أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الأنظمة العربية.. نكبة الأمة

192

صخر الكبسي

لطالما ارتكزت الرهانات الأمريكية والأجندة الصهيونية في منطقتنا العربية والإسلامية على الأنظمة العميلة والجماعات التكفيرية، كون هاتان الركيزتان لهما حيثياتهما المترابطة والمتراكمة بفعل تسلسل أحداث التاريخ السياسي المعاصر للوطن العربي .
وإن ما تحقق خلال الأيام الماضية في محافظة البيضاء من هزيمة نكراء للجماعات الإجرامية من داعش والقاعدة يمثل انتصارا ساحقا وضربة موجعة في خاصرة أجهزة الاستخبارات الأمريكية الصهيونية وأدواتهما في المنطقة ، كون هذه الجماعات كانت ولا زالت الأداة اﻷميز والورقة الرابحة لقوى الهيمنة الصهيونية الاستعمارية التي تمكنت خلالها من تنفيذ الكثير من أهدافها في المنطقة والعالم ابتداء بضرب الأمة الإسلامية من الداخل وتشويه الإسلام وضرب مبادئه عبر هذه الجماعات التكفيرية التي خرج من عباءتها لحى وعمائم زائفة والتي تمكنت من اعتلاء المنبر الديني وبث سمومها في ذهنية المجتمعات تحت عناوين منحرفة تخدم قوى الهيمنة والاستعمار العالمي ، حيث صنعت الأفكار الضالة ونسفت كل المفاهيم والأسس الدينية.
والموروث الإسلامي النقي وحرفت بوصلة الأمة نحو ما تمليه المصالح الأمريكية والصهيونية .
-إن من يتأمل واقع المنطقة منذ مطلع القرن المنصرم وحتى الآن سيلمس بوضوح وجلاء مدى إبداع القوى الاستعمارية في صياغة هذا الفكر وكيف تفننت الاستخبارات الصهيونية في إنتاج وبلورة هذا الطابع المتأسلم وكيف جعلت منه الأداة الأمثل لمواجهة خصومها ومطية لتنفيذ أهدافها وتمرير مشاريعها ، وما حدث من تداعيات عقب أحداث الـ 11 من سبتمبر تحت شعار محاربة الإرهاب ليست إلا امتدادا لما حدث في ثمانينيات القرن الماضي أواخر الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي عندما أوعزت الولايات المتحدة لأدواتها في المنطقة من الأنظمة الدائرة في فلكها بإصدار توجيهات لدوائر الإفتاء لديها بإطلاق الفتاوى الدينية للشباب الإسلامي بوجوب الجهاد في أفغانستان ضد الشيوعية ، حيث أخرجت القوات السوفييتية بعد أن تم إنهاكها واستنزافها على مدى عقدين من الصراع بعد أن تمكنت الولايات المتحدة والقوى الصهيونية من تحويل عنوان الجهاد في سبيل الله ضد ((الشيوعية الكافرة )) إلى اقوى سلاح تمتلكه .
كما عادت لتكرار ذات التجربة وبذات الأدوات واﻷصوات مطلقة أذرعها من داعش وأخواتها في وجه محور المقاومة حيث خاضت على إثره قوى الممانعة أقسى مراحل التآمر العالمي الاستعماري التكفيري وحصدت على ضوئه نصرا ساحقا على كل تلك الأدوات الصهيونية وقطعت آمال القوى الاستكبارية وداعميها من الأنظمة الأعرابية الخليجية التي لا تختلف عن تلك الجماعات الداعشية وهذا ما يتضح من خلال سلوكياتها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com