أجيال السيد.. عهد وعزم وأمل
أفق نيوز|
احمد الضبيبي
اختتمت “جمعية كشافة الإمام المهدي” أنشطتها الكشفية بعرضٍ مهيبٍ في مدينة بيروت، تجاوز عددُ المشاركين فيه الخمسين ألف كشفي وكشفية.
لم يكن هذا العرضُ مُجَـرّد تجمّعٍ رياضيٍّ أَو ترفيهيٍّ، بل كان بيانًا بليغًا ورسالةً مدويّةً انطلقت من عاصمة لبنان لتعانق أصقاع العالم، وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب، مؤكّـدةً أن بيروت وكل شبرٍ في أرض المقاومة تنبضُ بالعهد الأقدس لسيد شهداء المقاومة، سماحةَ السيد حسن نصر الله – رضوان الله عليه -.
لقد آتت البذورُ التي بذرها سيدُ شهداء الأُمَّــة، سماحةُ السيد حسن نصر الله، أُكلَها اليوم في هذا الحشد الغفير.
هذا الجيل الصاعد هو ثمارٌ يانعة، أجيال مؤمنةُ بقيمها المحمدية الأصيلة، معتزةٌ بهويتها الجهادية، وتواصل دربَه بكل عزةٍ وشموخ، مؤكّـدةً أن دماءَ القائد المؤسّس لم تذهب سدى.
إن جيل السيد هذا هو امتداد للجيل الذي سحق نخبةَ النخبة في الجيش الصهيوني عند حافة القرى الأمامية في جنوب لبنان، وهو امتداد لزينب العصر التي وقفت في القرى الجنوبية بكل ثبات وشموخ أمام فوهة دبابة الميركافا بكل تحدٍ وعنفوان.
بيئةُ المقاومة صخرةٌ صُلبة في زمن التهاوي:
إن استشهاد سيدِ شهداء المقاومة، سماحةَ السيد حسن نصر الله، وصفيه الهاشمي، وجميع القادة الشهداء – رضوان الله عليهم -، لم يكن – كما توهّم العدوّ – قضاءً على المقاومة أَو إخمادا لروحها.
بل كان نفحةً إلهيةً أيقظت الهمم وحرّكت العزائم، وجعلت كُـلّ فردٍ في بيئة المقاومة يستعدّ لحمل الراية والمضيّ على طريق الجهاد والاستشهاد، كأن دماءَهم الطاهرة كانت وقودًا متجدّدًا يُغذي شعلةَ الصمود في زمنٍ عصيبٍ.
حين سعى العدوّ الصهيوني والأمريكي والغرب الكافر إلى إسقاط الأُمَّــة العربية والإسلامية في مستنقع التخلي عن القيم المحمدية الأصيلة والسقوط الأخلاقي والقيمي، أثبتت بيئة المقاومة اليوم أنها قلعةٌ حصينةٌ بإيمانها وثباتها وقيمها، وأنها صخرةٌ صلبةٌ تتحطّمُ عليها كُـلّ المؤامرات والتحديات المحيطة بها، حاملةً لواءَ الطهر والعفاف في وجه المدّ الهدّام.
إن العرضَ الكشفيّ لـ”أجيال السيد” اليوم لم يكن عرضًا للترفيه أَو للرياضة فحسب، بل هو مسيرةُ بيعةٍ متجددة، وتواصلٌ للدرب على عهد الشهداء الأبرار، واستعراض للجهوزية التامة، وإعلان بأن هذا الجيل الذي يُطلّ اليوم بزهو العزيمة سيأتي اليوم الذي يكون فيه فيالقُ الرضوان ونصر وبدر وعزيز ليصنعوا نصرًا مؤزرًا يوازي تضحيات القادة.
وفي الختام، يأتي هذا العرض الكشفي العظيم في هذا التوقيت المفصلي ليؤكّـد أن الجيل القادم بأكمله على العهد لسيد شهداء الأُمَّــة وجميع شهداء المقاومة.
إنه جيلٌ سيمضي بكل عزمٍ وإخلاص في العملِ والجهاد، حتى يتحقّق أملُ كُـلّ الشهداء العظماء وهو التحريرُ الكامل لتراب فلسطين، وصلاةُ النصرِ الظافرةُ في القدس الشريف.
إنها وحدةُ العهد، واستدامةُ الجهاد، وإشراقةُ الأمل في فجر التحرير القريب.