أفق نيوز
الخبر بلا حدود

هجمات السايبر.. “العدو الأخطر” الخفي الذي يُرعب إسرائيل ويشل حركتها بكبسة زر

339

أفق نيوز../

 

بين الفينة والأخرى تتعرض مواقع إسرائيلية حكومية وأمنية وخاصة وحساسة، لهجمات إلكترونية غالبًا ما تكون سرية المصدر، تتسبب بشكل سريع بشل حركة دولة الاحتلال بأكملها، وتُدخلها بدوامة البحث والركض خلف تلك الأعطال المُفاجئة لحل ما يمكن حله قبل الوصول للكارثة.

 

ورغم أن دولة الاحتلال تمتلك أحدث وأغلى البرامج وأجهزة حماية الاختراق الالكتروني للتعامل مع هجمات السايبر، إلا أن تلك التكنولوجيا الحديثة يبدو أنها لم تُسعف إسرائيل كثيرًا، فآخر هجوم أصاب دولة الاحتلال في مقتل، وعطل أكثر مواقعها حساسية وخطورة.

 

“الهجوم الانتحاري” كان هذا أخر مصطلح أطلقه المسئولون الإسرائيليون على الاختراقات والهجمات الإلكترونية الأخيرة التي ضربت بلادهم، فنقلت صحيفة “يسرائيل هيوم”، عن مصادر سياسية إسرائيلية رسمية، قولها، إن تعطل المواقع الحكومية مساء يوم الاثنين الماضي، كانت نتيجة هجوم سيبراني نفذته دولة أو عدة قراصنة في آن واحد من أكثر من مكان.

 

وبحسب الصحيفة، فإن الجهة التي نفذت الهجوم ويعتقد أنها دولة، لديها نظام تكنولوجي متطور،  ووصف المصدر الحكومي ما جرى بأنه حادث أشبه “بمحاولة تنفيذ عمل انتحاري، وتم القبض على منفذه قبل وقوعه ولدى محاولة وصوله إلى وسط فلسطين المحتلة، وفشل بذلك”.

 

الضربة المؤلمة

 

ووفقًا لذات المصدر، فإن الهجوم يعد الأكبر لكنه أضراره لم تكن كبيرة، ولم يكن شديدًا على الرغم من أنه نفذ ضد عدد كبير من المواقع الحكومية، مشيرًا إلى أنه تم بالفعل استخلاص الدروس من محاولات سابقة، وسيتم استخلاص المزيد من خلال الهجوم الأخير، وكذلك من هجمات جرت في الحرب السيبرانية الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا.

 

وأعلن الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين الماضي، تعرّضه لسلسلة هجمات سيبرانيّة، غير مسبوقة في حجمها، في حين أن الهجمات ألحقت “ضرراً في مواقع الإنترنت الحكوميّة المدنيّة من دون المسّ بالمواقع الأمنية”، نظراً إلى شدة تحصينها.

 

في موازاة ذلك، ذكرت تقارير إعلاميّة أنّ المواقع المذكورة “انهارت لدقائق طويلة، ثمّ عادت إلى العمل بعد تدخّل تشكيل السايبر القومي المولج معالجة هجمات كهذه”.

 

وتعتقد أجهزة الدفاع السيبرانية الإسرائيلية أن جيش الاحتلال هدف جذاب للغاية للهجمات المعادية، ولا يمكنها تحمل الخسارة، ليس لديها شهادة تأمين، وكجزء من الخطة متعددة السنوات “جدعون” قرر الجيش إنشاء نظام سيبراني، لتشغيل وحدة إلكترونية لحماية البنية التحتية المدنية والعسكرية من الهجمات الخارجية.

 

وتعليقاً على الحدث، أشار نائب رئيس “جهاز السايبر القومي” سابقاً، رفائيل فرانكو، إلى أنه “يمكننا أن نقدّر أن الأمر يتعلّق بتبادل ضرباتٍ حركية نارية وسايبر منسوبة إلى إيران، على خلفية الأحداث الأخيرة”. وأضاف “نحن متجهون إلى فترة من التصعيد الواسع في مجال السايبر”.

 

بدوره، قال رئيس جهاز السايبر في “الشاباك” سابقاً، إيرز كراينر، لـ”القناة 13″ الإسرائيلية: “لا استخف أبداً بالايرانيين، هم شعب ذكي، ولديهم قدرات في الحوسبة جيدة جداً، وهم يفوزون دائماً بمباريات في مجال الرياضيات. لذلك، لا أستخفّ بقدرات السايبر لدى الإيرانيين أيضاً”.

