الصراع البيني داخل أدوات تحالف العدوان .. التيار العفاشي يكتب فصل السقوط الأخير
أفق نيوز|
التحركات المستمرة التي يقودها التيار العفاشي المحسوب على بقايا نظام عفاش، لإعادة تموضعه في المشهد اليمني عبر إثارة الفوضى وبناء تحالفات إقليمية مشبوهة مع الكيان الصهيوني والإماراتي، إلا أن مساعيه هذه لا تجد القبول لدى شركائه المفترضين في معسكر تحالف العدوان، وتحديدًا حزب الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي، اللذين يرفض كلاهما أي شراكة فعلية مع هذا التيار، رغم اشتراكهم جميعًا في خدمة أجندات العمالة للمصالح الصهيونية والغربية في المنطقة.
أجندة صهيونية وتنازع داخلي
التيار العفاشي يسعى للعودة إلى واجهة السلطة، معتمدًا على أدوات تخريبية أبرزها التغلغل في المؤسسات، خلق الأزمات الاقتصادية، وإثارة النزاعات المناطقية، ورفع شعارات التضليل من نافذة الجمهورية وغيرها من الشعارات المطبوخة في مطابخ الموساد الإسرائيلي، في الوقت ذاته، تشير تقارير وتحركات إعلامية ودبلوماسية مؤخراً، إلى تواصله مع الإمارات والكيان الصهيوني، بهدف تقديم نفسه كبديل معتدل، قادر على حماية المصالح الغربية والصهيونية في اليمن، خصوصًا في ظل الفشل الأمني المتكرر في المناطق الخاضعة لما يسمى بالحكومة الشرعية.
إلا أن هذه التحركات قوبلت برفض شديد من قبل حزب الإصلاح، الذراع السياسي للإخوان المسلمين في اليمن، والذي يرى في التيار العفاشي خصمًا تاريخيًا لا يمكن الوثوق به، ويتهمه بأنه المسؤول عن تصفية كوادره إبان حكم عفاش، إضافة إلى تحميله مسؤولية تفكيك الدولة اليمنية وحبك مؤامرة القضاء على الحزب في مختلف المحافظات اليمنية
أما المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، فرغم تقاطعه مع التيار العفاشي، في بعض المصالح الآنية، إلا أنه يرفض بشدة إدماجهم ضمن مشروعه السياسي، معتبرًا أن بقايا نظام عفاش لا يمكن أن يكونوا شركاء في أي مشروع انفصالي جنوبي، بل ينظر إليهم كتهديد محتمل لطموحه في السيطرة على الجنوب بشكل منفرد.
الصهيونية كعامل مشترك .. لا يعني وحدة الصف
اللافت أن جميع هذه الأطراف، التيار العفاشي، الإصلاح، والانتقالي، يسيرون بدرجات متفاوتة في تنفيذ سياسات وأجندات ذات صبغة صهيونية، سواء عبر تطبيع غير مباشر، أو من خلال تنفيذ مشاريع تفكيكية تصب في مصلحة السيطرة الغربية والصهيونية ، على الممرات البحرية والثروات الوطنية، لكن هذا التشارك في التبعية لم ينتج تحالفًا موحدًا، بل على العكس، أنتج صراعًا بينيًا محتدمًا، تُستخدم فيه أدوات إعلامية وعسكرية واقتصادية لضرب بعضهم البعض.
الفوضى كأداة .. لكنها تنقلب على صانعها
تحركات التيار العفاشي في مناطق سيطرة تحالف العدوان، ومحاولاته التسلل مجددًا إلى مفاصل القرار، خصوصًا في شبوة ومأرب وعدن، تُقابل غالبًا بإجراءات استبعادية من قبل الإصلاح والانتقالي، وصلت أحيانًا إلى التصفية الجسدية أو التشويه الإعلامي، هذا العداء المتبادل، الذي يبدو في ظاهره صراع نفوذ، يخفي في جوهره صراعًا على من ينال رضى القوى الأجنبية، وعلى رأسها الكيان الصهيوني الذي يحاول بناء موطئ قدم استخباراتي وأمني دائم في اليمن.
أما في صنعاء عاصمة السيادة والاستقلال والتحرر من الوصاية فقد حاول التيار العفاشي أن يعيد إنتاج نفسه من خلال إثارة الفوضى ورفع شعارات ناعمة ومخادعة كالجمهورية وثورة 26 سبتمبر ، ومدفوعاً هذه المرة من السعودية والامارات والكيان الصهيوني ، على خلفية الموقف الصلب والتاريخي للشعب اليمني والقوات المسلحة في استهداف قلب الكيان والمساندة لغزة ، ولكنه وقع بين كماشة اليقظة والوعي الشعبي في الداخل ، والهجوم الشرس الذي لقيه من الحلفاء الأعداء ، حزب الاصلاح والانتقالي الذين ينظرون إليه غريماً أثخن فيهم الجراح سابقاً ، ولن يسمحوا له أن يسبقهم إلى العمالة و إلى الغنيمة المنتظرة ،
التيّار العفّاشي بتحركاته الأخيرة قد فقد حاضنته الشعبية، وفي السعي الأخير اليائس للعودة إلى المشهد السياسي من نافذة العدو الصهيوني ودوائر تمويل إقليمية، هذه الخطوة تُعدّ دقًّا لآخر مسمارٍ في نعش هذا التيّار لأنه فقد المبرر الوطني أمام قاعدة شعبية تحترم الثوابت، والقيم ، وتؤمن بأن الكيان الصهيوني عدو وفق توجيهات الله سبحانه وتعالى ، ومجرم لا يتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم ، وهذا التيار تحول إلى أداة أجنبية تعمل على تمرير أجندات تتناقض مع الهوية الإيمانية والوحدة الوطنية، وسقط عنه القناع أمام الرأي العام الذي يرفض أي مشروع يعتمد على العبودية والعمالة والتبعية للخارج.
خاتمة .. المشهد إلى مزيد من التفكك
يتضح أن ما يجمع أطراف “تحالف العدوان” ليس سوى التبعية للخارج، أما داخليًا، فلا توجد أي أرضية مشتركة حقيقية يمكن أن تنتج تحالفًا سياسيًا مستقرًا، بل إن كل طرف يرى في الآخر تهديدًا لمشروعه الخاص في السلطة والنفوذ، وهذا المشهد المشين، يؤكد أن الفوضى التي يسعى التيار العفاشي إلى صناعتها تحول إلى سلاح ارتد عليه قبل أن تحقق له ما يطمح إليه من تمكين أو عودة.
المصدر: موقع يمانيون / تقرير / خاص