أفق نيوز
الخبر بلا حدود

نازحة غزية تشعل نار البلاستيك لتدفئة أحفادها.. والكيان يقيّد إدخال الغاز رغم وقف الحرب

35

أفق نيوز|

أمام خيمتها المهترئة وسط مدينة غزة، تجلس روحية البلبيسي، الستينية المريضة بأزمة قلبية، تحاول إشعال النار بقطع من القناني البلاستيكية وأكياس النايلون لتدفئة أحفادها وطهو ما تيسر لهم من طعام.

تقول البلبيسي بصوت مبحوح من الدخان والوجع لموقع (فلسطين أون لاين): “لسه بنولع النار، والعيش غالي والظروف صعبة.. هي عيشتنا على النار من أول الحرب إلى الآن.”

ورغم مرور شهر على سريان اتفاق وقف حرب الإبادة، ما تزال نيران البلاستيك والنايلون والحطب تشتعل أمام خيام النازحين، بعد أن قيّد العدو الصهيوني إدخال الغاز إلى القطاع، في خرق واضح للبروتوكولات الإنسانية، وفق تقارير منظمات دولية.

تعيش “أم فايز” مع أبنائها وأحفادها في خيمة واحدة بعد أن دمّر الكيان منزلهم في منطقة الشعف، وتعجز عن شراء الحطب أو تعبئة الغاز بسبب شح الكميات.

اختناق “أم فايز” بدخان البلاستيك ليس سوى وجه واحد من معاناة لا تتوقف: فقدان المأوى، والجوع، والمرض، والفقد. فقدت اثنين من أحفادها في الحرب، ولا تزال تجهل مصير أحد أبنائها وحفيده منذ 25 أبريل الماضي، في وقت تشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من 10 آلاف شهيد ما زالت جثامينهم تحت الأنقاض.

ورغم كل ذلك، تبتسم روحية بوجه متعب وتقول بإيمان ثابت: “ربنا كبير، وإن شاء الله دايمًا نرفع روسنا.”

وذكرت الهيئة العامة للبترول في غزة أن الكيان يعيد شاحنات الغاز يوميًا من المعبر دون تعبئتها، في خطوة وصفتها بأنها “إمعان في إذلال الشعب الفلسطيني”، ودعت الأطراف الدولية إلى التدخل العاجل.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، لم يدخل إلى القطاع منذ بدء وقف إطلاق النار سوى 28% من الشاحنات المفترض دخولها، بينها 31 شاحنة فقط محملة بغاز الطهي، رغم النقص الحاد في الوقود والسولار الضروري لتشغيل المخابز والمستشفيات.

وبدعم أمريكي وأوروبي، ارتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 69,182 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 170,693 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.