أفق نيوز
الخبر بلا حدود

لماذا انقلبت أوروبا ضد كيان العدو الإسرائيلي؟

60

افق نيوز |
لاحظنا في الأيام القليلة الماضية انقلابًا مفاجئًا لموقف بريطانيا والاتحاد الأوروبي تجاه ما يجري من جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الصهيونية ضد كل مواطني قطاع غزة بلا استثناء.
ذلك الموقف الذي كان في الماضي القريب مؤيدًا وداعمًا ومساندًا لكيان العدو الإسرائيلي في كل ما ارتكبه ويرتكبه من فظائع وجرائم بحق سكان قطاع غزة، وتحول اليوم بقدرة قادر إلى موقف مغاير ومعارض تمامًا لكيان العدو.

وفي بيان مشترك، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني من أنهم لن يقفوا “مكتوفي الأيدي” إزاء “الأفعال المشينة” لحكومة المجرم نتنياهو في غزة، ملوّحين بـ”إجراءات ملموسة” إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية، وفي حديث لإذاعة فرانس إنتر، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: “إن الوضع لا يمكن احتماله؛ لأن العنف الأعمى من جانب حكومة العدو الإسرائيلية وحظر دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة قد حوّل القطاع إلى مكان للموت، ولن أقول إلى مقبرة”.
بينما أكد رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو “أن الوضع الإنساني في غزة لا يطاق ومن الضروري السماح بدخول المساعدات الإنسانية فورا”، فيما قال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون هاريس: سأرفع مذكرة للحكومة لإقرار تشريع يحظر استيراد البضائع من “إسرائيل”.

مواقف حقيقية أم نفاق سياسي؟
لا يمكن الجزم يقينًا بأن كل تلك المواقف الغريبة والمثيرة للريبة من دول كبريطانيا (المعروفة بدورها المشبوه إبان احتلالها للأراضي الفلسطينية) ودول الاتحاد الأوروبي قد صدرت عن قناعة وصدق، سيما بعد مضي ما يقارب العشرين شهرًا من “عملية طوفان الأقصى” أي بعد استشهاد ( 53,655) وإصابة (121,950) وفقًا لبيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية، ناهيك عن تدمير غزة عن بكرة أبيها، لذا فهذه المواقف جاءت متأخرة وفي غير وقتها، وهذا يعني أنها مواقف غير مقنعة وغير صادقة.
وبعودتنا للقرآن الكريم نجده يؤكد لنا بأن اليهود والنصارى لا يمكن أن ترضى عنا حتى نتبع ملتهم، وما دمنا لم نفعل ذلك فهذا يعني أن مواقف تلك الدول ليست مواقف إنسانية حقيقية نابعة من ضمير وأخلاق تلك الدول التي عرفناها بلا أخلاق، وإنما جاءت من باب النفاق السياسي وحفاظًا على مصالحها التي اقتضت منها وفي هذا التوقيت الدقيق، إبداء مثل هذه المواقف المغايرة لمواقفها المخزية في السابق.

معارضة الموقف الأمريكي الجديد تجاه اوكرانيا:

نعلم يقينًا أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها المنظومة الأوروبية كلها كانت منضوية في معسكر واحد وكان لها موقف واحد تجاه ما يجري في أوكرانيا؛ وذلك نتيجة تقاطع مصالحها في هذا البلد الذي خاض لعدة أعوام مواجهة طاحنة مع الجيش الروسي.
هذا الموقف الأمريكي الأوروبي الموحد جاء نتيجة تلاقي المصالح المشتركة بين أمريكا وأوروبا ونكايةً أيضًا بالروس، لكن أمريكا مطلع هذا الشهر سلكت اتجاهاً مخالفاً تماماً للموقف الأوروبي في أوكرانيا، وذلك خدمة لمصالحها، حيث وقّعت واشنطن وكييف، اتفاقاً اقتصادياً واسعاً يقضي بإنشاء صندوق استثماري لإعادة إعمار أوكرانيا، ويمنح في نفس الوقت، الولايات المتحدة الأمريكية، إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية مقابل تسريع إعادة بناء الاقتصاد في أوكرانيا”.
هنا ندرك أن الأمريكيين بهذا الاتفاق قد استأثروا بالكعكة كلها دون أن يكون لحليفهم الأبرز( أوروبا) نصيب منها، ما يعني أن أوروبا خرجت من معركة أوكرانيا خاسرة نتيجة الانقلاب الأمريكي عليها، وهو ما دفعها اليوم للوقوف ضد السياسة الأمريكية بتبني مواقف معارضة لأمريكا وإسرائيل تجاه العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيًا على قطاع غزة.

إبراهيم الديلمي| المسيرة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com