أفق نيوز
الخبر بلا حدود

جنيف2 هل تكون بوابة الحل السياسي

264

استطلاع – حاشد مزقر

الحوار اليمني للخروج بحل توافقي بين جميع الأطراف المتصارعة يمثل طوق النجاة الذي يبحث عنه غالبية أبناء الشعب اليمني المحب لبعضه والباغض للغة القتل والدماء وهذا ما يمكن تحقيقه في حال نجحت الأطراف السياسية للوصول لتسوية جادة قابلة للتطبيق على أرض الواقع ..توقعات وخروجات حوار جنيف(2) من قبل الساسة والإعلاميين وغيرهم تجدونه في سطور الاستطلاع التالي:

الدكتور عادل الشجاع عضو المؤتمر الشعبي العام في حوارات ومباحثات جنيف استبعد نجاح جنيف2، إلا في حال حدوث احتمال واحد وهو أن يحدث اختراق للجيش واللجان الشعبية على مستوى الميدان أو على مستوى الأراضي السعودية بحيث يصبح لدينا ورقة قوية ترضخ إليها السعودية، ويضيف شارحا رؤيته بالقول: أما على مستوى الحوار أعتقد أن السعودية قد وضعت فخا للمحاور الوطني، حيث جعلت الأمم المتحدة تشكل مظلة لإضاعة الوقت، والحديث عن مؤتمر جنيف 2 لن يبدأ إلا بعد أن يتم الاتفاق على ميثاق الشرف والذي سيأخذ الكثير من الوقت وهو في حقيقة الأمر ليس له علاقة بالحوار ? من قريب ولا من بعيد وبذلك يكون قد ترك الفرصة للسعودية التي ستحقق خيارها في هذا الجانب، الجانب الثاني هناك شرط من قبل الأمم المتحدة بأن من سيحضر إلى مؤتمر جنيف لهم حق التوقيع واتخاذ القرار والفريق الوطني القادم من صنعاء ممثلاً بالمؤتمر الشعبي العام وأنصار الله لديهم هذه المرجعية ويحق لهم أن يتخذوا مثل هذه القرارات لكن القادمين من الرياض أمثال عبدالملك المخلافي وبن دغر والعامري وجباري وغيرهم لا يمتلكون حق اتخاذ القرار بسبب خضوعهم لإرادة السعودية، ولذا عندما يكون هناك اتفاق فلن يقبل به بحاح وهادي فالمسألة مسألة إضاعة وقت والمحاور الوطني للأسف الشديد قد استدرج لذلك وكان من المفترض أن يكون هناك تراكم في مسألة الحوارات والتي كان آخرها مسقط وأهمها الاتفاق على البنود السبعة والتي ألغتها الأمم المتحدة وإعادة المحاور الوطني إلى مربع الصفر والمفروض على المحاور الوطني -ممثلي المؤتمر وأنصار الله- أن لا يذهبوا إلى جنيف إلا بعد الاتفاق على وقف العدوان ورفع الحصار، وأنا لست متفائلاً مما سيجري في جنيف لكنني متفائل بما سيجري على الأرض ومتفائل من المتغيرات الإقليمية التي ستفرض نفسها وتنعكس على الأزمة اليمنية، وبالتالي ستكون هذه المتغيرات لصالح الشعب اليمني، وفي خلاصة الأمر الأمم المتحدة تمثل غطاء لإضاعة الوقت وهي اليوم تريد من الفريقين أن يتفقا ويتحاورا على وثيقة الشرف مع أن المسألة مسألة تنظيمية وعليها أن تضع قواعد لهذه اللقاءات بدلا من أن تضع وثيقة الشرف في محل الحوار وهنا يتضح أسلوب إضاعة الوقت من أجل أن يجعلونا نخطو في المسار السوري ليكون هناك أكثر من جنيف ولا نستطيع بعدها مطالبة الأمم المتحدة بأن تعود لتقوم بدورها الطبيعي.

