أفق نيوز
الخبر بلا حدود

غزة .. إلى متى

58

عبدالسلام عبدالله الطالبي

إلى متى سيستمر العدو الإسرائيلي وهو يفتك بأبناء غزة؟!
إلى متى وشلالات الدماء تتدفق وتسفك يوميًا على مرأى ومسمع من العالم؟!
إلى متى سيظل الحصار والجوع ينهش أجساد أبناء غزة، وهم يفتقرون إلى لقمة العيش ورغيف الخبز؟!

إلى متى ستظل أمتنا العربية والإسلامية غارقة في صمتها وخنوعها، وأحد أوصالها يتمزق وينتهك على يد العدو الإسرائيلي، ولا من صوت يدفع هذا الظلم وهذا الإجرام؟!

وهل كل العرب والمسلمين معنيون بالانتظار حتى ينتهي المجرم الإسرائيلي من القضاء على فريسته، التي قُدمت له على طبق من ذهب، وكأنها مكافأة من إخوة يوسف الذين تركوه للذئب ليقضي عليه، حتى لا يشكل وجوده عليهم مصدر قلق؟! والله المستعان.

ما الذي أصاب هذه الأمة؟! ولماذا بكل هذه البساطة تتخلى عن إنسانيتها، وعروبتها، وقيمها، وأخلاقها؟!

أي حياة كريمة ينتظرها أولئك، وقد منحوا العدو الإسرائيلي الذي يتحرك بغطاء أمريكي وعربي ـ للأسف ـ كل هذه التنازلات، وكل هذه المخاوف، التي جعلت من مأساة غزة ورقة فاضحة لهم حتى قيام الساعة؟!

وأخص هنا الحكام الخانعين الذين ستلاحقهم لعائن الله أبد الدهر.

إلى متى سنظل، وتظل وسائل إعلامنا، تتنافس على عرض المقاطع المؤسفة والمأساوية بحق أبناء وأطفال ونساء غزة، الذين يُقتلون بالمئات في اليوم والليلة؟!

لماذا غاب صوت المنظمات الحقوقية والإنسانية؟!
أين هي العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن الدولي على من تجاوز الحدود وتمادى في انتهاك الأعراض وسعى لإثارة القلاقل في البلدان؟!

لماذا غابت وتلاشت كل هذه المسميات والمصطلحات أمام ما يجري في غزة من ظلم تجاوز كل الحدود في بشاعته؟!

ما الذي حلّ بالضمائر حتى باتت ضمائر ميتة لا إنسانية فيها؟!

والأغرب من ذلك أنهم قامت قيامتهم وتحالفوا وتآمروا على يمن الإيمان والحكمة، وشنوا حربهم وكادوا كيدهم عليه، فقط لأنه تصدّر المشهد في مواجهة أولئك الطغاة والمجرمين، وعزّ عليه أن يلزم الصمت حيال ما يجري في غزة، وأبى أن يكون حاله حال أولئك الخانعين والأذلاء.

مستعينًا بالله، ومتوكلاً عليه، سخر اليمن كل الطاقات والإمكانات لمواجهة العدو الإسرائيلي، وتلقينه الضربات تلو الضربات، هو وكل من يقف في صفه، حتى يأذن الله بالنصر، وهو خير الناصرين.

لقد كشفت مظلومية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفضحت المجتمع الدولي بأكمله، وأظهرته مجتمعًا متواطئًا يكيل بمكيالين، لا يتحرك إلا لنصرة قضايا أعداء الإسلام والمسلمين، أما دفع الأخطار عنهم فذلك غير وارد في قاموسه، بمعنى أن كل شعاراته زائفة، ومشاريعه التي يتغنى بها جوفاء وعارية من الصحة والجدية.

وهذا هو ما تناوله الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي ـ رضوان الله عليه ـ في أغلب محاضراته، وهو يتحدث عن خطورة اليهود والنصارى، وأنهم لا يودّون لهذه الأمة خيرًا على الإطلاق.

ومن يتأمل كل ما يجري في قطاع غزة من ظلم سيجد أن ذلك بمثابة مؤشر ومنذر بسقوط كل أولئك الظالمين والمجرمين والطغاة (أمريكا وإسرائيل ومن لف لفيفهم).

وقد ظهر ذلك جليًا في القمتين المنعقدتين في الرياض وبغداد خلال الأيام القريبة الماضية.

نعم، هو نذير بهلاكهم وزوالهم بإذن الله تعالى، كما هلك فرعون اللعين بعد كل ما مارسه من طغيان وإجرام، وغدًا لناظره قريب.

والله المستعان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com