شهيد الإنسانية …رثاء في السيد حسن نصرالله – على نهج العترة
أفق نيوز|
عبدالسلام جحاف
يا عينُ جودي بالدّموعِ وسلهمِ
هل يُرجَعُ الأحرارُ بعدَ تكرُّمِ؟
قد غابَ بدرُ الدينِ عنّا ساطعًا
وتوارَتِ الأزمانُ بعدَ تظلُّمِ
يا سيدي حسنًا، بكَ الدينُ اعتلى
واليومَ يبكيكَ المصلِّي في الحَرَمِ
كنتَ الحصيفَ إذا اشتدّتْ فواجِعُنا
والرأيُ منك قويمُ عقلٍ مُلهَمِ
أبكيتَ من عرفوا ثباتَك ساعةً
فيها العروشُ تهاوتِ، والهمَمِ
ما غابَ مثلكَ، بل بقيتَ ذكـــــــرَةً
تُروى على الأجيالِ جيلاً فاعلَمِ
إنّي لأقسمُ ما نسيْتَ مواطِناً
قد كنتَ فيهِ رفيقَ جَرحٍ مُترمِّمِ
يبكيكَ طفلٌ ما وجدْتَ لضعفِهِ
إلا يديكَ سِراجَ رفقٍ مُنعَمِ
وتنوحُ أمٌّ حينَ تذكُرُ عطفَكُمْ
فالعطفُ منك كنسمةٍ لم تُجرَمِ
لو أبصرَ الأعداءُ بعدَ فِراقِكمْ
علموا بأنّ الدهرَ صارَ بأظلمِ
أصلٌ كريمٌ في النبوّةِ منبعٌ
وفصلُكُمْ فخرُ القبائلِ والأُمَمِ
أنّى يُقاسُ بنهجِ آلِ محمّدٍ
قومٌ تفرّقَ أمرُهم في الظُّلَمِ
أنتَ ابنُ فاطمةِ البتولِ وعزُّها
أنتَ الذي بالحقِّ تسمو في القِمَمِ
عزمُ الوصيِّ بأرضِ كربَلَ باقياً
قد أورثوهُ لأوجهٍ لا تُهزَمِ
قد كنتَ في يومِ الكريهةِ رحمةً
تمحو الجراحَ وتستميلُ إلى السَّلَمِ
لكنْ إذا دُفِعَ العدُوُّ تكشّفتْ
سيفًا يُزلزلُ رايةَ المُستَظلِمِ
جادَتْ يداكَ بنفسِكَ العلياءِ كي
تحمي صغارًا في الملاجئِ من دمِ
وسقيتَ بالدمِ كلَّ أرضٍ دنّستْ
كي لا يُبادَ بريءُ طفلٍ مُظلَمِ
أقسمتَ أن تبقى حصينًا دونهُم
حتى ارتقَيْتَ شهيدَ عِزٍّ مُكرَمِ
نمْ راضيًا، فالمستضعَفونَ دعاؤُهم
يُهدَى إليكَ كأصدقِ الدعواتِ سُلَّمِ
يا ليتَ قبري كانَ بعدَ رحيلِكمْ
كي لا أعيشَ على فراقِ مُكرَّمِ