أفق نيوز
الخبر بلا حدود

طوفان الأقصى عملٌ فلسطيني بطولي يستند إلى الحق بكل الاعتبارات

34

أفق نيوز|

طوفان الأقصى هو عملٌ فلسطينيٌ بطوليٌ، يستند إلى الحق بكل الاعتبارات، كنتيجة طبيعية لحربٍ عدوانيةٍ وإجراميةٍ على الشعب الفلسطيني في أرضه، طوال مائة وخمس سنوات من الاحتلال، ونهب الأرض، والقتل، والإبادة الجماعية، والتهجير، والاعتداء على المقدسات، توزعت تلك الفترة من الزمن بين ثلاثين سنة من الإجرام البريطاني، والعصابات اليهودية الصهيونية، التي جلبها البريطاني إلى فلسطين، وخمسةٍ وسبعين عاماً من السيطرة والاحتلال والإجرام الصهيوني.

تاريخٌ مأسويٌ من الإيغال في الدم الفلسطيني، والعدوانية المفرطة، التي تستند إلى الخرافات، والسرديات المغلُوطة، والأطماع غير المشروعة، والأباطيل والأكاذيب، فطوفان الأقصى هو امتدادٌ طبيعيٌ لحالة المقاومة والصمود الفلسطيني، والتي تبلورت في الانتفاضة الفلسطينية الأولى: في ثمانينات القرن الماضي، والثانية: في بداية الألفية، بعد الإخفاقات العربية، والتَّخلِّي العربي عن فلسطين، منذ الاتفاقات المذلَّة في 1974م، وما تبعها من هروب وتخلٍ عربيٍ كليٍ عن فلسطين.

خلال السنوات الأخيرة، سعى العدو الإسرائيلي، وبدعمٍ غربيٍ واسعٍ وتآمرٍ وتواطؤٍ عربي، لتنفيذ مخطط خطير؛ لتغييب القضية الفلسطينية، وإماتتها كلياً، واتَّجه العالم الغربي- كذلك- لسوق الخونة من منافقي الأمة، إلى اتفاقية ذُلٍ وانبطاحٍ وارتداد، تحت مسمى [التطبيع]، وكان الحبل على الجرار، حيث تتساقط الدول تباعاً في الحضن الصهيوني، وتستعد غيرها للقفز إلى براثن العدو، وتسليم أمرها له، وتصفية القضية الفلسطينية بشكلٍ تام.

الشعب الفلسطيني، الذي كان يعاني بشدة؛ نتيجةً للحصار، والقتل اليومي، ومصادرة الأرض، لم يكن يلوح له أي أملٍ في الأفق، أو ضوءٌ في نهاية النفق المظلم، الذي عمل العدو الإسرائيلي، وداعموه الغربيون والمنافقون العرب، لإدخال الفلسطينيين إليه، فلسطين كان يراد لها أن تتمزق وأن تطمس قضيتها، وكيان العدو يحقق أهدافه، بدون حتى أن يدفع أو يخسر مقابل ذلك أي ثمن، وصلت فصائل المقاومة إلى حتمية المواجهة.

الطوفان حقق نجاحاتٍ كبيرة، لا ينكرها إلا الخونة، والمتصهينون، والمنحطون، والأغبياء الجاهلون، وكاد العدو لإسرائيلي أن يغرق تماماً، وأن ينهار كلياً، لولا محاولات الإنقاذ الغربية والعربية، وعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، والمخططات التي كان العدو الإسرائيلي وداعموه من الغرب والعرب قد حاكها، فشلت وافتضحت بشكلٍ كامل.

أعاد طوفان الأقصى الحياة لثقافة الجهاد في سبيل الله في أوساط الأمة، وبدون أي ضعفٍ أو استسلام، مهما كانت التضحيات، طوفان الأقصى أنهى حروب العدو الإسرائيلي الخاطفة، وأدخله في معمعة حروب الاستنزاف والمواجهة الطويلة، وأنهك العدو وداعميه الغربيين.

ثم أطماع العدو الصهيوني، في واقع الحال لا تقف أبداً عند فلسطين، بل تمتد إلى بقية العرب، إلى بقية الدول المجاورة لفلسطين، وكذلك برغبة السيطرة وطمع السيطرة على المنطقة بكلها، أطماع العدو الإسرائيلي في الأرض العربية ليست سرديات وروايات تحكى، هي مشاريع ماثلة، يجري العمل عليها على الأرض، وتوفر لها إمكاناتٌ ضخمة، تشهد عليها الحروب العدوانية، التي شنتها وتشنها العصابات الصهيونية، واحتلال بلدان عربية، ويُنَظَّرُ لها، وَتُدَرَّس في مناهجهم وكتبهم، التي يذكرون فيها تلك الأحلام والخيالات بكل وقاحةٍ وصراحةٍ ووضوح.

كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ” يحفظه الله ” في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى  1446-2024م