استبعاد السيناريو السوري
نصر الدين عامر مسئول العلاقات الإعلامية لأنصار الله يقول: من الواضح جدا أن الدور ألأممي أصبح فاقداً لثقة الشعب اليمني ابتداء من انقلاب هادي على اتفاق السلم والشراكة وإعلانه بأنه اتفاق لا يعنيه رغم أنه وقع عليه ووقعت عليه كل القوى السياسية وبرعاية الأمم المتحدة التي أصدرت بذلك قرارات ورحبت به وطالبت بالعمل به، كما أن تغيير مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جاء نتيجة للضغط السعودي حينها وجه المبعوث السابق جمال بن عمر أصابع الاتهام للسعودية، وأكد عرقلتها لكل الحلول السياسية، والأخبار المتداولة الآن تتحدث عن قرب انعقاد مؤتمر جنيف إلا أن الشعب اليمني لا يتحدث عن هذا الموضوع ولا يعول عليه كونهم فقدوا الثقة في الأمم المتحدة التي عجزت عن تسيير رحلة وفد اليمن من عمان إلى جنيف بسلاسة خلال سفرهم لمؤتمر جنيف 1 نتيجة لعرقلة السعودية، وهنا ينكشف انصياع الأمم المتحدة لكل مساعي السعودية في إفشال أي اتفاق سياسي. وفي سياق حديثه رأى بأن الخيارات الاستراتيجية بدأت في تحقيق الانتصارات القوية داخل العمق السعودي، مضيفاً: شاهدنا سقوط العديد من المواقع السعودية المهمة في نجران وجيزان وعسير وبكل تأكيد هذا التقدم الميداني سيكون له الأثر الكبير من أجل إخضاع السعودية للأمر الواقع ولخيار الشعب اليمني وإن استمرت العراقيل السعودية فسيكون هناك تغيير جذري وسيصبح الحوار اليمني اليمني شيئاً والحوار اليمني السعودي شيئا آخر، ولم تكن الأمور بالطريقة التي تريدها السعودية وأمريكا وعليهم أن يدركوا بأن السيناريو السوري لن يطبق في اليمن ولن نصل لجنيف 3 و4 حيث إن سوريا تواجه العدوان السعودي بطريقة غير مباشرة حيث يواجه الشعب السوري المال السعودي والتكفيريين التي تزج بهم السعودية إلى الأراضي السورية فيما يواجه الشعب اليمني العدوان السعودي مباشرة وإن طالت الأمور فسينقل الجيش واللجان الشعبية المعركة إلى العمق السعودي.

