أفق نيوز
الخبر بلا حدود

إعلام العدو: مصر خصم حقيقي

53

أفق نيوز|

رأى المحلّل السياسي الصهيوني أريئيل كهانا أنّ اتفاق السلام الموقع بين “إسرائيل” ومصر لم يمنع الأخيرة من التصرف كخصم فعلي، مشيرًا إلى أنّ القاهرة تواصل تعزيز قدراتها العسكرية وتوسيع بنيتها التحتية في سيناء بطريقة تثير قلق المؤسستين السياسية والأمنية في كيان الاحتلال.

وفي مقال نشرته صحيفة “إسرائيل هيوم”، قال كهانا إنّه “بشكل رسمي، هناك اتفاق سلام بين مصر و”إسرائيل”. لكن عمليًا، “الجارة” من الجنوب الغربي هي خصم حقيقي، فكما في قصّة ذات الرداء الأحمر، فإنّ “الإسرائيليين”يسألون مصر: “لماذا تملكين جيشًا كبيرًا إلى هذا الحد؟ لماذا التهديد المرجعي لها هو “إسرائيل”؟ لماذا بناء الأنفاق وإطالة مدارج الإقلاع في سيناء؟ وما المبرر لإدخال قوات إلى شبه الجزيرة دون طلب موافقة “إسرائيل” وبخلاف اتفاق السلام؟”.

وأضاف كهانا “لا يوجد إجابات جيدة عن هذه الأسئلة، من المناسب التذكير بكلمات رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي: “لمصر جيش كبير، مع سلاح متطور، طائرات وغواصات، عدد ضخم من الدبابات والمشاة المقاتلين””، وتابع “وفقًا للتقديرات حاليًّا لا يدور الحديث عن تهديد، لكنّه قد ينقلب في لحظة”.

وبحسب الكاتب، فإنّه “في الساحة السياسية أيضًا، تتحدى مصر “إسرائيل” بشكل دائم. هذا أحد الأسباب وراء رفضها استيعاب – حتّى ولو بشكل موقّت – سكان غزّة، أو منحهم أراضي في سيناء. فهي لا تريد هذه الكتلة السكانية المحرَّضة داخل حدودها، لكن في الوقت نفسه يناسبها أن يقاتلونا. بالنسبة للسيسي، عصفوران بحجر واحد. ويضاف إلى ذلك الكراهية لـ”إسرائيل” داخل النخب المصرية، والطبقات الشعبية، ومواقع التواصل الاجتماعي، والإعلام المصري، وأيضًا الألغام التي تزرعها مصر في وجه “إسرائيل” داخل المؤسسات الدولية. كلّ هذا أقرب إلى حرب باردة منه إلى “سلام بارد””.

ولفت الكاتب إلى أنّ “المفارقة الكبرى أن لدى “إسرائيل” أوراق ضغط مهمّة لوضع مصر عند حدّها:

أولًا – الأميركيون: “تل أبيب” ساعدت القاهرة مرات عديدة في ممرات واشنطن عبر السنوات. يمكن ومن الأجدر قلب الاتّجاه وتنبيه الكونغرس إلى ما يجري”.

ثانيًا – الغاز: منذ سنوات تعتمد مصر على الغاز “الإسرائيلي” من أجل البقاء. من دونه ستشهد مصر انقطاعات كهربائية واسعة. إضافة إلى ذلك، الاقتصاد المصري، الذي يربح من إعادة بيع الغاز الذي تشتريه من “إسرائيل” إلى أوروبا، سيفقد مصدر دخل أساسيًّا إذا قرر أحد في “إسرائيل” إنزال القاطع (المفتاح الكهربائي الرئيسي).

هذا، وفق الكاتب، ينطبق أكثر بعد صفقة الغاز العملاقة المستقبلية التي نُشر عنها هذا الأسبوع. وفقًا للتخطيط، ستشتري مصر من حقل “لفياتان” 130 مليار متر مكعب من الغاز خلال 14 عامًا مقبلة، بمبلغ إجمالي يصل إلى 35 مليار دولار.

وبحسب الكاتب، فإنّ “صاحب الصلاحية في إقرار التوقيع هو وزير الطاقة إيلي كوهين. كوزير خارجية سابق ورجل برؤية إقليمية واقعية، يفهم كوهين القيمة السياسية الهائلة لهذه الصفقة. صحيح أنه لن يقرر بمفرده ما إذا كان سيوافق عليها، بل سيفعل ذلك بالتشاور مع رئيس الوزراء، لكن من الواضح أن بأيديهما أداة ضغط قوية جدًا. والسؤال هو: هل سيستغلانها؟”.

وختم “لقد آن الأوان لتوضيح الأمر لمصر: انتهى زمن أن نكون سذّجًا. أحد أكثر احتياجات “إسرائيل” إلحاحًا هو فتح منفذ خروج لسكان غزّة. لقد حان الوقت لتتصرف “إسرائيل” كـ”دولة” ناضجة وتستخدم ورقة الضغط الاقتصادية – الطاقوية المتاحة لها من أجل دفع هذه المصلحة الوطنية”.