أفق نيوز
الخبر بلا حدود

“كاونتر بانش”: نفاق الولايات المتحدة لا يعرف حدوداً

269

أفق نيوز../

نشر موقع “كاونتر بانش” مقالاً للكاتب داف ليندورف، تحت عنوان “نفاق الولايات المتحدة لا يعرف حدوداً”، يتحدث فيه عن الانتهاكات الأميركية في العديد من الدول حول العالم.

 

وفيما يلي نص المقال المنقول إلى العربية:

إن إدانة الرئيس بايدن لروسيا في الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، بزعم أنها انتهكت ميثاق الأمم المتحدة من خلال غزو أوكرانيا، التي لم تشكل  أي تهديد لجارتها الأكبر، نفاق ملحمي من زعيم بلد غزا العراق ودمره بناءً على ادعاء احتيالي موصوف بإمتلاك أسلحة دمار شامل.

بموجب ميثاق الأمم المتحدة، من غير القانوني أن تغزو أي دولة أراضي دولة أخرىن أو أن تهدد بغزوها، ما لم يقرها مجلس الأمن في الأمم المتحدة.

وهذ معاهدة رسمية موقعة من قبل كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وروسيا التي خلفته. بهذا المعنى حرب أوكرانيا غير قانونية وجريمة ضد السلام بموجب الميثاق الأممي، ولكن الولايات المتحدة، من بين جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، هي الدولة الأخيرة التي تلتزم بهذا الميثاق عمليا، وبايدن آخر زعيم عالمي يحق له إطلاق مزاعم الاتهامات وهو يواجه معظمها.

وما هوعدد الدول التي غزتها الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، فقط منذ الحرب العالمية الثانية؟ هل يجب أن نبدأ بتعداد الغزوات الأحدث ونعود إلى الوراء؟ فهناك الكثير:

الآن، اليمن، حيث أرسلت الولايات المتحدة قوات خاصة وطائرات مقاتلة أميركية بما في ذلك قاذفات وطائرات بدون طيار مسلحة بصواريخ “هيلفاير”، إضافة الى الأسلحة المحرمة التي أستخدمتها السعودية ومنها الألغام  المضادة للأفراد.

في سوريا، تقاتل الولايات المتحدة قوات الجيش السوري، الإسلامية لثلاث إدارات رئاسية على التوالي بما في ذلك إدارة بايدن.

كذلك في أفغانستان،آلتي غزتها الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، مدعية أنها  تلاحق تنظيم “القاعدة”، التي قيل إنها مسؤولة عن هجمات 11أيلول/ سبتمبر، لكنها حولت ذلك إلى حرب دامت عقدين من الفوضى ضد حكومة طالبان الأصلية في البلاد، وضد شعب أفغانستان الطيب، والذي  لم يهدد أو يهاجم أي منهم الولايات المتحدة.

العراق، غزته الولايات المتحدة لمرتين في عامي 1990 و 2003، مما تسبب في نزوح أربعة ملايين شخص وقتل بتقديرات مختلفة من 100000 إلى مليون شخص، معظمهم من المدنيين، وقلة من المقاومين الساعين إلى تحرير بلادهم من المهاجم والمحتل الأميركي.

في ليبيا، تجاوزت الولايات المتحدة  أذن الأمم المتحدة بإنشاء منطقة حظر طيران للإطاحة بحكومة البلاد، وخلفت ورائها دولة مدمرة لم تسترد عافيتها. وفي النيجر، تشن الولايات المتحدة حربا سرية منذ سنوات ضد القوات الحكومية في ذلك البلد.

وليس من المرجح أن تكون هايتي، آخر البلدان التي تختطف فيه الولايات المتحدة، الرئيس المنتخب جان برتران أريستيد، ونفته إلى جنوب إفريقيا، ثم احتلت البلاد.

وبالطبع لا يغفل عن الغزو الأميركي لفيتنام  في عام 1965، والهجمات الجوية الضارية بوساعتها في تلك الحرب، التي شارك فيها أكثر من 500000 جندي، ثم تمددت لاحقاً لتشمل توغلات القوات الخاصة في لاوس وكمبوديا المجاورتين.

ولا يغيب عن الذكر الحروب والغزوات الأمريكية، في خليج الخنازير الكوبي عام 1961، على أمل خلق انتفاضة ضد حكومة كاسترو.

النقطة المهمة هي أن الولايات المتحدة، المنتهك الرئيسي  لميثاق الأمم المتحدة، ناهيك عن أنها الجاني الرئيسي لجرائم الحرب الجماعية ضد السكان المدنيين خلال فترات متلاحقة وفي مواقع مختلفة،  وهي ليست في وضع يسمح لها بانتقاد الاتحاد الروسي، حتى لو كان غزوها لأوكرانيا غير قانوني بموجب الميثاق.

كما لا يمكن إنكار أن الولايات المتحدة، نظمتالانقلاب في أوكرانيا، ودعمت بشكل مباشر الإطاحة بالحكومة المنتخبة، وانتقت حكومة بديلة معينة وغير منتخبة ومعادية لروسيا في عام 2014، والتي بدأت بتهديد روسيا واثارت التفرقة العرقية  في شرق أوكرانيا. كما أنه لا يمكن إنكار أن الولايات المتحدة كانت تأمل منذ فترة طويلة في سحب أوكرانيا من روسيا وإدخالها في حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي سيسمح لها بوضع قواعد عسكرية وطائرات وصواريخ أمريكية هناك، على بعد دقائق فقط من العاصمة الروسية ومعقلها الصناعي.

الفرق بين التهديد الذي تشكله تصرفات الولايات المتحدة في أوكرانيا خاصة منذ عام 2014 وما تعتبره الولايات المتحدة “تهديدات” في أي من حروبها المذكورة أعلاه كبير بشكل لا يصدق.

على بايدن، كونه رئيس دولة أهدرت تريليونات الدولارات على حروب غير مبررة وغير قانونية و أودت بحياة الملايين من الناس الابرياء، أن تبدأ العمل من أجل إنهاء هذا الصراع في اوكرانيا، بدءًا بوقف إطلاق النار وإطلاق المفاوضات للوصول إلى نهاية مقبولة للطرفين لوقف إراقة الدماء.

قبل أن تطلق الولايات المتحدة النعوت الإجرامية على الأخرين، وهي تحتل مركز الصدارة في لائحة الدول المجرمة البائسة، كما قال مارتن لوثر كينغ جونيور في كنيسة ريفرسايد في عام 1967،أثناء الغزو الأميركي لفيتنام، وهي أكثر صحة اليوم بعد نصف قرن آخر من الحروب الأميركية المشينة.

* المصدر: الميادين نت

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com