انا مواطن يمني.. يا إقتصاديين

كتب/ أسامة ساري

لدي مائة ريال أريد أن أتفاعل وأستجيب لدعوة السيد القائد حفظه الله للتضامن مع البنك المركزي.. فهل فعلا بإمكاني فتح حساب ايداع في البريد… وهل هذا هو المقصود بالتضامن… أم لأنني مواطن بسيط وظروفي صعبة فإنني اعاقب على فقري ولا يكون لي حق التضامن والجهاد استجابة للسيد القائد..

هل يجب ان اكون مترفا لتنطبق علي ّ شروط التضامن مع البنك المركزي ودعمه… 

لا تقولوا أن البنك المركزي ليس محتاجا لتبرعي.. و انكم ستحتقرون بكل بساطة مبلغي البسيط مائة ريال ..
السيد قال بالحرف الواحد ان اتضامن ولو بخمسين ريالا وبقدر استطاعته.. إنني احترم قرار السيد ودعوته التي فيها اكبار واحترام وتقدير للفقراء والبسطاء واعتزاز بجهدهم وامكاناتهم البسيطة..

وبالمقابل فإنني احتقر انحراف قراركم بصد الفقراء والبسطاء عن سبيل الله والتعامل معهم بسلبية وهم الذين هم عظماء عند الله يندفعون بقوة، لكنكم بكل بساطة تحقرون اندفاعهم وتغلقون ابواب الجهاد في وجوههم بقرار اعوج ولن يحقق الغاية الكبيرة التي ارادها السيد القائد في مدلولات دعوته…

وكلمات السيد القائد لايزال صداها يتردد في اثير اليمن ان يعطي كل يمني ما يقدر عليه ولو خمسين ريالا وليس أن يذهب لفتح حساب إيداع في البريد.

إن السيد القائد يريد للشعب كل الشعب ان يتفاعل وينطلق، وانتم تريدون للاغنياء فقط ينطلقون وترسمون قرارا اهدافه ضيقة ليست بسعة ذلك الأفق الواسع الذي انصرف اليه خطاب السيد …

أنتم بهذا القرار الهزيل في رؤيته وثماره.. تحصرون سبيل الله على فئة محدودة من الشعب . بينما السيد القائد ارادها لكل فئات الشعب..

أنتم بهذا القرار تستحمرون وعي المواطن اليمني بكل بساطة… فملايين اليمنيين سمعوا خطاب السيد القائد بوعي كامل لكلماته ومراميه النبيلة… وكانت دعوة السيد واضحة جدا.. فهو دعى الشعب الى التبرع للبنك المركزي لرفع رصيده ليتمكن من تغطية المرتبات والنفقات التشغيلية الاساسية… ويفترض بالتبرع ان يكون شاملا للنقود والمجوهرات والتبرعات العينية كل مواطن بقدر سعته وجهده…

أنتم بهذا القرار تخلقون احباطا واستياء لملايين اليمنيين البسطاء.. وتخسرون مليارات الريالات التي يمكن ان يتبرع بها ملايين اليمنيين في كل مديريات الجمهورية ..

راجعوا انفسكم حبا بالله .. واحتراما لوعي الشعب وحماية لحقوق اليمنيين في الجهاد والنضال والمساهمة والتفاعل…

واذا تريدون تفعيل سياسة نقدية بسقف ضيق كفتح حسابات الايداع فذلك قابل لأن يكون جزء من الحملة الشعبية لدعم البنك المركزي.