محاباة الأمم المتحدة للسعودية
بحسب عبدالله علاو – رئيس مؤسسة الشرق الأوسط للتنمية وحقوق الإنسان – فإن هناك كثير من العوامل تجعل جنيف 2 أو 3 أو ما بعدها محكوم عليها بالفشل مسبقاً، أولها عدم وجود تصميم ورؤية واضحة لطبيعة حوارات جنيف بما يلامس المشكلة اليمنية وحلها، إذ إننا أمام حوار أو مفاوضات غير واضحة الهدف يسيرها الطرف الأقوى والمهيمن من الأطراف حيث ممثل الأمم المتحدة يعمل بمحاباة وتبعية للطرف السعودي ولا يعمل بحياد ومهنية تقتضي طرح المشكلات دون محاباة أو استحياء، ويطرح علاو مثالاً لذلك بالقول: يغيب عن الطرح مسألة تعريف الهجوم على اليمن هل هو عدوان يخالف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ويجب وقفه أم ماذا؟ وهذا قبل كل شيء مما ينبغي مراعاته، ويضيف ذاكراً العامل الثاني: من حيث الأطراف الفاعلة والمؤثرة والمتسببة في أحداث اليمن لم ينظر لها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ويضع لها تصميماً ضمن هذا الحوار والتفاوض بل يتغاضى عن تحديد واضح للأطراف على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وهذا يضع الحوار أمام تعقيدات يرميها هؤلاء في طريق نجاح الحوار، ثالثاً: من حيث طبيعة الموضوعات والقضايا ومسار التفاوض لا يوجد قضية وموضوعات محدده تتعلق بالحالة اليمنية وحقيقة المشكلة التي جاءت بكل ما يجري بل يتم النقاش حول ما بعد أسباب المشكلة إذ يجري التركيز من قبل ممثل الأمم المتحدة على القرار (2216) وهو ما تفرضه الدول الراعية للعدوان على اليمن ومن خلال الأمم المتحدة بينما كان ينبغي النظر للقضايا الأساسية وهي أولاً وقف العدوان ثم إنعاش حالة البلد اقتصاديا وإغاثة الشعب ثم بحث أهم قضية للبلد وهي شكل الدولة ونظام الحكم كون مؤتمر الحوار الوطني فشل في إيجاد حل لها وأراد هادي كرئيس حينها تمرير رغبات خارج الحوار الوطني، وبالتالي فإن ذلك قاد إلى ما يجري اليوم ولذلك فحوار جنيف كان الأحرى به أن يمثل أطراف الحراك الجنوبي والقوى في الشمال لتحديد شكل الدولة التي يتم تدميرها اليوم من عدوان خارجي والأمم المتحدة عاجزة تتفرج وأخيراً من حيث الضمانات لما بعد التفاوض والحوار حيث جرت الدعوة للحوار والتفاوض بهكذا غموض فإن الغموض أيضاً يطرح سؤالاً من يضمن تنفيذ ما سيفضي إليه الحوار والتفاوض في حين لم تعترف الأطراف الدولية بحق الإنسان في الحياة والعيش الكريم ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن الحوار والتفاوض يقتل خلال الساعة الواحدة بضربات الطيران العشرات من المدنيين الأبرياء في اليمن بمن فيهم الأطفال والنساء وتهدم عوامل التنمية للأجيال في مثل هكذا ظروف من عدم الإحترام للإنسان اليمني لا أعتقد أن أي مفاوضات دولية ستنجح لأن هيمنة الأمريكان والسعودية تفوق احترام الإنسان، ولهذا أعتقد أن دور الأمم المتحدة في كل مكان سوريا أو اليمن أو العراق أو ليبيا، وغيرها يأتي بإشراف أمريكي وصهيوني ويسير الأمم المتحدة وفقا لسيناريو مسبق وهو ما يجعل مفاوضات جنيف اليمن شبيهة بجنيف سوريا.

جنيف (2) لعبة أميركية
ويصف الدكتور ربيع شاكر المهدي سفير النوايا الحسنة لحقوق الإنسان في اليمن رئيس منتدى (أكاديميون من أجل السلام) جنيف 2 باللعبة التي ابتدعتها الولايات المتحدة الأمريكية بقناع الأمم المتحدة المشترى بالضغط الأمريكي والمال السعودي، موضحا بأن المسألة هي عملية التفاف لتنفيذ أجندات الاستعمار الجديد وأدواته في المنطقة وهو ما طرحه وتحدث به مع صناع القرار في اليمن، متحدثاً حول ذلك: اقترحنا على اللجنة الثورية أن نصنع جنيف يمنيا في اليمن فنحن أصحاب الحق وأصحاب الأرض وشعبنا معنا ونحن من تم الاعتداء علينا ، وبالتالي كل مقومات القرار السيادي لليمن وأهله ومهما عمل المعتدي فلن يغير في الوضع السياسي شيء سوى أنه سيزيد فاتورة القتل والدمار عليه لقد مضى من الوقت تسعة أشهر ونحن تحت القصف ليل نهار من الجو والبحر والبر وفي ظل حصار بري وجوي وبحري قتلت وجرحت فيه السعودية وحلفاؤها عشرات الآلاف من اليمنيين وشردت الملايين وفقد أكثر من 4 ملايين مواطن أعمالهم ودمرت البنية التحتية بشكل كامل، ورغم كل هذا الإرهاب إلا أن اليمن لازالت قوية صامدة صمود الجبال بحكمة وإرادة الشعب اليمني المقاوم ووقوف ربنا معنا لأننا أصحاب حق والله هو الحق “ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون” وزاد بالقول: موافقة اليمن على القرار 2216 موافقة حكيمة تفضح المعتدين وتكشف قناعهم وأطماعهم في اليمن وحقدهم وتكبرهم وتكشف سعيهم في إفشال كل الحلول لأنهم سيدفعون فاتورة العدوان باهظاً، ورغم حكمة اليمنيين وصمودهم الذي أدهش العالم إلا أن هناك أخطاء كبيرة تساهم في إعطاء مزيد من الوقت للمعتدين، ومن معهم على خنق اليمن وتدميره فعدم تشكيل حكومة إلى الآن ساهم بشكل أو بآخر في مفاقمة الوضع على كل المستويات وأعطينا المبرر لهم في الاستمرار بتدمير اليمن، فلا نحن الذين أنتجنا حكومة ولا نحن الذين شاركنا المكونات الأخرى الرافضة للعدوان وقلناها للجميع “أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً” فزمام الأمر لازال يمنياً فلا تنجروا لخدعة المجتمع الدولي المرتهن والدليل ليبيا، نحن الآن فوق قالب زبدة لو ذاب مع سخونة ما يحدث سنكتشف جميعاً أننا تحت، فمن يعتلي موجة السياسة يصبح في لحظة فوق، وفي لحظة أخرى يهوي إلى الأعماق، حيث أسماك القرش أعدت المائدة إذا لم نكترث لهذا الأمر.

