يا يمن الإيمان والحكمة:

قِفْ على قدميك جيِّدًا، وانظر إلى الخندق الذي أنت فيه،

إنه ليس مُجَـرّد موقع جغرافي أَو معركة آنية،

إنه خندق الأُمَّــة… خندق المصير.

أنت اليوم تقاتل؛ مِن أجلِ مستقبل أُمَّـة

أمةٌ لا يكون فيها موضع قدم لأمريكا، ولا مكان فيه لكيان صهيوني.

فلا تتهاون، ولا تتراجع،

لأن كُـلّ تفريط منك هو خيانة لجراح غزة، وصمت عن دماء فلسطين،

وخسارة لقرون قادمة.

فتّش داخلك…

كل مفصل من مفاصلك —

في مؤسّسات الدولة، في المجتمع، في الإعلام، في القرار —

يحتاج إلى جدارٍ من الوعي،

درعٍ من البصيرة،

ووعي يحميك من كُـلّ اختراق ناعم أَو خفي.

انظر إلى ظهرك…

فأخطر طعنات العدوّ لا تأتي من المواجهة،

بل من الداخل…

من مكتب، من موظف، من مدير، من مشرف، من مسؤول مدني أَو عسكري،

من شيخ، من خطيب مسجد، من ثقافي،

من أُولئك الذين يرتدون وجهك،

ويتسمّون باسمك،

ويرفعون راية مشروعك ومسيرتك القرآنية،

لكن صدورهم تخفي السكاكين.

يشوّهون صورتك وصورة مسيرتك وموقفك،

يجلبون السخط والنفور من مشروعك وهم يدّعون خدمته!

يُضعفون التفاعل الشعبي مع قضيتك باسم مشروعك،

يزرعون الفرقة، ويضخّون سموم المناطقية،

يفتّتون الثقة بالقيادة والمشروع،

ويقنعون الآخرين – بتصرّفهم المدروس – أنك أنت السبب في المعاناة،

بينما هم أصل الداء!

والمتعاونون في صنع المعاناة مع العدوّ الخارجي على اليمن.

لقد استشهد الإمام علي – عليه السلام – بسيف كان محسوبا على الإسلام،

واليوم… يطعن مشروعك القرآني بسكين يحمل اسمه!

تأمل ساحات الصراع…

لك في لبنان، في إيران، في العراق، في كُـلّ ساحات الصراع، دروس كُتبت بالدم…

والعدوّ واحد… جبان، لا يجرؤ على المواجهة،

لكنه يتقن الاختراق، ويعيش على غفلتنا.

لا تفرّط بنفسك…

فتفريطك هو تفريط بأمة بأكملها.

فأنت لست فردًا في معركة،

أنت حامل لواء أُمَّـة،

وأي سقوطٍ لك… سقوط لمشروع التحرّر بأكمله.

قف مع قيادتك الربانية،

فهي الشرف الذي كرّمك الله به، والعلو الذي رفعك به بين الأمم.

فكن سيفها، وسندها،

فهي القائد والسفينة التي تحمل أمتنا نحو النجاة.

لا تتغافل!

عليك أن تتعب كَثيرًا

أنت في مرحلة صعبة جِـدًّا

كُـلّ تأخير منك هو إتاحة فرصة للعدو ليتوغل فيك… وفي الأُمَّــة.

شدّ قبضتك!

ضاعف جهدك!

افتح عينيك كما لم تفتحها من قبل…

فأنت الضوء الأخير في هذا العالم المظلم،

وأنت وحدك من يُبدّد هذا الظلام،

ويحمل للأُمَّـة فجر العزة والنور والكرامة.

“ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”.