استطلاع.. محاولة واشنطن توريط العملاء لن يوقف إسناد غزة
553
Share
الخبير في الشؤون العسكرية غراب… أي تحرك جديد يخدم الصهاينة فاليمن على أهبة الاستعداد لتلقين الأعداء الجدد دروساً قاسية ومؤلمة
الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية المعمري: اليمن يتملك العديد من الأوراق الكفيلة بإلحاق العدو خسائر جسيمة.
أفق نيوز – محمد المطري
بعد تلقيها هزيمة مدوية كبرى على أيدي القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتوريط النظامين الإماراتي والسعودي للدخول معها في عدوان جديد على اليمن عبر أدواتهما المرتزقة وذلك في مؤشر خطير ينسف خطوات خارطة السلام التي تم العمل عليها منذ إعلان الهدنة وحتى الآن. الأمر الذي يجعل المنطقة بكلها على صفيح ساخن، كلفته كبيرة على كل من يفكر في دخول المستنقع اليمني.
تعتقد الولايات المتحدة أن احتلال السعودي والإماراتي لعدد من محافظات اليمن الجنوبية سيسهم في تحقيق أهدافها التي عجزت عن تحقيقها عبر تحالفها الدولي المسمى “حارس الإزدهار” وكذا التحالف الأوروبي “أسبيدس” والتمثل في كسر الحصار اليمني المفروض على الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والبحر الأبيض المتوسط وكذا المحيط الهندي.
مؤخرا شهدت المحافظات المحتلة تحشيداً عسكرياً لمجاميع المرتزقة، إضافة إلى قيام النظام السعودي بفتح المعسكرات لتدريب المرتزقة على أيدي أمريكيين. إضافة للضخ الإعلامي الهائل عبر منابره الإعلامية ووصف العمليات اليمنية المساندة لغزة بأنها تهدد الملاحة الدولية، بالرغم من التأكيدات المستمرة، بأن القوات المسلحة لا تستهدف سوى السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي وقد أثبتت المعارك السابقة الدقة المتناهية في انتقاء تلك السفن بالرغم من المحاولات الكبيرة للتمويه عليها.
تحركات كبيرة تجري على قدم وساق، لمحاولة شرعنة العدوان على اليمن، يتبناها الأمريكي كجزء من مهمته في حماية الكيان الصهيوني.
في المقابل ، صعّد اليمن من موقفه المبدئي والإيماني، غير مكترث بأي تهديدات غربية. مؤكدا الاستمرار في العمليات العسكرية المساندة لغزة ولبنان، بل والعمل على تكثيفها وزخمها النارين مع جهوزية كاملة للمواجهة أي تصعيد مهما كان حجمه.
مساع أمريكية لفصل جبهات الإسناد لغزة
وتأتي المساعي الأمريكية في الدفع بالنظامين الإماراتي والسعودي لتبني عدوان جديد على اليمن، بعد العجز الأمريكي والغربي في تحييد قدرات الجيش اليمني الذي ألحق هزيمة غير مسبوقة بأساطيل الأعداء، وسفنهم الحربية، وفرض حصاراً بحرياً خانقاً على الكيان الصهيوني المؤقت، وفق ما يؤكده الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية كامل المعمري.
ويقول المعمري في تصريح خاص لموقع أنصار الله ” بعد أن رفضت دول أوروبية المشاركة في التحالف الأمريكي البريطاني لجأت أمريكا إلى الضغط على حلفائها العرب مثل السعودية والإمارات خصوصاً أن هناك قوات في مناطق مختلفة باليمن تتبع في ولائها للسعودية والإمارات، وبالتالي ومن وجهة نظر أمريكية فإن تحريك هذه القوات على الأرض لمواجهة صنعاء من شأنه أن يشكل عامل ضغط كبير يجعل الجيش اليمني ينشغل عن مناصرته ومساندته لغزة، وبالتالي تصبح عمليات صنعاء في البحر الأحمر والعربي شبه معدومة”.
ويضيف” معروف أن هدف الأمريكي الرئيسي أولاً هو عزل أو فصل جبهات الإسناد عن غزة، ثانياً، أن البحرية الأمريكية لم تتعرض طوال عقود لأي هزيمة، وبالتالي تحاول أمريكا استعادة ولو القليل من هيبة قواتها البحرية”، مردفا “خصوصا أنها تعاملت بحذر مع القرار العسكري اليمني الذي أكد أنه سيستهدف أي قطعة عسكرية بحرية أمريكية أو بريطانية وهذا يعني أن هيمنتها البحرية أصبحت في خبر كان وأصبح القرار في البحر الأحمر والعربي يمنياً بامتياز”.
وفي حالة استجابت الإمارات والسعودية للمطالب الأمريكية، وسعت لتحريك الجبهة الداخلية، يوضح الصحفي المعمري أن تنفيذ ذلك، حماقة كبرى، ستجلب عليهما مخاطر كبرى وعديدة.
ويؤكد أن اليمن لديها الكثير من الأوراق، أولها استهداف الموانئ النفطية لهذه الدول، وكل السفن التي تذهب إليها، وبالتالي عزل هذه الدول عن العالم بحريا، ثانياً إلحاق الضرر بالبنية التحتية في الدولتين خصوصا المشاريع الاستثمارية.
ويختتم الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية المعمري بالقول” السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي كان جاداً عندما حذر هذه الدول من مغبة تحريك أدواتها استجابة للرغبة الأمريكية، لأن ذلك سيكون اصطفافاً مباشراً وصريحاً إلى جانب “إسرائيل” وأمريكا، وبالتالي فإن اقتصاد هذه الدولتين سيكون تحت رحمة الصواريخ والمسيرات اليمنية.
