أفق نيوز
الخبر بلا حدود

دروس الخلود في ذكرى التضحية

40

أفق نيوز|

حاتم الأهدل

في ذكرى شهدائنا الأبرار، نستلهمُ معانيَ العطاء النبيل الذي جسّدوه بأرواحهم الطاهرة؛ فالشهيدُ لم يقدِّمْ مُجَـرَّدَ حياته، بل قدّم أعظمَ درس في التفاني والإيمان، مدركًا أن الحياة لا تُقاس بطولها، بل بعطائها.

لقد اختار الشهيد أن يكون شمعةً تحترقُ لتُنير درب الأُمَّــة، فسار في طريق الحق متمثّلًا قول الله تعالى: «وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ».

تضحيات الشهداء ليست لحظاتٍ عابرة في سجلّ التاريخ، بل هي شعلةٌ متجددة تذكّرنا بأن بعض القيم تستحق أن نفتديها بأغلى ما نملك.

لقد باعوا الحياة الفانية بالحياة الباقية، فربحوا الشهادة وخلود الذكر.

إن ذكرى الشهداء ليست مُجَـرّد مناسبةٍ للعِبرة، بل هي دافع للأحياء لمواصلة المسيرة، والسير على الدرب نفسه، درب العزّة والكرامة.

فهم قدّموا الأرواح رخيصةً في سبيل المبادئ، لنرفع نحن الأوطان غاليةً بعزائمنا.

لشهدائنا نقول:

يا من صنعتم المجد بدمائكم، وزرعتم الأمل بتضحياتكم، ستظلون نبراسًا تهتدي به الأجيال، وسيبقى عطاؤكم شمسًا لا تغيب، تذكّرنا أن الأُمَّــة التي تُنجب الشهداء هي أُمَّـة خالدة لا تموت.

فطوبى للشهداء الذين رحلوا بأجسادهم، ولكنهم عاشوا بأرواحهم في ضمير الأُمَّــة، يضيئون طريق المستقبل بشعلة تضحياتهم الخالدة.