أفق نيوز
الخبر بلا حدود

عام جديد ولا نملك إلا أن نتفاءل

198

أفق نيوز – بقلم – أحمد الزبيري

غادرنا عام 2022، كانت أيامه وأشهره مثقلةً بالأزمات والحروب والصراعات والأمراض والمجاعات، وحل علينا العام 2023 كاستمرارية له ولكن ربما يحمل في طياته كوارث ومآسي إنسانية مع القليل من التفاؤل والأمل بانفراجات حتى الآن لا تعطينا المؤشرات تأكيد لهذا التفاؤل المحدود.

يمنياً، عبث تحالف العدوان مستمر وهو يلعب على الوقت لتحقيق مشروع مخططه في السيطرة على مناطق الثروات وموقع اليمن الاستراتيجي وما تبقى سيستمر في ترك رسم تفاصيل تموضعه للمشاريع التقسيمية من خلال المزيد من التناحر بين أدواته ومرتزقته لاسيما في المحافظات المحتلة.

ما يُريدهُ هذا التحالف لليمن وفي اليمن بات واضحاً حتى لأدواته من الخونة والعملاء، والذين جزءاً منهم تورطوا ولا يستطيعون الخروج من المربع الذي رسمه لهم الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي وأدواته الإقليمية وعلى رأسها النظامين السعودي والإماراتي، والبعض الآخر كان من البداية مستعد أن ينفذ ما يؤمر به وقد أعلنوا ذلك من بداية العدوان عام 2015 وهم لا يخجلون مما يقومون به وأحياناً يتجاوزون أصحاب المشروع الحقيقي، وكلاهما قد باع نفسه للشيطان وأُغلقت عليه خطوط العودة ويمنون أنفسهم بالوهم.

الضربات المسددة في شهور النصف الأول من العام المنصرم لأهداف حيوية استراتيجية حساسة قد أجبرت العدو السعودي والإماراتي على البحث عن حيلة تجمد الوضع لتثبيت ما يعتقد أنها الحد الأدنى من ما كان يريده في مشروع شن هذه الحرب العدوانية الهمجية القذرة والشاملة، فكانت ما سمي بالهدنة التي جرى تمديدها لمرتين من قبل القوى الوطنية اليمنية المواجهة لهذا العدوان دفاعاً عن سيادة ووحدة واستقلال اليمن، تحت ضغوطات ووساطات لعل وعسى ينفذ هذا التحالف الباغي بنودها الواضحة والتي جميعها ذات طابع إنساني.

بالنسبة لمطار صنعاء وميناء الحديدة فلم تكن الرحلات ودخول السفن إلا من باب تصبير صنعاء وذر الرماد في عيون الرأي العام الدولي ولكن حبل الكذب قصير واللعب على الوقت سوف يرتد على المعتدين.

نحن في العام الميلادي الجديد نراهن على الله وعلى إيماننا وإرادتنا وعلى تهيئاته وتسخيراته التي تمكن المظلومين والمستضعفين من الانتصار على القوى الشيطانية التي تريد أن تهيمن على اليمن والمنطقة والعالم.

بالنسبة للمنطقة، هناك ملامح إما لتهدئات وحلول لبعض القضايا أو الذهاب إلى حرب شاملة وليس هناك من توقعات واضحة بين الاتجاهين خاصةً وأن كيان العدو يزداد توحشاً على الشعب الفلسطيني ولبنان لم يتضح بعد أنه يخرج من أزماته الاجتماعية الاقتصادية والسياسية، بعض التفاؤل في سوريا بعد لقاءات موسكو الأمنية والعسكرية والتصريحات الايجابية من تركيا الذي كانت تهدد باجتياح للأراضي السورية لمسافة ثلاثين كيلوا على طول الحدود تحت ذريعة مكافحة إرهاب الأكراد، أما العراق فيأتي العام وقد شكل حكومة جديدة ولكن إلى أين ستمضي الأمور خاصة وأن النفوذ الأمريكي مازال قوياً وقادراً على اللعب في ساحة هذا البلد المقهور منذ عقود.

أما الوضع العالمي فمرهون بتعقل الأمريكي وإدراكه أن هيمنته لم تعد مقبولة لا من الكبار ولا الصغار وتطويل حرب حلفها الأطلسي في أوكرانيا سوف يضخم النتائج خاصة وأن حالة التبعية لأوروبا العجوز قد تنقلب إلى ضد تحت ضغط الأزمات المعيشية والاقتصادية بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم، وفي هذا الاتجاه سيكون العام الجديد حاسماً، كذلك على أمريكا أن تدرك أن الصين قوة اقتصادية دولية لا يمكن ايقافها واللعب بورقة تايوان وتحالفات أمريكا في آسيا لم تجدي نفعاً بقدر ما سيكون لها تأثيرات عالمية كما كان الحال مع الأزمة الأوكرانية، وعلى أمريكا أن تعيد قراءة المشهد العالمي وتستوعب تراجعها وكيفية الحفاظ على بقايا كأحدى الدول الكبرى، وهذا يتطلب منها أن تلتفت للانقسام الداخلي الأفقي والعمودي، وإصرارها على مشاريعها في العالم سوف يسرع من هذا الانقسام وستكون النتائج بحجم مشاريعها المدمرة.

في الأول والأخير ندعو الله أن يكون هذا العام، عام نصر للمستضعفين والمظلومين وعام خير وتفاؤل وأمل للبشرية خاصة وأن جنون الهيمنة الأمريكية الغربية يمكن أن يؤدي إلى القيامة النووية، وفي كل الأحوال لا نملك إلا أن نتفاءل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com