وعن النفوذ السعودي المدعوم أمريكيا وسيطرته على قرارات الأمم المتحدة قال: مهما يكن للعدوان من نفوذ ودعم أمريكي إلا أن الواقع فرض نفسه بأيدي وعزيمة الجيش واللجان الشعبية وما نشره مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب بأن السعودية معرضة للخطر من الداخل وتعصف بها خلافات داخلية بسبب الحرب على اليمن وانخفاض سعر النفط، وسيؤدي ذلك إلى تغيير مسارها وعلاوةً على ذلك، فإنّ القرارات التي اتخذّها الأمير بن سلمان بحسب المركز تُواجه معارضةً شديدةً داخل العائلة المالكة وداخليا وخارجياً لدرجة أنّ أحد أفراد العائلة نشر مؤخرًا رسالةً في صحيفة (الغارديان) البريطانيّة، دعا فيها الأمراء إلى التوحّد من أجل الإطاحة بالأمير محمد بن سلمان الذي غامر بإعلان الحرب على اليمن والتي قد تدمر المملكة وشدّدت الدراسة الإسرائيليّة على أنّ نشر الرسالة بدون توقيع، هو حدث غريب جدًا عن العائلة المالكة التي درجت على حلّ النزاعات الداخليّة داخل البيت، وبعيدًا عن الأضواء وبسريّةٍ تامّةٍ، وأنّ هذه الرسالة هي تعبير عن حالة الإحباط والارتباك لدى العديد من الأمراء الذين وجدوا أنفسهم خارج دوائر صنع القرار في الرياض وبأن استمرار الحرب على اليمن هو التهديد الأخطر على استقرار المملكة.

مراوغات الأمم المتحدة و مبعوثها
الكاتب الصحفي عبدالله صبري يضعنا أمام رؤية واضحة المعالم حيث قال: قد لا يكون مناسباً الحديث عن جنيف 2، وهي لم تنطلق بعد فكيف عندما يكون الحديث عن مابعد جنيف والحقيقة أن ثمة مخاوف من تكرار السيناريو السوري الذي شهد تمييعاً للحل السياسي على مدى خمس سنوات، ما يحول دون تقبل الفشل في مفاوضات جنيف للمرة الثانية بشأن الأزمة اليمنية، وتزداد المخاوف ونحن نشهد مراوغات الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص وانحيازها لتحالف العدوان وهي تعمل على إطلاق المفاوضات السياسية من جديد وكيف أن ولد الشيخ تراجع عن النقاط السبع المنبثقة عن تفاهمات مسقط، وعاد إلى مربع الصفر متحدثاً عن تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 ، وبرغم أنه يعلم قبل غيره أن القرار بنصوصه المجحفة غير قابل للتنفيذ على أرض الواقع، حتى وإن أعلنت الأطراف المعنية الالتزام بتنفيذه، بالإضافة إلى أن فشل الأمم المتحدة في التفاعل مع التداعيات الإنسانية وعجزها عن رفع الحصار الجائر والشامل على الشعب اليمني، برغم أن الحصار مُجّرم في الشرعية الدولية ومواثيق الأمم المتحدة، يؤكد عدم حيادية الأمم المتحدة ، ويصب بالمحصلة في خانة العوامل التي تجعلنا أمام مفاوضات مشكوك في نجاحها، صحيح أن ثمة قرارات ومعطيات تشير إلى أن مفاوضات جنيف2 ستكون أكثر جدية من سابقتها، إلا أن الجدية وحدها غير كافية لنحكم على المفاوضات المقبلة بالنجاح.

