أفق نيوز
الخبر بلا حدود

في خطاب عاشوراء.. السيد القائد يؤكد أن إحياء ذكرى الإمام الحسين هو استمرار لنهج الهداية والقدوة

195

أفق نيوز| 

في مسيرات إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، اليوم الأحد 11 محرم 1447هـ، أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن هذه المناسبة تمثل مواساةً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي في الوقت ذاته إحياءٌ لمعاني الهداية والقدوة، وانطلاقةٌ من موقع الأسوة التي جسّدها سبط النبي الإمام الحسين عليه السلام.

وأوضح السيد القائد أن الإمام الحسين هو صاحب قضية، وقضيته هي الإسلام بأصالته ونقائه، الإسلام الذي يحرر الإنسان من عبودية الطاغوت إلى العبودية لله وحده، والذي يرفض الظلم ويُعلن العداء للمستكبرين، ويقيم العدل ويجعل القسط منهجاً ومسؤولية كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ}.

وأشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله هو من أرسى دعائم الإسلام وبنى أركانه بجهاده وصبره وتضحياته، حتى انتقل العرب من أمة جاهلية متناحرة، تئد البنات وتقتل البنين وتعبد الأوثان، إلى صدارة الأمم، حين تبوأت أمة الإسلام مكانة متميزة وانقادت لها الإمبراطوريات الكبرى.

وبيَّن السيد القائد أن الإسلام اليوم، بكل ما فيه من رحمة وكرامة للإنسان، قد تحوّل إلى أمنيةٍ بعيدة عند الكثيرين، بعد أن ضيّعت الأمة معالمه الكبرى، وصار يُحارَب من داخل الأمة، ويُستهدف في فكرته ومشروعه.

وسلّط الضوء على الدور الخطير الذي لعبته الزمرة الأموية، التي قادت جبهة الشرك ضد رسول الله، وسعت للقضاء على الإسلام، حتى إذا ما استسلمت مرغمة في فتح مكة، انتقلت إلى مربع النفاق لتحريف الإسلام من الداخل، واستعادة نفوذها واستعباد الأمة.

وأوضح أن رسول الله صلى الله عليه وآله حذّر من بني أمية بثلاث عبارات جامعة: ((اتَّخذوا دين الله دَغَلاً، وعباده خَوَلاً، وماله دُوَلاً))، وهو نهجٌ إجرامي ضلَّل الأمة، حتى وصل بها إلى أن يُخذَل الحسين، رغم مكانته، وتُجنَّد الآلاف لنصرة الباطل الأموي.

وأكد السيد القائد أن يزيد لم يكن معترفاً بالإسلام، وقال شعراً يعبر عن كفره: “لعبت هاشم بالملك فلا، خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل”.

وفي السياق المعاصر، شدد السيد القائد على أن ما يفعله العدو في فلسطين من إبادة جماعية وكل أشكال الظلم يحتم علينا كمسؤولية إيمانية ودينية أن نواجه الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، وألا نقبل بالخنوع لهما، فـالطاعة لهما تعني الذل في الدنيا والخسارة في الآخرة.

وأضاف: “مهما كانت التحديات والتضحيات، فالقضية مقدسة، وتستحق منا العزة والحرية، وهذا هو الخيار الأسلم”، مؤكداً أن الانطلاقة في مسيرة الحق هي بوعد الله بالنصر، ونشاهد اليوم تناميها في غزة ولبنان وإيران والعراق واليمن.

وشدد على أن المشروع القرآني المبارك هو في جوهره تمسك بالقرآن، وحمل لراية الإسلام، وتحرك في إطار الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكداً الثبات على موقف نصرة فلسطين والعداء لأمريكا وإسرائيل، باعتبارهما عدوَّين للإسلام والأمة.

كما نبّه إلى أن المخطط الصهيوني هو مشروع تدميري للأمة في دينها ودنياها، وأن المواجهة له هي واجب مشترك مع كل أحرار الأمة ومحور القدس والمقاومة.

ورغم ما تواجهه هذه المواقف من ضغوط إعلامية وهجمات وتحريض، فإن الثبات هو خيار لا رجعة عنه، وهو ما أثبتته النماذج الراقية في كربلاء، وغزة، واليمن.

وختم السيد القائد كلمته بالتأكيد على أن الإمام الحسين عليه السلام، رغم ما واجهه من تخاذل وغدر وطغيان، قدّم للأمة أعظم الدروس في العزة والقيام لله، وأن الإسلام هو مشروع تزكية، ومسؤولية دائمة تتحرك بها الأمة بكتاب الله وهدي نبيه، وهي مسؤولية تحدد خيرية الأمة من عدمها، كما قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ…}.

وأكد أن هذا الإسلام، هو إرث الأنبياء وخاتمهم رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، بالقرآن الكريم النور التام، والمعجزة الباقية، والهداية الكاملة إلى قيام الساعة.