والصين، بل ان سائل اعلام أمريكية تحدثت عن محاولات أمريكية تُبذل من أجل استبدال، محمد بن سلمان بشقيقه خالد بن سلمان، لمجرد ان أمريكا غاضبة عليه لقتله الصحفي جمال خاشقجي، ولشنه الحرب على اليمن!.

 

العامل المهم الذي يحدد طبيعة العلاقة بين أمريكا وبين دول العالم وبالأخص مع دول منطقة الشرق الأوسط، هو علاقة هذه الدول بـ”إسرائيل”، فاذا كانت هذه العلاقة جيدة، فان أمريكا تقيم أفضل العلاقات مع هذه الدول حتى لو كانت تحكمها اكثر الانظمة قبلية ورجعية واستبدادا في العالم، واذا كانت هذه الدول ترفض “اسرائيل” وترفض التطبيع معها، فانها ستكون هدفا لامريكا، حتى لو كانت تحكمها اكثر الانظمة ديمقراطية، فالمهم لامريكا هو مصلحة “اسرائيل”، وعدا ذلك، مثل الديمقراطية والانتخابات وحقوق الانسان وحرية التعبير، فهي قضايا لا قيمة لها عند امريكا.

 

ابن سلمان يعرف هذا الامر جيدا، لذلك كان عراب التطبيع بين الامارات والبحرين وحتى السودان وبين “اسرائيل”، بل باتت السعودية في عهده تقيم علاقات اكثر من تطبيعية مع “اسرائيل”، ولكن من وراء الكواليس، ويشهد على ذلك التنسيق الامني والعسكري العالي بين الجانبين، والمناورات العسكرية التي يشارك فيها الجانبان، وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين فيهما، والطائرات الاسرائيلية، المدنية والعسكرية، التي تجوب الاجواء السعودية في كل أمان وطمأنية.

 

ان ابن سلمان وبسبب تهوره ونزقه وحبه للسلطة، ارتكب العديد من الاخطاء، والتي أضرت بنظام آل سعود، وباتت تشكل تهديدا لهذا النظام، وبمصالح امريكا في المنطقة، وزادت جريمة خاشقجي من تراجع شعبيته في داخل وخارج السعودية، لذا كان لابد من “تطهيره” عبر اظهاره بمظهر من يقف في وجه أمريكا، وهذا المظهر كاف لغسل ذنوبه أمام الرأي العام السعودي والعربي بل وحتى الاسلامي، وهذا “التطهير” هو مقدمة لشرعنة محاولاته في الوصول الى العرش وحكم السعودية على مدى 50 عاما القادمة.

 

ليس هناك من لا يعرف ان الحرب على اليمن لم تكن قرار ابن سلمان وحده، بل هو قرار امريكي “اسرائيلي”، كما ان فكرة استبداله بشقيقه سخيفة، لانها لا تتفق مع الواقع، اما غضب امريكا على السعودية، وتمرد ابن سلمان عليها، من اجل مقتل مواطن سعودي على يد النظام، فهي قول أسخف من القول السابق، فلا السعودية يمكنها ان تستغني عن امريكا، ولا امريكا ستقف في وجه رجل يضع مفاتيح خزائن بلاده بيدها، ويجند كل امكانيات السعودية لدس “اسرائيل” في النظام الاقليمي ككيان طبيعي يمكن حتى ان يكون حليفا للسعودية.

 

من الواضح ان كل هذه الاخبار والتسريبات، هدفها إعادة الاعتبار الى شخصية ابن سلمان التي تأثرت كثيرا بسبب تسرعه في الوصول الى الحكم، وتصفية منافسيه، وبسب تعجله ايضا في الاقتراب والتطبيع مع “اسرائيل” بالشكل الذي أظهرته بمظهر الضعيف والمتملق، وتسويقه على انه زعيم سعودي شاب “متمرد” حتى على أمريكا، كما يتم الان تسويق الإمارات، بعد سلسلة طويلة وعريضة من الفضائح التطبيعية، من خلال تضخيم رفض مشاركتها في الاستعراض الجوي في “اسرائيل” بمناسبة إحتفالات الكيان الصهيوني بـ”انتصاره على الفلسطينيين”، وإحتلال الأرض الفلسطينية وتشريد الفلسطينيين!!.

 

* المصدر :قناة العالم الإخبارية

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com