وفي كلتا الحالتين سواء فشل جنيف أو نجح، يبقى سؤال ماذا! ويضيف: في حالة الفشل، وهذا هو المتوقع بنسبة كبيرة، تكون القوى السياسية المناهضة للعدوان قد أخلت مسؤوليتها أمام الشعب اليمني، وكسبت تعاطف القوى الدولية والإقليمية التي تدفع بالحل السياسي وإيقاف العدوان ورفع الحصار، وتصبح هذه القوى مسؤولة أكثر من أي وقت مضى عن ملء الفراغ السياسي، والعمل على تشكيل حكومة كفاءات وطنية تجابه تحديات وأزمات الداخل، وتخاطب العالم بلغته السياسية والدبلوماسية ومقتضيات العلاقات الدولية القائمة على تبادل المصالح المشروعة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتكون مسؤولة بشكل تضامني عن إدارة الحرب والمواجهة مع العدوان الخارجي وتأمين وحدة واستقرار البلد، وتحرير كل شبر فيه من الغزاة والمحتلين في إطار الخيارات الاستراتيجية المسنودة بصمود شعبنا وبسالة الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات.

تغيرات القوى السياسية
ويضيف في حالة الفشل أيضاً، ينبغي أن نسلك طريقاً مغايراً للمشاورات والتفاوضات العقيمة، مع إدراكنا أن الجبهة السياسية لا تقل أهمية عن الجبهة العسكرية ، وأنه من المستحيل أن ندير الظهر للمجتمع الدولي مهما كانت مواقفه السلبية والعدوانية تجاه شعبنا.

إلا أن ذلك لا يعني مسايرة المجتمع الدولي في تطويل وتعقيد الأزمة اليمنية ، والانتقال من جنيف 2 إلى جنيف 3 ثم 4 و 5 …وإذا كان لابد من المرونة في إطار تغليب المصلحة الوطنية العليا، مع عدم المساس بالسيادة وبالثوابت الوطنية ، فلا ضير من التنازلات للقوى السياسية والمجتمعية في الداخل بما يضع حداً للعدوان والتدخلات الخارجية، مع الأخذ في الاعتبار أن خارطة القوى السياسية قد تغيرت بفضل ثورة 21 سبتمبر 2014م التي أزاحت قوى النفوذ التقليدية، كما أن العدوان قد فرض تصنيف المجتمع وقواه السياسية بشكل مغاير لما كان عليه الوضع في اتفاقية السلم والشراكة أيضاً، ما يعني أن اجتراح الحل السياسي مع القوى في الداخل يتطلب إشراك المكونات والأحزاب الثورية، بالإضافة إلى القوى المجتمعية والسياسية المناهضة للعدوان، أما تلك الأحزاب التي أيدت العدوان واشتغلت عناصرها كمرتزقة ومليشيا ضد الجيش واللجان الشعبية ، فإنها قد حكمت على نفسها بالانتحار!

