أفق نيوز
الخبر بلا حدود

حرب المرتزقة في أبين تهدأ بتوافقات بين المشغلين.. الانتقالي ينسحب لحساب الإخوان

232

أفق نيوز – تقرير – عادل محمد باسهيل

في أغسطس من العام 2019 م، سقطت محافظة أبين المحتلة بيد مليشيات المجلس الانتقالي التابع للإمارات بعد معارك شرسة شهدتها مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، خاضتها مع قوات ما يسمى «الشرعية»، وانتهت بإعلان مليشيات الانتقالي استيلائها على معسكرات الشرطة العسكرية وقوات الأمن الخاصة وغيرها من المعسكرات والدوائر والمؤسسات وخروج القوات والمليشيات التابعة لحكومة المرتزقة من المحافظة.
واليوم -وبعد ثلاث سنوات من إعلان الانتقالي سيطرته على محافظة أبين وتطهيرها من مليشيات الإخوان وفلول التنظيمات الإرهابية المنضوية تحت مظلة ما يسمى «الشرعية» حسب تصريحات قادته آنذاك- يُفاجأ الشارع بعودة التشكيلات الأمنية التابعة لحكومة المرتزقة إلى محافظة أبين، وإخلاء مدينة زنجبار من مليشيات الأحزمة الأمنية التابعة للانتقالي وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أغسطس 2019م.
انفصام سياسي وعسكري
في الوقت الذي سعت أقنية الإعلام الموالية للانتقالي لوصف ما تشهده محافظة أبين اليوم على انه حالة نادرة وإنجاز عسكري أراد الانتقالي من خلاله وضع حدٍ للخلافات والتباينات وحالة الاشنقسام بشكل سلمي وتوافقي، اعتبر سياسيون وعسكريون وحقوقيون أن ما حدث ويحدث يشير إلى حالة من الانفصام السياسي والعسكري واستهتار بالدماء التي سفكت واستخفاف لعقول ومشاعر المواطنين الذين ذاقوا الويلات بسبب الحروب والمعارك العبثية التي كان الأبرياء ضحاياها.
وأشاروا إلى أن إعلان عودة القوات التي كان الانتقالي قد أعلن طردها قبل ثلاث سنوات وتسليمها للمعسكرات والمقرات الأمنية وعودة الأوضاع إلى ما كانت علية قبل 2019 يؤكد افتقار طرفي الصراع لأي أهداف أو مشاريع وطنية وأنهما لم يكونا سوى بيادق وأدوات تحركها قوى العدوان لتنفيذ سيناريوهات وأجندات توسعية للرياض وأبوظبي.
التخلي عن أبين
وعبر السياسيون والعسكريون عن استغرابهم من إعلان الانتقالي، بعد ثلاث سنوات من المواجهات الدامية، سحب مليشياته من المعسكرات والدوائر الأمنية وتسليم مقراته في مناطق سيطرته في محافظة أبين -القريبة من مدينة عدن- للتشكيلات الأمنية التابعة لحكومة المرتزقة، في الوقت الذي تقاتل قواته باستماته من أجل السيطرة على محافظة شبوة.
ولفتوا إلى أن انسحاب مليشيات الانتقالي من زنجبار إلى معسكر العرقوب الذي ظل نحو عامين بيد قوات بن معيلي القادمة من محافظة مارب، يشير إلى عدم امتلاك الانتقالي لأي رؤية عسكرية وأن سحب قواته من زنجبار وإقدامه على تنفيذ مثل هذه الخطوة التي يسعى من خلالها لشتعزيز ومساندة قواته في شبوة ستكلفه الكثير مستقبلا، وستقطع خطوط إمداداته وتعزل قواته عن مركز القيادة في عدن.
تخبط عسكري
ونوه السياسيون والعسكريون إلى أن إعلان الانتقالي سحب قواته من أبين بعد أقل من أسبوع من إطلاق قواته فيما يسمى بـ محور أبين العسكري، وقوات الحزام الأمني عملية ”سهام الشرق“ العسكرية، لتحرير أبين من ”الجماعات الإرهابية والعناصر الخارجة عن القانون التي تنشط في مناطق المحافظة، إلى جانب حمايتها للطرقات الرابطة بين مناطق الجنوب، وإيقاف تهريب الأسلحة عبر الشريط الساحلي لأبين“، يشير إلى أن عدم امتلاكه أي رؤية وأنه ليس أكثر من أداة تنفذ ما تمليه عليه أبوظبي لدرجة أنه لم يكن يعلم بما تخطط له بعد أيام.