 

وأضاف: “إسرائيل تستعد منذ أعوام لحدث كبير من هذا النوع، ونحن نعلم بأنه يمكن، عبر السايبر، إلحاق ضربات قاسية جداً في هذا المجال”.

 

بدوره رأى المحلل بالشأن الإسرائيلي عمر جعارة أن الهجمات الإلكترونية ” السايبر” أحد أدوات العصر المستخدمة في الصراع بين الدول، مشدداً في تصريحات نشرت له قبل أيام، على أن الهجمات الإلكترونية ضد المواقع الإسرائيلية قد تكون جزءاً من الرد على جرائم الاحتلال في المنطقة .

 

وقال: “الحرب الحديثة في العالم هي الحرب السيبرانية، وهي مواجهة لا تحدها حدود أو جغرافيا، وليس لها زمان معين، وآخذة في التطور و التصاعد، لاسيما في ظلِّ تطور البرمجيات والأدوات الاختراقية”، مضيفًا” قد لا يكون للهجمات الإلكترونية أي تأثير قوي أو تحقيق انتصار في الوقت الراهن على الاحتلال الإسرائيلي، إنما مستقبلا قد تشكل خطراً عليها في حال تم السيطرة على معلومات مهمة وحساسة”.

 

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اعترف بتعرضه لأكثر من 3 آلاف هجمة إلكترونية خلال السنوات الماضية مصدرها قطاع غزة والسعودية، وهذا يعد تطوراً كبيراً في عدد الهجمات التي بات يتعرض لها الاحتلال.

 

حرب من نوع آخر

 

في حين أكد المختص في التقنية وأمن المعلومات أشرف مشتهى أن الهجمات الإلكترونية “السايبر” تعتبر ساحة حرب جديدة، تستخدمها عدة دول منذ سنوات، في التأثر بجميع مناحي الحياة، موضحًا أن الحرب الإلكترونية بجانب الحروب العسكرية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، لها تأثير قوي على نفسية الطرف الآخر، مبينا أن الحرب الإلكترونية تعتمد بشكل أساسٍ على سرقة المعلومات، واستخدامها كحرب مضادة.

 

وأشار إلى أن ضياع وفقد معلومات أي منشأة سواء بنك أو شركة أو مطار أو ميناء وغيرها، بمثابة تدمير لعملها وقواعد بياناتها القائم منذ سنوات، مشدداً على أن نتائج الحرب الإلكترونية قد تكون غير معلنة وظاهرة كالحرب العسكرية والاقتصادية، لكن تأثيرها ونتائجها قد تكون كارثية وأكثر فتكا.

 

ولفت إلى أن معركة الهجمات العسكرية بدأت بصفحات التواصل الاجتماعي ثم تطورت لتستهدف الحسابات البنكية والمصرفية ثم المطارات والموانئ وبعض المؤسسات العسكرية، منبها إلى أن الكيان الصهيوني اعترف مؤخرا بالتأثير الكبير الذي أحدثته إحدى الهجمات الإلكترونية التي تعرض لها قبل أشهر.

 

وأكد أن الحرب الإلكترونية تشهد تطوراً نوعياً من حيث عملية الاستهداف والمواقع المستهدفة والمعلومات التي تم السيطرة عليها، لما لها من بعد نفسي ومعنوي حين استخدامها وقت الحروب، كالرسائل والمعلومات التي يتم نشرها من فصائل المقاومة عبر هواتف وقنوات الاحتلال الإسرائيلي بعد اختراقها.

 

الجدير ذكره أن الحرب السرّية بين إيران وإسرائيل دخلت عام 2010 منعطفا خطيرا باستخدام فيروس “ستاكس نت” الذي تسبب حينها في أعطال بأجهزة التخصيب النووي الإيرانية، إلى جانب عمليات الاغتيال التي طالت عددا من علماء الذرة الإيرانيين خلال العقدین الماضیین.

 

واستمر هذا الصراع بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي إلی يومنا هذا، وكان يشهد تراجعا من حين لآخر، لكن اغتيال العالم النووي الإيراني، الذي كان على قائمة أهداف الموساد لسنوات طويلة، محسن فخري زاده عام 2020 صعّد من التوتر المتواصل بينهما على مدى أكثر من 4 عقود.

 

وأخذ الصراع بين طهران وتل أبيب أشكالا مختلفة؛ منها الهجمات السيبرانية التي أدت إلى أعطال في الداخل الإسرائيلي والإيراني على حد سواء، من دون أن يتبنى أي من الجانبين هذه الهجمات. فضلا عن عمليات التجسس التي تمضي على قدم وساق.

 

المصدر: رأي اليوم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com