تحضيرات عدوانية شاملة على اليمن
في هذا الجانب، يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية اللواء خالد غراب، أن فشل التحالف الغربي بقيادة أمريكا وبريطانيا المسمى “حارس الإزدهار” وكذا تحالف “أسبيدس” الأوروبي الذي قدم بحملة بحرية كبرى من حاملات الطائرات والبارجات الحربية والفرقاطات والمدمر ات إلى بحارنا الإقليمية، سعياً لوقف العمليات اليمنية العسكرية المساندة لغزة، جعل الولايات المتحدة الأمريكية تقف موقف العاجز والفاشل وبالتالي سقوط هيبتها أمام العالم.
ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله أن الموقف اليمني الشجاع والمواجهة الشرسة مع التحالف الدولي لثمانية أشهر أدى في نهاية المطاف إلى هزيمة التحالف الغربي بقيادة أمريكا وبريطانيا، هزيمة مدوية، لا مثيل لها، مؤكدا أن اليمن أسقط الهيبة الأمريكية في المنطقة وأسقط هيبة ترسانتها الحربية، من حاملات الطائرات التي كانت تستعرض بها أمريكا أمام الدول.
ويحكي غراب أن الأمريكي والأوربي والبريطاني بعد هروبهم المخزي والمهين لجؤوا إلى الدفع بحلفائهم النظامين السعودي والإماراتي لمعاودة عدوانهم على اليمن، وذلك في محاولة أمريكية لإرغام اليمنيين على وقف عملياتهم العسكرية المساندة لغزة.
ويبين غراب أنه وبالرغم من أن اليمن يشهد مرحلة خفض التصعيد من المواجهة مع تحالف العدوان بقيادة السعودية والذي استمر لتعسة أعوام، إلا أنه في الآونة الأخيرة شهد ملامح المساعي الأمريكية لعودة المعارك من جديد ، وذلك من خلال القيام ببعض الأعمال العدائية والتي تمثلت في التجنيد والتحشيد واستهداف بعض المواقع العسكرية وكذا التدريب للكثير من القوات التابعة للمرتزقة في الأراضي السعودية وفي الأراضي اليمنية الخاضعة للاحتلال.
ويشير غراب إلى أن القوات المسلحة اليمنية ومن ورائها كافة الشعب اليمني تحمل تلك التحركات على محمل الجد، وستتعامل بكل جدية وصرامة ضد أي تحرك عدواني، سواء ساهمت تلك الدول في تقديم بعض المساعدات المالية للمرتزقة المحليين أو ساندتهم بالسلاح والغارات الجوية، فكلاهما عدوان صارخ يأتي في سياق التولي العلني لليهود والأمريكان .
ويذكر غراب أن المؤشرات توحي بأن هناك تحضير كبير لعدوان واسع على اليمن، عدوان يتجاوز الدعم المالي للمرتزقة، وإنماء عدوان دولي شامل وواسع النطاق، ومع ذلك يؤكد اليمنيون من خلال خروجهم الشعبي الكبير في الساحات أسبوعيا ومن خلال أنشطة التعبئة العامة والمناورات العسكرية المتعددة عن الجهوزية القصوى واليقظة لأي مواجهة قادمة.
ويلفت إلى أن قيام القوات المسلحة اليمنية مؤخرا بتنفيذ أكبر مناورة عسكرية شملت البحر والبر والجبال ومختلف التضاريس، نموذج للجهوزية العالية للقوات المسلحة اليمنية واليقظة لمواجهة أي عدوان جديد، موضحا أن اليمنيين على أهبة الاستعداد لتلقين الأعداء الجدد دروسا قاسية وغير مسبوقة تجعل المعتدين يدفعون أثمانا باهظة.
ويشدد غراب بأن اليمن أصبح بفضل الله تعالى قوة عظمى عصية على المعتدين، مؤكدا أن أي تحشيد ضد اليمن لن يحقق شيئاً، بل سيمنى بهزيمة مدوية، كما مني الأمريكي والبريطاني في وقتنا الحالي.
اليمن قوة عظمى
ويتطرق الخبير في الشؤون العسكرية اللواء خالد غراب إلى أن وصول الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية إلى قلب الكيان وإلى أبعد الأماكن، متجاوزاً أحدث المنظومات الدفاعية التابعة للعدو الصهيوني دليل على أن اليمن أصبحت قوة عظمى، بتفوقها على منظومات الدفاع الغربية الحديثة.
ويرى غراب أنه في حالة نجح الأمريكي في الزج بالنظامين الإماراتي والسعودي في العدوان على اليمن، فإن اليمن يمتلك بنك أهداف حيوية تسهم في التأثير المباشر على الدولتين، مؤكدا أن اليمن لن يتخلى عن موقفه الإيماني المساند لغزة ولبنان مهما بلغت التضحيات والتحديات.
ويختتم الخبير الاستراتيجي في الشؤون العسكرية اللواء غراب حديثه لموقع أنصار الله بالقول” القوات المسلحة اليمنية لا زالت في إطار المرحلة التصعيدية الخامسة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، لأنها تدرك خطورة المرحلة وتترقب إشعال الحرب على اليمن من قبل السعودية والإمارات، وبالتالي فإن القوات المسلحة اليمنية تحتفظ بمفاجآت كبرى وغير مسبوقة، تستخدم فيها تكنولوجيا حديثة و أسلحة استراتيجية، قادرة على توجيه ضربة قاصمة لمن سولت له نفسه العدوان على اليمن”.