الإعلام في غزة: جزء من القصة لا ناقل لها
أفق نيوز|
تقرير| هاني أحمد علي
كشف تقرير إنساني عن الاستهداف الممنهج والمباشر للصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، في محاولة من العدو الصهيوني لإخفاء حقيقة ما يجري على الأرض، فمنذ بداية العدوان، أصبح الصحفيون ووسائل الإعلام هدفاً لنيران الاحتلال، مما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى وتدمير البنية التحتية الإعلامية.
جريمة اغتيال متعمدة بحق الصحفيين
وأشار التقرير المتلفز الذي بثته قناة المسيرة، اليوم الأربعاء، ضمن برنامج “نوافذ”، إلى أن استهداف الصحفيين لم يكن عشوائياً، بل كان “ممنهجاً ومتعمداً”، حيث استشهد ما لا يقل عن 140 صحفياً حتى منتصف عام 2025، معظمهم خلال تغطية القصف أو في منازلهم.
وأضاف التقرير أن هذه الجرائم طالت سيارات البث المباشر ومقرات القنوات الفضائية والإذاعية والصحف، مما يؤكد أن الرسالة الصهيونية كانت واضحة: “الكلمة الحرة عدو”.
ومن أبرز الجرائم التي تناولها التقرير، اغتيال طاقم قناة الجزيرة، حيث استشهد المراسل أنس الشريف، والمراسل محمد قريقع، بالإضافة إلى المصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل. وفي جريمة نكراء، اعترف العدو الصهيوني بأن استهداف أنس الشريف كان “متعمداً”، وبرر ذلك بالادعاء بأنه كان “إرهابياً متخفياً في زي صحفي تابع لقناة الجزيرة”.
تحديات وصمود في مواجهة الحقيقة
ولفت التقرير إلى أن الصحفيون يعملون في غزة في ظروف صعبة للغاية، حيث يفتقرون إلى الخوذ والدروع الواقية، ويعانون من انقطاع الكهرباء وشبكات الاتصال، مما يجعل إرسال أي تقرير تحدياً بحد ذاته، وقد اضطر العديد منهم لاستخدام أجهزة بدائية من تحت الأنقاض لنقل الصورة للعالم، مما يدل على إصرارهم على أداء واجبهم.
وتقدر الخسائر المادية بـ”أرقام ثقيلة”، تشمل التدمير الكامل أو الجزئي لأكثر من 70 مقراً إعلامياً، وتلف معدات تصوير وبث بملايين الدولارات.
وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات، يواصل الصحفيون نقل الحقيقة من المستشفيات والشوارع ومخيمات النزوح، ليصبح الإعلام في غزة “جزءاً من القصة، لا مجرد ناقل لها”.
وأكد التقرير أن هذه الجرائم بحق الصحفيين ليست سوى “حلقة في سلسلة الدم المتواصلة” التي يرتكبها العدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، حيث يُعتبر اغتيال أنس الشريف وزملاؤه “آخر الجرائم، ولكنها ليست الأخيرة، طالما أن العدوان مستمر”.