استشهاد قائد الأركان يعزز العزم… مفتي اليمن يدعو لمواصلة المسيرة
أفق نيوز|
أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين أن استشهاد رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري مع ثلة من المجاهدين لن يثنينا عن مواصلة دربنا في نصرة المظلومين والمستضعفين من عباد الله، والجهاد في سبيله، حتى نلقى الله وهو راضٍ عنا.
جاء ذلك في كلمة لمفتي الديار اليمنية ألقاها خلال التشييع الرسمي والشعبي لرئيس هيئة الأركان العامة وثلة من المجاهدين عبر فيها عن أحر التعازي لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والقيادة السياسية وحكومة التغيير والبناء والشعب اليمني والأمة الإسلامية وأسر الشهداء بارتقاء كوكبة من الشهداء العظماء على طريق القدس جهادًا في سبيل الله ونصرة للمستضعفين من عباد الله.
وقال “أولاً ما أصابنا يأتي في إطار قول الحق جل وعلا وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.
وأضاف “المصاب الجلل والعظيم، لا ينبغي أن يثنينا عن مواصلة دربنا في نصرة المظلومين والمستضعفين من عباد الله، والجهاد في سبيله، حتى نلقى الله وهو راضٍ عنا، والمسألة الثانية أن ما حصل من جهة بعض المرتزقة والعملاء في تعاونهم مع العدو الصهيوني الغاصب وكل من يسير في هذا الفلك، فإن الحق جلّ وعلا قال فيمن يتعامل مع الأعداء ضد الإسلام والمسلمين أنه مرتد”.
واستشهد العلامة شرف الدين على ذلك بقوله تبارك وتعالى “إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدْبَٰرِهِم مِّنۢ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَى ۙ ٱلشَّيْطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ، ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِى بَعْضِ ٱلْأَمْرِ ۖ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ”، مؤكدًا أنه ليس في شرط المرتد أن يكون كافرًا بالله واليوم الآخر والرسول عليه الصلاة والسلام، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإنما يكفي تعامله مع الأعداء، ضد أبناء الإسلام والمسلمين، وهو دليل على ردته عن الإسلام.
وتابع “المسألة الثالثة، إذا علمنا أن شخصًا ما تعاون مع الأعداء، فالواجب الديني يقضي بالتبليغ عنه، ونخبر السلطات المعنية بهذا الشأن، لأن التستر والسكوت عن المنكر، هو منكر بحد ذاته ويُعد مشاركة كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم “من أَحْدَثَ حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقبل منه صرفٌ ولا عدلٌ”.
ولفت مفتي الديار اليمنية، إلى أن المسألة الرابعة، تتعلق بالتأكيد على أنه لا يجوز التستر على أولئك المجرمين كما قال تعالى “وَلَا تُجَٰدِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا، هَٰٓأَنتُمْ هَٰٓؤُلَآءِ جَٰدَلْتُمْ عَنْهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا”.
وجدد التأكيد على أن التستر للظالم والمفسد الذي عُلم فساده وظلمه لا يجوز، “مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُۥ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ مُّقِيتًا”، مضيفاً: “لقد حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الشفاعة لمثل هؤلاء عندما قال مَن حالَت شفاعتُهُ دونَ حدٍّ من حدودِ اللهِ فقد ضادَّ اللهَ في أمرِهِ”.
وأفاد مفتي الديار، بأن الشهداء العظماء قضوا نحبهم في سبيل الله كما قال تعالى ” مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا، سائلًا الله تعالى للشهداء الرحمة والمغفرة والرضوان والجمع بهم في مستقر رحمته.