إخفاق جديد لجيش العدوّ في غزة.. ما الذي أفشل “عربات جدعون2″؟
أفق نيوز|
وسط رسائلَ من رئيس حكومة الكيان المجرم نتنياهو ورئيس أركان جيشه “زامير”، وإشادتهما بجهود جيش الاحتلال، والحديث بأنهم أمام مرحلة الحسم النهائي في غزة، تتزايد حالات التململ وتظهر حالة الإنهاك والتذمر في صفوف جيش كيان العدوّ.
مرحلة الحسم التي تحدث عنها نتنياهو من الشروع بعملية عسكرية لاحتلال مدينة غزة، والتي قد تبدأ في الـ 14 سبتمبر الجاري -وفقًا لمصادرَ عبرية- ويجري التركيزُ الآن على الحشد لها عسكريًّا، ودبلوماسيًّا من خلال زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي.
وعلى اعتبار أن المجرمَ نتنياهو كرّر خلال الفترة الماضية -بحسب وسائل إعلام صهيونية- أن ترامب أوصى بأن تكونَ عملية عسكرية سريعة لا تتجاوز مُدَّتُها الأسابيعَ في قطاع غزة، ويروج لها بأنها “ستكون سريعةً وبسيطة”؛ غير أن دوائرَ بحثيةً في جيش الاحتلال تؤكّـد أنها قد تطول، وقد تصلُ إلى أكثرَ من عام.
هذا الأمر دفع بعضَ الأوساط البحثية إلى تدارس مفهوم الحسم بالنسبة لنتنياهو، ونظرته لهذه العملية العسكرية الخَاصَّة باحتلال مدينة غزة، عبر عملية “عربات جدعون2” والتي بدأت بجدلٍ حولَ تسميتها، واستمر هذا الجدل بالتصاعد عسكريًّا على الأقل إلى حَــدّ الإقرار بفشلها في تحقيق أهدافها؛ بل وبتوقع فشلها خلال مراحلها المقبلة أَيْـضًا، إذَا ما أصرَّ جيشُ الاحتلال على تبنِّي الآلية المتبعة ذاتها، وفقًا لدوائرَ صهيونية.
وفي سياق الآلية، تظهر وثيقةٌ موقّعةٌ من قبل العميد احتياط في جيش الاحتلال الصهيوني “غاي حازوت” -رئيس منظومة التعلّم في سلاح البر- أن “الطريقةَ التي ينوي الجيش اتّباعها لإدارة حرب الإبادة على قطاع غزة، ضمن عملية “عربات جدعون 2″، لا تتضمَّنُ الخطواتِ الأَسَاسية اللازمة لتحقيق النصر”.
وتشير بنود في الوثيقة، التي كشفت عنها صحيفة “يسرائيل هيوم” الصهيونية، أمس الثلاثاء، إلى “عدة عمليات حاسمة لم ينفّذها جيش الاحتلال حتى الآن، ولا يخطِّطُ لتنفيذها خلال احتلال مدينة غزة، مثل فرض حصار كامل، وعزل حركة حماس عن السكان المدنيين، وتعطيل خطوط الإمدَاد”.
وأشَارَت إلى أنَّ “الاحتلال ارتكب كُـلّ خطأ ممكن في إدارة الحرب المزعومة، متخذًا أساليب تتعارض مع عقيدته العسكرية، وتجاهل نقطة في غاية الأهميّة، ألا وهي تكتيكُ حرب الشوارع التي تتبناه المقاومة في غزة”.
وشدّد المسؤول الصهيوني في الوثيقة على أن “هذا التكتيك الذي يشكل معضلة للجيوش النظامية؛ إذ يلغي أي تفوق تكنولوجي، وأي تقدم للقوة النارية، كما يرهق عناصر العدوّ المهاجم ويستنزف موارده، وَأَيْـضًا يطيل أمد المعركة، ويقيد حرية حركة المناورة، مستغلًا خفة حركة عناصره ومعرفتهم للتضاريس المكانية”.
وذهب إلى أبعد من ذلك؛ إذ قال: إن “قواتهم فعلت العكس تمامًا؛ فمن خلال اعتمادها منطق الردع بدلًا عن الحسم، والعمل في المناطق نفسها التي سبق أن ناورت فيها”، منوِّهًا إلى عدم اعتمادها “مبدأ وتيرة العمليات”، وتفضيلها “مبدأ أمان القوات على جوهر المهمة”.
ووفقًا لمراقبين؛ فَـإنَّ قتالَ العدوّ الصهيوني في غزة، دون بُعد زمني أَو إدارة فعالة للموارد، قلب المعادلة، من خلال إنهاكِ قواته وتململها واستزف الذخائر، وهو ما أعاق تحقيق إنجازات ملموسة على الأرض أفقد الكيان رصيده الدولي شيئًا فشيئًا.
والأهم أن فشل الاحتلال فيما سبق أعطى أفضليةً للمقاومة المتمرسة في حرب الشوارع؛ إذ يعتقد مراقبون أن كُـلّ شروط البقاء والنصر توفرت لدى المقاومة أكثر، حَيثُ أقرَّت وثيقة “حازوت”؛ بأن “حماس لم تُهزَم، ولن تهزم عسكريًّا ولا سياسيًّا، وأن (تل أبيب) لم تتمكّن من استعادة أسراها”، وهاتان النقطتان كانتا الهدف المعلَن لبدء العملية أصلًا.
وبالتالي؛ فَـإنَّ المؤشرات والتقارير الميدانية من داخل الدوائر البحثية الصهيونية، ناهيك عن عمليات المقاومة اليومية، لم تكشف حجم فشل العدوّ عملياتيًّا في ميدان المعركة فحسب؛ بل كشفت عن حجم الانشقاق في الأوساط العسكرية، خُصُوصًا مع الرفض السياسي من معارضِين صهاينة وعائلات الأسرى الذين باتوا على قناعةٍ تامة بأن نتنياهو قد تخلَّى عنهم نهائيًّا.