أفق نيوز
الخبر بلا حدود

تصاعد الإنذارات في إسرائيل مع استمرار الهجمات القادمة من اليمن

155

أفق نيوز| 

يثبت اليمن من جديد أنه مصدر القلق الكبير لكيان العدو الإسرائيلي، فالصواريخ اليمنية لا تتوقف عن استهداف مغتصبات العدو في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصافرات الإنذار لا تهدأ ولا تتوقف.

وأعلنت القوات المسلحة اليمنية مساء الثلاثاء عن تنفيذ عمليات نوعية في عمق كيان العدو، منها استهداف مطار اللد الذي يطلق عليه العدو تسمية [بن غوريون]، بصاروخ باليستي فرط صوتي، إضافة إلى تنفيذ ثلاث عمليات نوعية استهدفت مواقع حيوية في الأراضي المحتلة، بما في ذلك مدن [حيفا، وأم الرشراش وعسقلان].

ويمثل هذا التصعيد تأكيدًا على موقف اليمن الثابت والداعم لغزة، ويعكس النقلة النوعية في القدرات العسكرية اليمنية التي استطاعت اختراق أحدث المنظومات الدفاعية التابعة للكيان المؤقت.

ويأتي الاستهداف المتكرر لمطار اللّد، وهو الشريان الحيوي للكيان الغاصب في سياق التأكيد على قرار الحظر الجوي على الاحتلال؛ إذ أن العمليات العسكرية اليمنية استطاعت -بفضل الله تعالى- تحييد حركة الملاحة لمطار اللّد بشكل كبير جدًّا.

وتتضمن العمليات دلالات سياسية وعسكرية مزدوجة، ليس فقط تجاه الكيان الصهيوني، بل أيضاً نحو حلفائه، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، التي تسعى للحد من تقدم محور المقاومة من خلال تصعيد المواقف السياسية والتهديدات العسكرية، ليأتي الرد اليمني قاطعاً، موضحًا أن أي استهداف لقطاع غزة واستمرار الحصار سيقابل بزيادة نطاق الاستهداف واستهداف نقاط استراتيجية في الكيان.

ويؤكد الخبير العسكري العميد نضال زهوي، على أهمية استمرار العمليات العسكرية اليمنية ضد الكيان الصهيوني، معتبراً أنها تشكل تهديدًا وجوديًّا لـلاحتلال؛ مما يسهم في إضعاف الجبهة الداخلية التي وصفها بأنها “الأكثر هشاشة في هيكل الكيان”.

وفي حديثه لقناة “المسيرة” يرى زهوي أن استمرار صفارات الإنذار في المدن المحتلة وحرمان المستوطنين من الشعور بالأمان والاستقرار يعد سلاحًا استراتيجيًّا في حدّ ذاته، مشيرًا إلى أن الضربات الإيرانية الأخيرة والعمليات المتزايدة من اليمن أدت إلى تعميق الفجوة بين جيش العدوّ الإسرائيلي والمغتصبين، مما قد يؤدي إلى انهيار تدريجي في الثقة بين المواطنين والحكومة.

ويرى أن ترميم الجبهة الداخلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بات شبه مستحيل إلا بخيارين، “إما بشن حرب شاملة، وهو خيار مستبعد عسكريًّا واستراتيجيًّا، أو بوقف كامل للهجمات، وهذا ما لا يبدو متاحاً في ظل تمسك اليمن وإيران بشروطهما المرتبطة بوقف العدوان على غزة”.

ووفقًا لزهوي فإن اليمن لاعب رئيسي في معادلة الردع، مشيراً إلى أن العمليات النوعية التي نفذها القوات المسلحة اليمنية باتت تطال أهدافاً استراتيجية وحيوية، أبرزها مطار اللّد، الذي يمثل عصبًا اقتصاديًّا وأمنيًّا للكيان، إضافة إلى الحصار المفروض على كيان العدو في البحر الأحمر، والذي قلّص من قدرة العدوّ على التصدير والاستيراد.

ويبين أن تأثيرات العمليات العسكرية اليمنية على الكيان لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد وتتجاوز البنية التحتية لتصل إلى “ثقة العالم في استقرار الكيان”، لافتًا إلى أن صورة “الاحتلال الإسرائيلي” كجغرافيا آمنة تتهاوى تدريجيًّا، لا سيَّما بعد فقدان شركات طيران ومؤسسات مالية عالمية الثقة في سلامة العمل داخل الأراضي المحتلة.

ويلفت إلى أن الهجرة المعاكسة لدى الكيان أصبحت واقعاً حتمياً، مشيرًا إلى أنه بعد الضربات الإيرانية واستمرار التصعيد اليمني، قد نشهد خروج ما يقارب مليون إلى مليون ونصف المليون مستوطن خلال الأشهر القادمة، وهو ما يشكل تهديدًا ديموغرافيًّا حقيقيًّا”.

وفي الوقت الذي تطلق فيه واشنطن والعدو الإسرائيلي التهديدات الصارخة والوعيد ضد اليمن بغية منعه عن موقفه التاريخي المناصر لغزة تأتي العمليات العسكرية اليمنية كرد عملي على تلك التهديدات وعن الموقف الأمريكي.

وحول هذه الجزئية يؤكد زهوي أن أمريكا والكيان الصهيوني يلجأن إلى التهديدات الإعلامية وذلك كونهما يدركان جيدًا صعوبة المواجهة مع اليمنيين، حيثُ أدركت واشنطن محدودية تأثير الضربات الجوية ضد اليمن، لافتّا إلى أن الحديث عن عمليات عسكرية برية أمريكية أو إسرائيلية هو أمر مستحيل عمليًّا، نظراً لتعقيدات الجغرافيا اليمنية، والقيود القانونية والداخلية في الولايات المتحدة.