لبيّك يارسول الله من صنعاءَ إلى غزة ..
أفق نيوز|
أمل الشريف
مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف يَستعد الشعب اليمني خصوصاً والأمة الإسلامية عامةً للاحتفال بهذه المناسَبة التي تَحمل في طيّاتها معانٍ عظيمة وقيمٍ نبيلةٍ وسامية،
إنه يوم الثاني عشر من ربيع الأول، يوم ذكرى مولدِ النور و الرحمة المهداة، مخرج الناس من الظلمات إلى النور خاتم الأنبياء والمرسلين.
الشعبُ اليمني برجالهِ ونسائه وشيوخه وشبابه يُقدم للعالمِ نموذجاً في الصمود والإباء، ويُثبِت يوماً بعد يوم أن قوته مستمدةٌ من إيمانه العميق وتاريخهِ العريق، ويَظهر بروح المقاومة والصمود الأسطوري بشجاعة وإيمان راسخين.
الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يوم مولد النبي الأكرم يُعد محطةَ انطلاقٍ نحو مولدٍ جديدٍ لأمة قويةٍ منتصرة عزيزة لها هيبتها ومكانتها بين سائر الأمم، لها سيادتها وحريتها مما يعني أن هذه الأمة في طريقها نحو استعادة قوَّتها وعزتها وكرامتها كما أراد لها أن تكون وكما أراد الله لدينها، قال عزّ وجل في مُحكم كتابهِ
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
سيرة الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله ليست فقط أحداثٌ تاريخية ومعجزاتٌ فقط ، الرسول في حركته وسيرته الحربية والعسكرية قدّم للأمة التعامل الإسلامي الصحيح مع الأعداء، وفيما يتعلق بالصراع والمواجهة وأهمية الجهادِ في سبيل الله ونصرة المظلومين والمستضعفين على وجه المعمورة.
تحُل علينا هذه الذكرى العظيمة في هذا العام وسطَ مشاعرٍ تَجِيْشُ بالإيمانِ وتَفيضُ بالخشوع والإجلال، والمرابطون في رحاب الأراضي المقدسة يُقدّمون التضحيات و يتطلعون إلى أن يتوحد المسلمون وينتظم العقد الإسلامي ؛ليكونَ مسانداً وظهيراً لهم وهم يخوضون معركتَهم ضد المُحتل الصهيوني الغاصب نيابةً عن العربِ والمسلمين، ويَنشُدون وحدة الموقفِ في هذه المرحلة التي يقوم فيها المحتل الإسرائيلي بتسيير جنوده ويحرك جيوشه ،ليس فقط لتدميرِ ماتبقى من غزة، وإنما لقتل وتجويع ماتبقى من أبنائها المهجرين والمشردين .
في الوقت الذي يعاني الشعب الفلسطيني من خذلانٍ عربي وإسلامي تأتي أهمية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كدعوةٍ للتأمل كيف يمكن أن نُقبِل على الاحتفال دون أن نكون صادقين في نصرتنا لغزة حيث تتوالى فصول الإبادة والمجاعة تفتك بتلك الارواح البريئة، ولا ضميرٌ إنساني تحرك أمام تلك المجازر الدموية والمذابح التي تُرتكب، ضمائر العالم أصبحت ميتةً وأصبحنا نتعَجب من تلك الضمائر التي لم تُحرك ساكناً، أين هي عاصفة الحزم؟ أين الطائراتُ التي احتشدت في سماءِ اليمن تَقصف وتُدمر وتحرِق لسنوات؟ لو كانت أعارتها للفلسطينيين فقط لأسبوع واحدٍ، كان سيتم القضاء على ذلك الكيان المؤقت الغاصب ومحوِه عن الوجود.
تَمرّ هذه الذكرى العظيمة وشعبنا الفلسطيني يقاوم التهجير والترحيل في قطاع غزة ،رغم ما يتعرض له من إجرام وبطشٍ وإبادة جماعية وتجويع ،مؤكِداً على صموده وتجذره على الأرض، ونقول لأهلنا في غزة يا إخوتنا و يا آباءنا و يا أمهاتِنا ويا أبناءنا يا أخواتِنا ،إنّا معكم ونشاطركم ألامَكم وأوجاعكم، وسنظل إلى جانبكم، ولن نترككم فأنتم لستم وحدكم نحن معكم.
وفي هذه الذكرى المباركة يجب أن يكون احتفالنا بالمولد النبوي الشريف تجسيداً لقيمِ النبي صلواتُ الله عليه وآله ولِنَمد يد العون، وأن يكون صوتُنا عالياً ضد الخذلان ، وموقفنا واضحٌ في نصرة غزة وأهلها.