وفي الوقت الذي أعلن المتحدث الرسمي لما يسمى قوات محور أبين العسكرية، التابعة للانتقالي، المرتزق محمد النقيب إن القوات المسلحة الجنوبية ستواصل عملية تقدمها لتحرير منطقة ”العرقوب“ الجبلية وما خلفها من مناطق، متوعدا القوات العسكرية الموالية لحزب الإصلاح (إخوان مسلمون)، المتمركزة في مرتفعات ”العرقوب“ الجبلية، ودعاها لأن ”تشدّ الرحال“ استعدادًا لمغادرة المحافظة، أعلنت إدارة أمن أبين أن قواتها الأمنية انتشرت في معسكراتها التي كانت تتمركز فيها قبل العام 2019م، وأنها باشرت أعمالها في قيادة شرطة المحافظة من مقرها الرئيس بمدينة زنجبار.
وبحسب مراقبين فإن عملية التوافق التي رعتها ما تسمى بقوات ”حفظ السلام“ التابعة لألوية العمالقة الموالية للإمارات بين طرفي الصراع الدامي منذ ثلاث سنوات، يشير إلى أن أبوظبي تتجه من خلال مجلس العليمي لتفكيك وحل مليشيات الانتقالي وأحزمته الأمنية واستبعادها من المشهد العسكري -كما فعلت مع النخبة الشبوانية من قبل- وإخلاء الساحة للعمالقة من خلال ما يسمى بعملية التوافق التي تتم بتوجيهات من قائد العمالقة وعضو مجلس العليمي المحرمي.
مسلحون يحاصرون مصنع الإسمنت
في الوقت الذي يتحدث المتصارعون عن توافق يخدم تثبيت وتعزيز الأمن، يواصل مسلحون قبليون، حصاراً مستمراً على مصنع إسمنت الوحدة في محافظة أبين، لليوم الخامس على التوالي.
وقالت مصادر محلية إن مجاميع قبلية مسلحة، تواصل حصارها لمصنع الوحدة للإسمنت في منطقة باتيس بمديرية خنفر، وتمنع دخول العمال لمزاولة عملهم، مشيرة إلى قيام المسلحون باحتجاز حافلات لنقل العمال ومقطورات خاصة بعملاء المصنع، ومنع دخول وخروج الشاحنات من وإلى المصنع.
وأفادت المصادر، أن المجاميع المسلحة التي تتبع الشيخ القبلي، عدنان حسين حنش الجريري، أطلقت الخميس الماضي، النار على حافلات نقل عمال المصنع.
ويدعي أبناء قبيلة الجريري ملكيتهم للأرض التي أقيم فيها المصنع، وأكدوا امتلاكهم لوثائق وأحكام قضائية تثبت الادعاء.
وحملت شركة الوحدة للإسمنت، عضو مجلس العليمي، ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي ، ، مسؤولية ضبط المعتدين على المصنع، واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.
وحذرت الشركة في مذكرة وجهتها للزبيدي، ” من أن استمرار الاعتداء على المصنع وموظفيه، سيدفع الشركة إلى إيقاف العمل وتسريح العمال، مطالبة بالتعويض عن الخسائر التي لحقت بالمصنع نتيجة الاعتداءات المتكررة”.
وأوضحت، أن المصنع تعرض سابقا لاعتداءات متكررة، مستنكرة غياب دور الأجهزة الأمنية في اتخاذ الإجراءات القانونية، ومشيرة إلى أن ذلك شجع المسلحين على الاستمرار باعتداءاتهم.
احتجاجات غاضبة للمعلمين
وفي مدينة زنجبار نفذ معلمو ومعلمات مدارس الكود بمديرية خنفر وقفة احتجاجية غاضبة ضد التحركات والدعوات المطالبة بكسر إضراب المعلمين بالمديرية.
ورفع المعلمون في الوقفة الاحتجاجية اللافتات والشعارات التي تؤكد استمرار الأضراب حتى تحقيق مطالبهم المشروعة ونيل حقوقهم من خلال هيكلة الأجور وإطلاق العلاوات والتسويات إضافة لتسوية أوضاع معلمي2011م.
كما طالب المعلمون والمعلمات في وقفتهم الاحتجاجية مسؤولي المحافظة بإقالة مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية خنفر الذي اتهموه بإفراغ المدارس من المعلمين الأساسيين وتحويلهم إلى مكتب التربية لمآرب شخصية، مؤكدين على ضرورة إيقاف التجاوزات التعسفية التي يسعى من خلالها لكسر الإضراب وعدم احترامه لمطالب المعلمين الحقوقية المشروعة التي كفلها الدستور والقانون.
كما طالب المعلمون المحتجون محاسبة وإقالة كل الإدارات الفاسدة التي تنخر في جسد التربية والتعليم بالمديرية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com