حياة الفلسطينيين في الضفة: جرائم لا تُطاق
تقرير || يحيى الشامي
مشهد اقتحامات المسجد الأقصى باتت جزءاً من يومياته بعد أن حذف المسلمون مشاعرهم تجاه مقاساتهم. عشرات اليهود المغتصبين انتهكوا صباحاً حرمة المسجد تحميهم عصابات ما يسمى شرطة العدو، جالوا في باحاته وتراقصوا في حرمته. الخبر جزء من انتهاكات يومية اعتاد العرب رؤيتها وتعوّد المسلمون التعايش معها.
وأفادت مصادر مقدسية بأن عشرات المغتصبين اقتحموا، باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحات المسجد، وسط إجراءات حماية مشددة وبمشاركة وتشجيع قادة من مجرمي الكيان الغاصب.
وشهد المسجد الأقصى خلال الأسبوع الماضي اقتحامات واسعة وغير مسبوقة، احتفالًا بما يُسميه اليهود “عيد الفصح”، بمشاركة حاخامات، ومسؤولين من حكومة الاحتلال، مارسوا خلالها مجموعة من الانتهاكات والاستفزازات داخل المسجد؛ بحماية كاملة مما يُسمى شرطة العدو التي تفرض قيودًا مشددة على المصلين المسلمين وتحركاتهم.
وسجّل ما يُعرف -يهودياً- بعيد الفصح اليهودي هذا العام رقمًا غير مسبوق في أعداد المغتصبين الذين اقتحموا المسجد الأقصى، إذ بلغ عددهم قرابة 7 آلاف بزيادة ملحوظة وصلت 37% مقارنة باقتحامات عيد “الفصح” العبري العام الماضي، وفق ما وثقته جهات مقدسية وفلسطينية.
هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، خمسة منازل في منطقة الراس في بلدة إذنا غرب الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، فيما شهدت قرى ومخيّمات عدّة اقتحامات، وسط تواصل العدوان الواسع على مدينتَي طولكرم وجنين.
وشرع جيش العدو ببناء جدار يفصل بلدة سنجل شمال رام الله عن محيطها، في ظل الهجمات المتكررة من قبل عصابات المغتصبين على البلدة، والتوسع الاستيطاني الذي يلتهم أراضيها.
وفي نابلس ينفذ العدو اقتحامات واسعة، واعتقل فتاة من منزلها، وصادر ممتلكات الأهالي، واختطف امرأةً وزوجها على الطريق وشاباً آخر، وتتواصل عمليات المداهمة والاقتحامات حتى اللحظة.
وفي غرب الخليل شرعت قوات العدو بهدم 5 منازل لفلسطينيين في بلدة إذنا، وفي بلدة كوبر لا تتوقف الاقتحامات والاختطافات والممارسات التعسفية بحق الفلسطينيين، وفي الخليل تعترض قوات العدو الفلسطينيين في طرقاتهم، وتقوم بأخذ هواتفهم وتفتيشها، وتتعمد مصادرة ما تشاء من مركباتهم كما فعلت عصر أمس مع فتاتين في مدينة الخليل.
في جنين، يدخل العدوان الإسرائيلي على المخيم يومه الـ99 على التوالي، وهي فترة ارتكب فيها العدو صنوف الجرائم وحوّل المخيم إلى ساحة تطهير مارس فيها تجريفٌ المنازل، وإحراق الممتلكات، ودمر حتى اليوم 600 منزل تدميرا كاملا، و3,470 منزلًا تعرّضت لأضرار جسيمة، وحوّل ما لا يقل عن 20 منزلًا في منطقة الزهراء إلى ثكنات عسكرية بعد إخلاء عائلاتها قسراً، وأجبر أكثر من 22 ألف من أهالي المخيم على النزوح، بينما أُغلق مداخل المخيم بأربعة حواجز حديدية وسواتر ترابية. واستشهد في المخيم 39 فلسطينياً، وعشرات الجرحى والمعتقلين، والحصيلة في جنين متصاعدة مع استمرار العدو في جرائمه.
وفي طولكرم، يصعد العدو من جرائمه لليوم الـ93، حديثاً أُحرق منزل المواطن المسن رائد يونس بعد ضربه واعتقاله، بينما انتشرت قواته في دوار شويكة وقامت بإطلاق نار كثيف وقنابل صوتية.
الحصيلة في طولكرم 13 شهيدًا، و396 منزلًا مدمرًا بالكامل، و2,573 منزلًا متضررًا جزئيًا، وتهجير أكثر من 24 ألف مواطن بعد تحويل منازلهم إلى ثكنات عسكرية، كما في منزل عائلة أبو دية في جبل النصر.
وفي مخيم نور شمس، يواصل العدو حصاره المشدد لليوم الـ80 مع إخلاء قسري لعائلات جبلي النصر والصالحين، وإغلاق الأزقة بالسواتر الترابية، كما اعتقلت قواته مواطناً في اقتحام الحي الشرقي وسط إغلاق تام لشوارع المخيم وأحيائه.