أفق نيوز
الخبر بلا حدود

صنعاء تودّع غدًا القائد الغماري.. فارس الوفاء والصمود

68

أفق نيوز|

غدًا، ستشهد العاصمة صنعاء مراسم وداع مهيبة للفريق الركن الشهيد المجاهد محمد عبدالكريم الغماري، قائد التحولات وبوصلة فلسطين، الذي ارتقى شهيدًا بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتضحية.

ميدان السبعين سيكون مسرحًا لتجمع الشعب اليمني لوداعٍ القائد الذي ترك أثرًا خالدًا في ذاكرة الأمة، ولتجسيد وحدة الشعب اليمني حول قيادته واستمرارية المسيرة على درب الصمود والمواجهة حتى النصر أو الشهادة.

مسيرة القائد الغماري.. من الدفاع عن الوطن إلى دعم فلسطين

الفريق الركن الشهيد المجاهد محمد عبدالكريم الغماري لم يكن قائدًا عسكريًا عاديًا، بل كان رمزًا للوعي الاستراتيجي والشجاعة الميدانية، منذ انطلاق مسيرته، سطر الغماري صفحات من العطاء والتضحية، قاد خلالها القوات المسلحة لتحويلها من قوة تقليدية إلى جيش يمتلك القدرة على الردع النوعي، من الصواريخ الباليستية إلى الطيران المسير، وصولًا إلى العمليات البحرية المتقدمة.

لم تكن فلسطين بالنسبة للغماري مجرد شعار، بل جزءًا من عقيدة وطنية وعسكرية متكاملة، ومن خلال استراتيجياته، أرسى مبدأ دعم المقاومة الفلسطينية بشكل عملي، وجعل كل ضربة للقوات المسلحة ترجمة واقعية لوحدة المصير بين اليمن وفلسطين، ما جعل العدو يترنح أمام قدرة اليمن على الردع والتأثير.

إرث استراتيجي وميداني يخلده الشعب اليمني

استشهاد الغماري جاء ليؤكد أن القائد الحقيقي هو من يدمج بين التخطيط الميداني والحضور في قلب المعركة، لقد أعاد تعريف مفهوم الجبهة، فحوّلها من خطوط تماس إلى مناطق تأثير، وجعل القرار العسكري نابعًا من الواقع الميداني وليس مجرد مكتب، وأظهرت شهادات الضباط والمجاهدين الذين رافقوه حجم التغيير الذي أحدثه في فلسفة القيادة العسكرية اليمنية، وهو إرث سيظل محل الاقتداء والتطبيق من قبل الأجيال القادمة.

اليوم، يمثل الغماري نموذجًا للقائد الميداني الذي يجمع بين الإيمان، الصبر، والشجاعة، ويضع القضية الوطنية والإسلامية في مقدمة أولوياته.

الوحدة الشعبية في وداع القائد المجاهد

مراسم التشييع ليست مجرد جنازة، بل إعلان جماعي عن استمرار المسيرة، وتجسيد لوحدة الشعب اليمني حول قيادته، الحشود التي ستتجمع غدًا في ميدان السبعين تؤكد أن الوفاء للقادة والشهداء جزء من عقيدة الأمة، وأن الدم اليمني امتزج بدماء الشهداء في فلسطين، ليصبح الردع اليمني والالتزام بالقضية الفلسطينية رسالة لا يمكن محوها.

رسالة الأمة.. الوفاء والردع مستمران

دماء الغماري امتزجت بدماء محور المقاومة، لتؤكد أن اليمن حاضر في قلب المواجهة، وأن المسيرة مستمرة مهما تكالبت الضغوط.. إن استشهاده رمز للعزيمة التي لن تنكسر، ورسالة واضحة للأعداء أن الردع اليمني قائم، وأن دماء الشهداء لن تذهب هباءً، بل ستنير الطريق للأجيال القادمة.

اليمن تقف اليوم بجانب فلسطين، ووحدتها الشعبية والميدانية تعكس أن الوفاء للقادة والشهداء جزء من عقيدة الأمة، وأن الطريق نحو الحرية والكرامة مستمر، كما علمنا الغماري، قائد التحولات وبوصلة فلسطين.

التشييع رسالة للعالم

غدًا، مع كل خطوة في ميدان السبعين، ومع كل دمعة وفاء، سيرسل الشعب اليمني رسالة للعالم مفادها: اليمن لن تتراجع، دماؤها لن تُنسى، وشهداؤها سيظلون منارة للعزيمة والكرامة.

وداع الغماري ليس وداعًا لشخصٍ واحد، بل إعلان أن المسيرة مستمرة، وأن العزم الشعبي والردع العسكري سيظلان حماية للأرض، للحرية، وللقضية الفلسطينية.. وكل من حاول المساس بأمن اليمن أو استهداف قوته سيكتشف أن إرادة هذا الشعب لا تنكسر، وأن دماء الشهداء هي وقود النصر القادم.