أفق نيوز
الخبر بلا حدود

أبعاد زيارة ترامب لمملكة الإرهاب وصفقات الأسلحة الجديدة

124

 

مبارك حزام العسالي

تأكيداً على أهمية أول زيارة سيقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخصّ بها السعودية لا يمكن لأي متابع لأقواله وتصريحاته وميوله واستراتيجيته وأهدافه إلّا أن يخرج بنتيجة واحدة لا ثانية لها : وهي أن زيارة ترامب هذه ستكون “نعمة” للولايات المتحدة و”نقمة” على آل سعود خاصة والسعودية عامة

فالزيارة سيكون أولها بلسم ونهايتها علقم، فهي الهاوية التي حفرها آل سعود بأيديهم، ليستقروا أخيراً في قعرها وإلى الأبد.. وكان العامل الرئيسي لهذا المخطط “الترامبي” هو زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير الصغير محمد بن سلمان إلى واشنطن، حيث فتحت الطريق للرئيس ترامب ليجهز نفسه للغنيمة الكبرى التي رسم خطوطها الاستراتيجية الابتدائية أثناء حملته الانتخابية على قاعدة من شقين لا ثالث لهما :

الأول: قال حرفيًا “دول الخليج هي عبارة عن حقائب مالية ومديونة لنا وأن الأموال البيترو-الأميركية لديها سوف نستعيدها ، وأن الولايات المتحدة خسرت أموالاً كثيرة لحماية السعودية لابد وأن نطالبها بدفعها”!

الثاني : التركيز على تعاون مالي لجلب الاستثمارات السعودية إلى الخزينة الأمريكية بما في ذلك عقد صفقات أسلحة بمليارات الدولارات ، وبذلك فإن الولايات المتحدة تكون قد انتعشت صناعياً واقتصادياً ومالياً مقابل إعادة مظلة الحماية الأمريكية من الفزاعة ”جمهورية إيران الإسلامية“ ، ولوكان ظاهرياً فحسب ، ذلك لأن ترامب كان قد أعلن في حملته الانتخابية أنه لن يحارب بالوكالة عن أية دولة أخرى وأن سياسته الاستراتيجية هي أمريكا “أمريكا ” أولاً وأخيراً ،

وكانت الزيارة التي وصفتها وسائل الإعلام السعودية والخليجية بِـ “ التاريخية ” التي هرول ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمثابة الخطوة الرئيسية التي​ شجعت ترامب على أن يجعل أول زياراته للخارج إلى السعودية لأنه عرف “من أين تؤكل الكتف” ، ولو أدرك السعوديون والخليجيون ومن يدور في فلكهم لوصفوا تلك الزيارة “مشؤومة ” لأنه المعول الذي حفرت به الهاوية للسقوط في قعرها ؟!

السعودية أصبحت بطة عرجاء غارقة من القدم إلى الرأس في مشاكل يصعب، بل ويتعذر أن تخرج منها ، وأنه لا صفقات أسلحة أمريكية ولا تركية تنقذها فقد انكسرت جرتها وتطايرت شظاياها ويستحيل ترميمها ، فالسعودية ليست بحاجة إلى خردوات حرب فيتنام والعراق وأفغانستان ، ولو جرى تنميقها وتزوقها بألوان زاهية ، السعودية بحاجة إلى إعادة النظر في مواقفها المتهورة واستراتيجيتها العشوائية قبل أن تستقر في الهاوية التي​ تحفرها بيدها، فلا ترامب ولا الذي أكبر منه أو الذي أصغر منه يستطيع أن ينقذها من المصائب التي “جنت على نفسها براقش” لأن السعودية هي من تحاول التصعيد في النزاعات الإقليمية أو مجرد الاختلافات لمجرد وجود رائحة شيعي بالاتجاه الآخر و هذا بات واضح المعالم يعرفه العام و الخاص، لأن الزمرة الحاكمة تتصرف بتهور تاريخي لا مثيل له ، و لا أجد مبرراً عقلانياً لعاصفة “الإجرام” الحزم إلا استعراض العضلات على شعب حطمه الفقر و أثرت عليه الحروب والنزاعات التي كانت تغذيها السعودية.

لن تكون الصفقة الأخيرة للأسلحة الأمريكية أو التركية للسعودية بأقدر على حسم الحرب في اليمن من صفقات الأسلحة السابقة التي اشترتها السعودية واكتنزتها طوال عقود ترسانة تفوق هذه الصفقة بمئات الأضعاف فاستخدمتها كلها في الحرب على اليمن طوال أكثر من عامين ولم يتحقق أي هدف للسعودية، ومالم تحققه تلك الصفقات خلال عامين لن تحققه هذه الصفقة حتى نهاية هذا العام ، فالأسلحة هي الأسلحة ، والنوع هو النوع ، والصنف هو الصنف ، والقنابل المحرمة هي نفس تلك القنابل المحرمة التي استخدمت خلال عامين ، والطائرات هي الطائرات والأباتشي هي الأباتشي وهكذا كل السلاح هو نفس السلاح والنتيجة هي نفس النتيجة للعامين السابقين من الحرب مهما تلاحقت صفقات الأسلحة ومهما بذلت من أجلها الأموال ومهما أعطوهم مساحة من الزمن فمصيرها الفشل والسقوط المدوي في المستنقع اليمني الذي أدخلت السعودية نفسها فيه، أللهم أنه لم يبقى إلا السلاح النووي للسعودية وتلقي به على اليمن وهنا سيكون التحليل مختلف وهذا مستحيل أن يصل الأمر لدى الأمريكان إلى هذا الحد فماذا يشكل اليمن البلد الفقير على أمريكا من خطر لتستخدم ضده الأسلحة النووية؟!

