أسرى بلا أسماء ولا حقوق: مأساة غزة داخل سجون العدو الإسرائيلي
أفق نيوز|
شهادات محررين ومؤسسات حقوقية ترسم صورة صادمة الضرب المستمر، الإهانات اليومية، الحرمان من الطعام الكافي، العزل التام عن باقي الأسرى، ومنع أي تواصل مع العالم الخارجي. وما يزيد من مأساة الأسرى هو استخدام العدو الإسرائيلي سياسة الإخفاء القسري بحق المئات من معتقلي غزة، حيث يُحتجزون في معسكرات سرية دون الكشف عن أسمائهم أو إعلام ذويهم، في مخالفة صارخة للقانون الدولي الإنساني.
مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، علاء السكافي وصف الفترة التي أعقبت السابع من أكتوبر لـ صحيفة (فلسطين)، بأنها “نقطة تحول خطيرة اتسمت بالوحشية والسادية”، مؤكّدًا أنّ العدو الإسرائيلي استخدم وسائل تعذيب غير مسبوقة، بينها الاغتصاب والعنف الجنسي، إضافة إلى التجويع الممنهج والسيطرة التامة على الاحتياجات الأساسية للأسرى مثل الطعام، الملابس، مواد التنظيف، والاستحمام.
من جهته، أوضح مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى، رياض الأشقر، أنّ السجون تحوّلت إلى “قبور وجحيم” بعد تحميل الأسرى مسؤولية أحداث أكتوبر.
وقال الأشقر: “يُقدَّم الطعام الذي يكفي أسيرًا واحدًا لعشرة أسرى، وتُسحب الفرشات صباحًا، ويُمنع التواصل مع العالم الخارجي تمامًا، بينما يعيش كثيرون بلا أسرّة وسط اكتظاظ شديد.”
ويحذر الأشقر من وجود شبهة سرقة أعضاء من أجساد بعض الأسرى الذين استشهدوا تحت التعذيب، فيما يستمر العدو في إنكار مصير مئات المعتقلين الذين لا يُعرف إن كانوا أحياء أو شهداء. وقد وصل إلى المؤسسات الحقوقية قائمة تضم 1400 اسم من معتقلي غزة، لكنها لا تعكس الحجم الكامل للاختفاء القسري.
الحقائق الميدانية تشير إلى أنّ الأسرى يعيشون في ظروف تمثل جرائم ضد الإنسانية: قتل بطيء، تعذيب ممنهج، عزلة قصوى، وإخفاء قسري، وسط صمت دولي شبه كامل.
وفي ظل هذا الصمت الدولي، تظل حياة آلاف الأسرى معلقة بين الألم والغموض، حيث لا يعرف أهلهم إن كانوا أحياء أو شهداء، بينما يواصل العدو الإسرائيلي ممارسة التعذيب والإخفاء القسري بلا محاسبة.
ومع كل يوم يمر، تتسع فجوة العدالة، لكن مأساة الأسرى لن تُنسى، وستظل شاهدة على صمودهم وعلى وحشية العدو الصهيوني التي لا تعرف حدودًا.