أما في حال نجحت مفاوضات جنيف، وفرضت نوعاً من التسوية السياسية المقبولة وإن في الحدود الدنيا، فإن هذا لا يعني أننا وصلنا إلى نهاية المطاف، خاصة وأن لليمنيين تجارب مريرة مع الاتفاقات السياسية التي تنجح القوى المعنية في التوصل إليها، لكنها تفشل غالباً في تنفيذها وترجمتها على أرض الواقع، ثم إن التوافق السياسي قد يضع حداً للعدوان المباشر على اليمن، لكنه لن يوقف الحرب والمؤامرات القذرة على اليمن والتي ستستمر بصورة أخرى .. والتجربة التاريخية مع آل سعود حبلى بالعبر والدروس.

أمريكا ستفشل المؤتمر
علي الجلعي سفير النوايا الحسنة ورئيس المؤسسة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر قال: جنيف 2 أو أي حوار آخر ستفشله أمريكا والسعودية كما أفشلوا مباحثات عمان والنقاط السبعة، لأن ما يجري هو عدوان ظالم فالسعودية تحارب بالوكالة وبأمر أمريكا ولا تستطيع رفض ذلك أو النقاش فيه وإلا ماذا نسمي أن ملكاً يعتلي العرش قبل فترة محدودة ويتخذ قرار العدوان إذن لا يستطيع سلمان وتحالفه اتخاذ قرار وقف العدوان إطلاقاً، القرار بيد أمريكا كذلك الإحداثيات التي يتم ضرب الأهداف في اليمن تتم عن طريق الدعم اللوجستي الأمريكي وهي التي تدعم السعودية بالأسلحة والقنابل المحرمة التي تستهدف أهدافاً مدنية، لذا فإن أمريكا تعرقل كل الحلول وبنفوذها تضغط على الأمم المتحدة حتى يظل الحال كما هو عليه وتبتعد كل دعوات الحل السلمي فما يجري في المنطقة العربية مخطط أمريكي صهيوني يهدف إلى بث الصراع واتساع فوهة العداء بين العرب أنهم يريدون أن يبيدوا إلى الشعب العربي مثلما أبادوا الهنود الحمر في أمريكا ولكن للأسف من ينفذ ذلك أياد عربية وعليك أن تقارن المخطط بدءاً بالعراق ثم سوريا وليبيا واليمن وأنت تعرف ماذا تعني هذه البلدان العربية هي مراكز القومية العربية والكرامة وانطلقت منها ثورات التحرر العربي من الهيمنة الأمريكية الصهيونية فالعراق كان البوابة الشرقية للوطن العربي التي لم تخضع لأمريكا وقادت وشجعت حركات التحرر العربي من الهيمنة الأمريكية الصهيونية، وكذلك سوريا كانت حجر عثرة ولازالت أمام إسرائيل ونحن نعرف ما جرى لليبيا من قبل العدوان الأمريكي الصهيوني، وأخيراً اليمن الذي هو أصل العرب ومنبع العروبة يريدون ضرب مفاصل القومية والشموخ العربي هذه هي حربهم، مخطط أمريكي صهيوني لإبادة العرب، إما أن يعيشوا عبيدا أو يتم إبادتهم وهذا هو منطق العدوان الأمريكي الصهيوني الذي ينفذه للأسف بأياد عربية.

القرار أمريكي
الدكتور بشار الزمزمي طبيب وباحث يمني يعمل في الولايات المتحدة الأمريكية خلصت رؤيته إلى أن جنيف 2 لن ينجح لأن أمريكا لا تريد أي حل للأزمة اليمنية وهذا لا يعني أن السعودية تسير في نفس الاتجاه لكنها في حقيقة الأمر تخضع للقرار الأمريكي ويقول ملخصاً رأيه: توقف السعودية عن عدوانها على اليمن فشل لها والاستمرار انتحار بطيء لنفوذها وتراجع لدورها بالمنطقة، الحرب ستقف عندما تقرر أمريكا فرض الأمر على السعودية و أمريكا ستجعل السعودية تغرق أكثر بالمستنقع اليمني النظام السعودي هش داخلياً لكنه متماسك خارجيا بفضل البترودولار نهاية النظام السعودي سيكون بانهيار شبكة علاقاته الخارجية وأمريكا ستكون حاضرة لتقسيم السعودية فالمسألة ليست مسألة جنيف أو غيره.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com