وربما أن الحديث عن صفقة سلاح بين آل سعود والبيت الأبيض قد يكون مجرَّد حديث فقط والحقيقة هي فلا سلاح ولا هم يحزنون ،ربما يتم تحميلهم ببعض الخردة والغير صالحة للاستعمال لدفنها في رمال صحراء العرب، وربما يكون الحديث عن تلك الصفقة ، للتغطية على الأموال التي سوف يدفعها آل سعود للأمريكان على أساس الجزية وثمن حماية، حتى لا تصبح بلبلة بين صفوف الذين يرفضون دفع هذه الجزية علناً !

على الدوام نحن نسمع عن صفقات أسلحة يشتريها آل سعود بالمليارات وفي النهاية يخرج علينا صهيوني يقول أن شركات الحماية الصهيونية هي التي تقوم بحماية المنشآت النفطية في جزيرة العرب وهذا العمل يدِرّ عليهم 7 مليار دولار في السنة.
إذاً هي واحدة من ثلاث :

1 – لا يوجد سلاح فعال حقيقي عند آل سعود لحماية المنشآت النفطية “وليست دولة ” والمليارات التي كانت تُدفع للأمريكان باسم صفقات أسلحة هي كذب وهى في الحقيقة مساعدات تدفع للصهاينة والأمريكان تحت غطاء صفقات أسلحة، ولهذا السبب رأيناهم ودشاديشهم بين أسنانهم يركضون إلى باكستان لمساعدتهم في عدوانهم على اليمن وعندما فشلوا هرعوا إلى أفشل الدول والمجردة قواتها من السلاح لمساعدتهم ولهذا نرى فضيحة وفشل عدوانهم على اليمن على رؤوس الخلائق وبجلاجل.

2 – يوجد سلاح ولكن جزيرة العرب مفلسة من الرجال وحتى الأشباه وتم الاستعانة برجال الصهاينة لحماية المنشآت النفطية.

3 – أن السعودية رغم “الترسانة الخيالية” التي تتوفر عليها والتي يأتي ترتيبها الأعلى في “قائمة مستوردي السلاح” إلا أنها وطوال ”سنتين من القتل والتدمير والتجويع“ التي مارستها باليمن ؛ لم تحقق ولو نسبة 1% من أهدافها المعلنة من العدوان ؛ وهذا ما يصنفها ضمن ”عشاق المكتبات المولعين ”بتزيين خزانتهم بكل جديد في عالم الكتب” ليس من أجل الاستفادة منها بل من أجل ”التبجُّح والمباهاة” بتذييل مكتبته ”بتوقيع مؤلفها” وهي في حقيقة الأمر المعني بالآية الكريمة {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة:5].
وأخيراً وهنا بيت القصيد ؛ كلنا يعلم تهافت أردوغان ؛ أياً كان الباعث الذي لا يخفى على المعنيين” على “صواريخ إس (400) بعدما أيقن من عدم جدوى ما تراكمه تركيا من سلاح منعدم الجدوى ؛ لذلك ترغب في التخلص من “الفائض” من أجل “تحيين ترسانتها” لتوفير “المساحة المتطلبة ” من جهة و “لتوفير التمويل” الذي تتطلبه الصفقة من جهة ثانية.. كذلك أمريكا وأمام عجز سلاحها المخجل وتقادمه وتهالكه ؛ “اضطرت إلى شراء سلاح “السوخوي” من أوكرانيا من أجل إجراء مناورات يتم خلالها تدريب الجندي الأمريكي على هذا النوع من السلاح ”وتأهيله لدرجة يتم التعامل معه على أنه عدو حقيقي” من أجل إنتاج السلاح القادر على “تحقيق التوازن” واسترجاع الهيبة التي أضاعتها أمريكا بفعل المغامرات واستنفاذ قدراتها ؛ ولهذا تريد هي الأخرى “تحقيق نفس الأهداف التي تطمح إليها تركيا” : “تحيين الترسانة ؛ ثم توفير كلفة “التحيين” وليس “التمويل” مثل تركيا ؛
والسعودية هي المزبلة “المؤهلة” والموكول لها مهمة استيعاب الخردة التركية والأمريكية وهي “حامل الأسفار” الذي لا يدرك ولا يهتم سوى لما تذيل به من “توقيعات”.

المصدر: صحيفة الثورة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com