{أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}
أفق نيوز| صفوة الله الأهدل
لطالما أتساءل في نفسي عن خلايا التجسس كيف طاوعهم قلبهم على خيانة وطنهم؟ كيف سمح لهم ضميرهم بزيادة معاناة شعبهم؟ كيف ساعدتهم أيديهم على تدمير بلدهم؟ كيف قبلت أنفسهم ببيع أمتهم والعمل لصالح الأعداء؟ بل كيف استطاعوا أن يرتكبوا كل تلك الجرائم دون أن تردعهم إنسانيتهم وتمنعهم فطرتهم أو أن يحول بينهم وبينها شيء؟! ألم يعلموا أن الله قال: {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَـٰئِكَ هُوَ يَبُورُ}؟
الفقر ليس مبررًا للخيانة، الحاجة ليست ذريعة للإرتزاق، البطالة ليست عذرًا للعمالة، العوز ليس سببًا للنفاق، المعاناة ليست حجة للتجسس، بل ليس هناك مايدفع للارتماء في حضن الأعداء!
أليس أفراد الخلية التجسسية محسوبين على الأمة الإسلامية “مسلمين” ، أليسوا منا “يمنيين” ويعيشون بين أوساطنا؟! إذًا مالذي دفعهم لمشاركة اليهود والغرب الكافر في ارتكاب الجرائم البشعة والمجازر الفظيعة بحق أبناء بلدهم وإخوتهم؟ مالذي جعلهم يصطفون إلى جانب الأعداء ويقفوا في صفهم؟ لماذا ساهموا في شد الخناق أكثر وساعدوا على ضرب البنية التحتية؟ لماذا سعوا لتدمير قدرات بلدهم العسكرية وكشف معسكرات التدريب وأماكن إطلاق الصواريخ البالستية وانطلاق الطائرات المسيّرة وحاولوا إضعاف قوة شعبهم؟ لماذا خاضوا مع الباطل ولطخوا أيديهم بدماء الأبرياء؟ هل حسبوا أن أمرهم لن يكتشف، وأن سرهم لن يفضح، ولن تزل قدمهم ويتركون أثرًا يدل عليهم:{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ}؟! ،ألم يسمعوا بآيات: {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ}، و آية: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}، و آية:{قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ}؟!
خسارة مابعدها خسارة؛ ندامة في الدنيا وحسرة في الآخرة، لمَ لم يفكروا بالنهاية؟ هل غفلوا عنها مثلًا أو نسوها؟ سيقبعون الآن في السجون خلف القضبان يقضون مابقي من حياتهم مهمومين مغمومين تلاحقهم اللعنة ينتظرون صدور حكم إعدامهم حدًا وتعزيرًا؛ بسبب ما اقترفته أيديهم وسوّلت لهم به أنفسهم، ولن ينفعهم الموساد الإسرائيلي، ولن تنقذهم المخابرات الأمريكية، ولن تساعدهم الاستخبارات السعودية ويخرجوهم مما هم فيه.